فقد الفلسطيني أحمد الحاج منزله جراء تدمير الاحتلال الإسرائيلي مربعات سكنية عبر سياسة النسف التي اتبعها خلال الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة للشهر الخامس على التوالي في أطول حرب يشهدها القطاع المحاصر.
وعمد الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية الحرب الحالية على القطاع إلى سياسة تدمير المنازل والبيوت والأبراج ودور العبادة كالمساجد والكنائس إلى جانب استهداف المستشفيات والمدارس والبنية التحتية، ما حوّل القطاع إلى كومة من الدمار.
علاوة على ذلك فإن الجنود الإسرائيليين كانوا ينشرون مقاطع فيديو تظهر قيامهم بتدمير المربعات السكنية ونسفها بالعبوات الناسفة الثقيلة إلى جانب إحراق الشقق السكنية وإتلافها بشكلٍ كامل يتماشى مع حرب الإبادة التي يقوم بها الاحتلال.
ودمر الاحتلال الإسرائيلي المربعات السكنية طوال فترة الحرب على القطاع من خلال القصف الجوي والمدفعي أو عمليات النسف الميدانية في أعقاب المناورات البرية التي تقوم بها قواته منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023 الماضي.
في الأثناء، يقول الفلسطيني أحمد الحاج إن قوات الاحتلال الإسرائيلي دمرت منزله في مدينة خانيونس حيث يقيم هناك من خلال عمليات النسف التي تعرض لها الحي الذي كان يعيش فيها لسنوات طويلة مع أفراد عائلته قبل أن ينزح باتجاه رفح.
ويضيف الحاج لـ"العربي الجديد" أن بعض الصور ومقاطع الفيديو التي وصلت إليه جعلته لا يعرف حيه في البداية جراء الدمار الشديد الذي تعرض له وتعرضت الطرقات فيه للتدمير والنسف على يد الجنود الإسرائيليين المتواجدين في المنطقة.
ويشير إلى أن عمليات نسف المربعات السكنية والمنازل ستجعل من الصعب العودة خلال فترة قريبة إلى هذه المناطق وستبقي على مصير عشرات الآلاف من النازحين مجهولاً ما لم تكن هناك عملية إعادة إعمار سريعة للقطاع.
وحسب تقديرات رسمية وحقوقية فإن العدوان الإسرائيلي على القطاع المتواصل للشهر الخامس على التوالي، أدى لنزوح قرابة 90% من سكان القطاع، فيما أدت الحرب لتعزيز حالة العوز والمجاعة في صفوف مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين.
أما الفلسطيني أحمد عبد العال فليس أفضل حالاً إذ دمر الاحتلال الإسرائيلي البرج السكني الذي يعيش فيه في مدينة غزة وبات حالياً نازحاً مع عائلته في المنطقة الوسطى دون مستقبل يحدد المكان الذي سيعيش به بعد الحرب.
ويقول عبد العال لـ "العربي الجديد" إن قصف الاحتلال الإسرائيلي للأبراج والشقق السكنية وحالة الدمار حول القطاع لمنطقة غير صالحة للعيش وحول المستقبل لمجهول تنتظره عشرات الآلاف من الأسر الفلسطينية النازحة التي تركت منازلها.
ويطالب النازح الفلسطيني بأن تضغط الجهات الدولية على الاحتلال الإسرائيلي لوقف الحرب بالكامل على القطاع وأن يتم إعادة إعمار المنازل والمدارس والمناطق المدمرة كي يتمكن الفلسطينيون من استعادة حياتهم التي كانوا عليها قبل الحرب.
وحول الإحصائيات الرسمية لحجم الدمار الذي شهده القطاع على مدار أكثر من 4 شهور، يؤكد مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، أن الاحتلال حرص على اتباع نهج تدميري لكل المنشآت العامة في القطاع خلال حرب الإبادة المتواصلة للشهر الخامس، وهو أمر يتضح من خلال عمليات القصف والنسف.
يقول الثوابتة لـ "العربي الجديد" إن إجمالي أعداد النازحين بلغ 2 مليون نازحًا في الوقت الذي يقدر فيه تعداد السكان العام 2.4 مليون نسمة يعيشون في القطاع البالغة مساحته 365 كيلومتراً مربعا قبل الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
ويوضح أن الاحتلال دمر 140 مقراً حكومياً إلى جانب تدمير 100 مدرسة وجامعة بشكلٍ كلي بالإضافة إلى 295 بشكلٍ جزئي، عدا عن تدمير الاحتلال 183 مسجداً بشكلٍ كلي و264 مسجداً بشكلٍ جزئي إلى جانب تدمير 3 كنائس.
ويشير مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي إلى أن الاحتلال دمر 70 ألف وحدة سكنية بشكلٍ كلي، في حين تم تدمير 290 ألف وحدة سكنية بشكلٍ جزئي وأصبحت غير صالحة للسكن، في الوقت الذي ألقى فيه الاحتلال 66 ألف طن من المتفجرات على غزة.
يؤكد مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، أن الاحتلال حرص على اتباع نهج تدميري لكل المنشآت العامة
ووفق التقديرات الحكومية فإن الاحتلال أخرج 30 مستشفى عن الخدمة بشكلٍ كامل في حين أخرج 53 مركزاً صحياً عن الخدمة إلى جانب استهداف 150 مؤسسة صحية بشكلٍ جزئي، ترافقاً مع تدمير 200 موقع أثري وتراثي.
ويلفت الثوابتة إلى أن إجمالي الخسائر المباشرة والرئيسة للعدوان الإسرائيلي يزيد عن 12 مليار دولار أميركي في وقت لم يتم الانتهاء من إحصاء كامل الأضرار بفعل العدوان، غير أن القطاع الإنشائي والإسكاني تتجاوز خسائره 2.34 مليار دولار أميركي.
وفي القطاع الزراعي، فقد عمد الاحتلال إلى تدمير مساحات شاسعة، إذ قال الجهاز المركزي للإحصاء في فلسطين، إن الخسائر اليومية في الإنتاج الزراعي نتيجة توقف عجلة الإنتاج، بسبب تداعيات عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة تقدر بنحو مليوني دولار، أي أن الزراعة تكبّدت نحو ربع مليار دولار منذ بدء العدوان.
ووفقاً لتقارير دولية فإن القصف الإسرائيلي لغزة يعتبر الأكثر تدميرًا خلال هذا القرن بناءً على ما أظهرته الأقمار الاصطناعية وتكنولوجيتها المتطورة نتيجة للقصف الذي شهدته مناطق القطاع المختلفة خلال فترة الحرب المتواصلة.