تتوالى الأزمات على سكان مناطق سيطرة الإدارة الذاتية شمال شرقي سورية، إذ يعاني المواطنون من أزمة في توفير غاز الطهي المنزلي. ووصل سعر أسطوانة الغاز في السوق السوداء إلى 12 ألف ليرة سورية (4.3 دولارات) فيما حددت الإدارة الذاتية سعر الأسطوانة بمبلغ 2400 ليرة سورية (0.87 دولار).
ويقول المواطن رائد العيسى لـ"العربي الجديد" إنه يعاني كثيراً لتأمين أسطوانة غاز لعائلته الصغيرة من متعهد تسويق الغاز وتوزيعه، المرخص من الإدارة الذاتية.
ويؤكد العيسى أن كل أسرة تتلقى أسطوانة واحدة شهرياً وهي غير كافية لتأمين حاجتها، وبالرغم من ذلك "أقف ساعات طويلة في الطابور حتى أحصل على أسطوانة، وغالبا تكون زنة الأسطوانة أقل من 17 كيلوغراماً فيما يجب أن تكون 24 كيلوغراماً".
ويشرح المواطن سيف الإسلام الحربي لـ"العربي الجديد": "لا تكفينا أسطوانة غاز واحدة في الشهر، لذلك أضطر إلى شراء أسطوانة أخرى من السوق السوداء زنتها حوالي 15 كيلوغراماً بسعر يزيد عن 12 ألف ليرة سورية".
ويلجأ الأهالي عادة إلى استخدام مواقد "الكاز" والمازوت كبديل للطبخ والتدفئة في حال عدم توافر الغاز لديهم، حيث يعتبر هذا الحل هو الأنجح في الوقت الحالي بالنسبة للكثيرين نظرا للتكلفة المرتفعة للحصول على الغاز في مقابل توافر المازوت والكاز بسعر أقل.
ويقول مصدر خاص لـ"العربي الجديد" إن توزيع الغاز يتم عن طريق مجالس الأحياء "الكومونات" في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، عبر بطاقة تمنح للعوائل يطلق عليها اسم "بطاقة الغاز".
ويشير المصدر إلى أنه تجب مراقبة المسؤولين عن توزيع الغاز ومنع التلاعب الذي يحصل غالباً خلال عملية تسليم الأسطوانات إلى المواطنين، كما تجب زيادة مخصصات العوائل وإيجاد آلية رقابة للتأكد من زنة الأسطوانة. ويؤكد أنه يوجد تلاعب بزنة الأسطوانة، ما يلحق الأضرار بالأسر التي لا يمكنها سوى الحصول على حصة واحدة كل شهر.
ويلفت إلى أن نتيجة التلاعب تظهر في الغاز الذي يباع في السوق السوداء. ويقدر الاحتياطي السوري من الغاز الطبيعي عام 2008 بنحو 240 مليار متر مكعب، وتتركز حقوله في كل من الحسكة وتدمر بشكل رئيسي، إضافة إلى حقول مكتشفة في مناطق أخرى.