استمع إلى الملخص
- **الأوضاع الإنسانية المتدهورة**: إغلاق المعابر الحدودية من قبل إسرائيل أدى إلى نقص حاد في الغذاء، الماء، الوقود والأدوية، مما زاد من مخاوف المجاعة. الحمير أصبحت وسيلة نقل حيوية بسبب نقص الوقود.
- **الحرب غير المتكافئة والخسائر البشرية**: الصراع في غزة غير متكافئ بين جيش قوي وسكان مدنيين، مع ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 41,226 شهيداً و95,413 مصاباً، مما يخلق حالة من عدم اليقين والخوف المستمر.
لم تقتصر تداعيات حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة على مشاهد القتل والدمار غير المسبوقة، بل امتدت إلى كل مظاهر الحياة في القطاع المحاصر منذ 2007 لتأتي الحرب وتقضي على ما تبقى من حياة للشعب المقاوم. تقول صحيفة التايمز "The times" البريطانية نقلا عن أطباء بريطانيين متطوعين عادوا مؤخرا من غزة، إن "التضخم الجامح جعل غزة أغلى مكان في العالم، وذلك عندما يتعلق الأمر بأبسط السلع".
وأضاف الطبيبان المتطوعان في مؤسسة Ideals الخيرية البريطانية ، وهما فيكتوريا روز "Victoria Rose" وغريمي غروم "Graeme Groom" أن "سعر العربة والحمار قبل الحرب على غزة كان يمكن أن يصل إلى 500 جنيه استرليني (نحو 655 دولارا)، أما الآن فقد أصبح سعرهما 3000 جنيه إسترليني (نحو 3930 دولارا) على الأقل. لقد انخفض سعر الوقود إلى 17 جنيهاً إسترلينياً (22.3 دولارا) للتر، بعد أن كان 28 جنيهاً إسترلينياً في ذروته. وبلغ سعر البطاطس 115 جنيهاً إسترلينياً (نحو 150 دولارا) للكيلوغرام".
وأشارا إلى أن " السجائر أصبحت عملة قابلة للتحويل؛ فالسيجارة الواحدة تكلف 12 جنيهاً إسترلينياً. وهذا لمن يملكون المال، بينما 80% من الناس لا يملكون المال. وحتى أحد زملائنا في جراحة العظام الذي كان مدخناً لم يعد قادراً على تحمل تكاليف هذه العادة".
The economics of Gaza: £12 for a cigarette, £3,000 for a donkey
— The Times and The Sunday Times (@thetimes) September 15, 2024
Dead and injured have to be carried on donkey carts, with the lack of food, water, fuel and medication taking a heavy toll, say surgeons returning from the war ⬇️https://t.co/HtLUGM6V3d
وتغلق إسرائيل المعابر الحدودية مع غزة، ولا تسمح إلا لجزء يسير من السلع بالدخول من خلال منظمات أممية، وسط مخاوف من عودة المجاعة مجدداً شمال القطاع. ويقول الجراحون العائدون من الحرب إن "القتلى والجرحى يجب أن يُنقلوا على عربات تجرها الحمير، حيث إن نقص الغذاء والماء والوقود والأدوية يشكل عبئا ثقيلا على غزة"، وأضافوا أن " الحمار أصبح أكثر من مجرد حمار في غزة، فهو يجر عربات المياه وسيارات الأجرة والخردة من كل نوع. كما يسلمون الخشب لمواقد الفحم والمنتجات من جميع الأنواع، كما يجرون عربات القمامة، ويتحركون ببطء على طول مسارات رملية بين الملاجئ الهشة، وينقلون القمامة من كل مكان، كما أن هناك الحمير التي تحمل جثث الموتى والجرحى في عرباتها".
وأشار الجراحون الذين قضوا نحو شهر في مستشفى ناصر بقطاع غزة وعادوا أوائل سبتمبر/أيلول الجاري، إلى أن ما يحدث في غزة ليس حربا بالمعنى الدقيق، فهي غير متكافئة إلى حد كبير، بين جيش قوي ميكانيكي يسعى لهزيمة عدو رشيق ومراوغ، لذا يقوم الجيش في الغالب بضرب الحشود الضخمة من الناس..باتت الأنقاض في كل مكان. ومن الصعب أن ترى مبنى غير متضرر".
وأضافا أن " الفلسطيني لايذهب إلى النوم وهو واثق أنه سيستيقظ حيا، حتى اللاتي يعملن في الخدمات الطبية ينمن بحجابهن حتى يكون مظهرهن لائقا في حال الموت..لا توجد ثقة في أمان المناطق الإنسانية المعلنة، فالموت عشوائي وقد يأتي في أي وقت وفي أي مكان.. وهذا ما يحدث بالفعل.. إن الاستجابة العالمية للمأساة اليومية والخسارة هي ابتسامة حزينة وهز كتف، تتجاوز الغضب، ورسالة بسيطة: هذه هي حياتنا".
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الاثنين، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي "إلى 41 ألفا و226 شهيدا و95 ألفا و413 مصابا". وقالت الوزارة في تقريرها الإحصائي لليوم 346 من الحرب: "ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 41226 شهيدا و95413 مصابا منذ السابع من أكتوبر الماضي".
(الجنيه الإسترليني= 1.31 دولار تقريبا)