غزة: إقبال متزايد على مهن رمضان الموسمية
اتجه المزيد من الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر إلى العمل في المهن المرتبطة بشهر رمضان والتي تنتهي مع انتهائه، في مؤشر إضافي على تدهور الأوضاع الاقتصادية أكثر في القطاع الذي يقطنه أكثر من مليونين وربع مليون فلسطيني.
ولوحظ تزايد العاملين في مهن رمضان الموسمية، كصناعة الزينة وطهي وبيع المأكولات والحلويات وبيع المخللات وغيرها، في ظل تزايد نسب الفقر، والبطالة، والاعتماد على المُساعدات الغذائية والمالية والإغاثية، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية.
وتشهد مداخل وجنبات الأسواق ومُفترقات الطُرُق وبوابات المساجد، وبوابات المحال التجارية والمولات والمرافق التجارية، والشوارع الرئيسية، حالة نشِطة للباعة المتجولين، أو أصحاب البسطات الصغيرة، أو المتحركة، والتي تتزايد بشكل ملحوظ مع حلول شهر رمضان.
ويغلب على المُنتجات، الطابع الرمضاني، حيث لا يخلو شارع من بسطات صناعة القطايف والذي يعتبره أهالي القطاع "حلوى رمضان الأولى"، ومعه حشواته المتنوعة، فيما تتزايد بسطات بيع الحلويات المتنوعة، وخاصة المُصنعة من أصناف التمر.
وينتشر داخل الأسواق كذلك باعة مختلف أصناف العصائر الطبيعية، والعصائر ذات النكهة الرمضانية وأبرزها الخروب، والعِرق سوس، والتمر هندي، فيما تتزايد بشكل كبير بسطات بيع الأوراق الخضراء ومشهيات الطعام كالفجل، والجرجير.
ويقول الفلسطيني محمد عايد، والذي يسير بعربته في طرقات سوق الزاوية وسط مدينة غزة، لبيع السمبوسك إنه يبدأ من اليوم الأول لشهر رمضان ببيع تلك الرقائق، والتي يتجه إليها الناس بشكل كبير في فصل الصوم، وتُعتبر من أبرز أصناف المُقبِلات على السفرة الرمضانية.
ويوضح عايد لـ"العربي الجديد" ويعيل أسرة مكونة من أربعة أفراد، أن العائد اليومي ليس كبيرًا إلا أنه يعينه إلى حد ما على توفير احتياجات أسرته، ومتطلبات أطفاله، كذلك توفير مستلزمات الفطور والسحور.
ولا تقتصر المهن المؤقتة على الباعة المتجولين، حيث تنشط كذلك "مهنة" المسحراتي، وفيه يطوف الشُبان لإيقاظ الناس قبل الفجر لتناول السحور، بالمناداة والأهازيج والأشعار والطبول، مقابل مبلغ مالي زهيد، يحصلون عليه مع حلول عيد الفطر. وتقوم عدد من الأسر بمشاريع صغيرة لصناعة الفوانيس الخشبية والقماشية، كذلك أحبال الإضاءة والأشجار المزينة بالإضاءة، فيما يتجه آخرون إلى حياكة الملابس الخاصة بصلاة التراويح للأطفال والكبار.
وعن مشروعها الموسمي، والمُتعلق بصناعة الفوانيس من الكارتون والخشب، توضح الفلسطينية ريهان شُراب من مدينة خان يونس جنوبي قِطاع غزة، أنها بدأت عملها منذ أربع سنوات، مُبينة أن التجهيزات لصِناعة تلك الفوانيس تبدأ قبل شهر من حلول رمضان.
وتضيف ريهان لـ "العربي الجديد" أن الموسم الرمضاني يُعينها على إعالة أسرتها المكونة من ثلاثة أفراد، خاصة في ظل تعطل زوجها من العمل، مضيفة: "يعمل معي عدد من الشُبان في تجهيز الفوانيس المزينة بالإضاءة، فيما ينتهي العمل بهذه المهنة المؤقتة مع دخول الأسبوع الثاني لشهر رمضان".
من جانبه، يبين الخبير الاقتصادي أسامة نوفل أهمية المشاريع الفردية والشبابية الصغيرة، حيث تعتبر جيدة ويمكن أن تساهم بتوفير الاحتياجات الأساسية للأسر التي لا تحصل على أي مصدر دخل، إلا أنها في الوقت ذاته لا تؤثر إيجابا على نسب الفقر والبطالة، إذ لا تُساهم بدخل كاف، كما أنها لا تساهم في التنمية.
ويوضح نوفل لـ "العربي الجديد" أن نسب الفقر والبطالة في قطاع غزة، تفاقمت نتيجة لاستمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، وتضييق خناقه على مُختلف القطاعات الاقتصادية، بما فيها القطاع الخاص، ما أدى إلى حالة من الركود الاقتصادي، وعدم القدرة على تشغيل عشرات آلاف الخريجين الجدد، وبالتالي تزايد أعداد العاطلين من العمل.
وحسب بيانات رسمية، اقتربت نسبة البطالة بشكل عام من سقف 50%، فيما وصلت في صفوف الشباب إلى حد 60%، كذلك في صفوف الخريجين إلى 70%، اما في صفوف السيدات سواء الخريجات أو غير الخريجات فقد وصلت النسبة إلى 80%، فيما تدنت نسب العُمال في الجانب الإسرائيلي من 80 ألف عامل، إلى 15 ألف عامل.