عين أسواق المال على الفائدة.. صعود النفط والذهب

18 يوليو 2024
رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، 3 يوليو 2024 (هوراسيو فيلالوبوس/ Getty)
+ الخط -

فيما تتجه أنظار المستثمرين في أسواق المال إلى اتجاهات أسعار الفائدة الأوروبية والأميركية، يواصل النفط والذهب حصد المكاسب. فماذا عن الأسهم والعملات؟ في التفاصيل، يستمر النفط في حصد مكاسبه من الجلسة الماضية، اليوم الخميس، مدعوماً بانخفاض أكبر من المتوقع الأسبوع الماضي في مخزونات الخام في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم.

وبحلول الساعة 03:40 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لبرميل خام برنت 0.4% إلى 85.4 دولاراً. كما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.6% إلى 83.33 دولاراً، بحسب بيانات رويترز. وذلك بعدما ارتفع الخامان القياسيان عند التسوية، أمس الأربعاء. وأظهرت أحدث البيانات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية انخفاض مخزونات الخام 4.9 ملايين برميل، الأسبوع الماضي. ويتجاوز ذلك انخفاضا قدره 4.4 ملايين برميل، في تقرير لمجموعة التجارة التابعة لمعهد البترول الأميركي.

وقالت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي السوق في فيليب نوفا، إن "مؤشرات الطلب الجيدة من الولايات المتحدة تعوّض المخاوف من تباطؤ النمو الصيني الأسبوع الماضي". وأضافت: "الأمل في تيسير السياسة النقدية مما يمكن أن يعزز النمو الاقتصادي، وحركة السفر حاليا في موسم الصيف في الولايات المتحدة، تضمنان قوة دفع كافية في الطلب على النفط من أكبر اقتصاد في العالم".

وساعدت احتمالات خفض أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة في كل من الولايات المتحدة وأوروبا على دعم السوق. وقال مسؤولان في مجلس الاحتياطي الاتحادي، أمس الأربعاء، إن البنك المركزي الأميركي "يقترب أكثر" من خفض أسعار الفائدة، نظرا لتحسّن مسار التضخم وتوازن سوق العمل بشكل أفضل، مما قد يمهد الطريق لخفض تكاليف الاقتراض في سبتمبر/أيلول. كما توسع النشاط الاقتصادي الأميركي بوتيرة طفيفة إلى متواضعة من أواخر مايو/أيار حتى أوائل يوليو/تموز، مع توقع الشركات تباطؤ النمو في المستقبل.

وفي الوقت نفسه، من المؤكد أن يُبقي البنك المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة من دون تغيير اليوم الخميس، لكنه رجح أن تكون خطوته التالية هي خفض الفائدة. وهبط الدولار اليوم للجلسة الثالثة على التوالي. وقد يساعد تراجع الدولار في تعزيز الطلب على النفط، من خلال جعل السلع الأولية المقومة بالعملة الأميركية مثل النفط أرخص بالنسبة لحائزي العملات الأخرى.

الذهب قرب مستواه القياسي

وفي سوق المعادن الثمينة، ارتفعت أسعار الذهب، اليوم، قرب المستوى القياسي الذي سجلته في الجلسة الماضية، مدعومة بتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية في سبتمبر. وسجل سعر أونصة الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعا بنسبة 0.1% إلى 2461.27 دولاراً، في حين وصلت أعلى مستوى لها عند 2483.6 دولاراً أمس الأربعاء. وزادت العقود الأميركية الآجلة 0.2% إلى 2465 دولارا. وتزيد أسعار الفائدة المنخفضة من جاذبية الذهب الذي لا يدرّ عائداً.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% إلى 30.35 دولاراً، في حين استقر البلاتين عند 994.81 دولاراً، وزاد البلاديوم بنسبة 0.4% إلى 955.77 دولاراً.

أسهم الطاقة تقود بورصات أوروبا

إلى ذلك، ارتفعت الأسهم الأوروبية في مستهل تعاملات اليوم الخميس، بقيادة قطاع الطاقة. بينما يترقب المستثمرون قرار البنك المركزي الأوروبي بشأن سعر الفائدة المنتظر صدوره في وقت لاحق من اليوم. وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.2% بحلول الساعة 07:11 بتوقيت غرينتش، متجهاً إلى إنهاء سلسلة خسائر استمرت ثلاث جلسات. ورفعت أسهم قطاع النفط والغاز المؤشر القياسي 1% مع اقتفاء أثر أسعار النفط الخام المرتفعة.

ويصدر البنك المركزي الأوروبي قراره الساعة 12:15 بتوقيت غرينتش، إذ من المتوقع أن يُبقي على أسعار الفائدة من دون تغيير. ومن بين الأسهم الفردية، قفز سهم بابليسي 7.7%، مع تحديث المجموعة الإعلانية الفرنسية توقعاتها بالزيادة للنمو الداخلي بعد تجاوز نتائج الربع الثاني للتوقعات. كما قفز سهم إيسيتي السويدية لمنتجات النظافة 5.7%، بعد أن أعلنت الشركة عن أرباح أساسية للربع الثاني تفوق التوقعات.

وهوى سهم إيه.بي.بي السويسرية 5.8%، بعد أن أعلنت المجموعة الهندسية عن أرباح أفضل قليلاً من المتوقع في الربع الثاني. كما هوى سهم نوكيا الفنلندية لمعدات الاتصالات 8.8%، بعد الإعلان عن انخفاض الأرباح الفصلية 32%.

انخفاض مؤشر أسهم اليابان أكثر من 2%

وفي طوكيو، تراجع المؤشر نيكاي الياباني أكثر من 2% اليوم، مع انضمام أسهم الشركات المرتبطة بالرقائق إلى موجة بيع عالمية يشهدها القطاع، في حين أثّر ارتفاع الين على شركات صناعة السيارات ومُصدرين آخرين. وانخفض نيكاي 2.36% إلى 40126.35 عند الإغلاق، بعد انخفاضه في وقت سابق من اليوم إلى 40104.22 نقاط، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ الثاني من يوليو/تموز. وكان قد قفز قبل أسبوع إلى مستوى قياسي بلغ 42426.77 نقطة.

وهبط سهم شركة طوكيو إلكترون العملاقة لمعدات تصنيع الرقائق 8.75%. ونزل سهم بير ديسكو 8.83%. وكان لانخفاض أسهم التكنولوجيا بشكل كبير تأثير واضح على الأداء النسبي للمؤشر توبكس الأوسع نطاقا الذي تراجع 1.6%. ونزل مؤشر فرعي لأسهم الشركات سريعة النمو 2.04%، كما تراجع مؤشر قيم الأسهم 1.18%.

وشهدت أسهم الرقائق الأميركية موجة بيع كبيرة، الليلة الماضية، مع انخفاض مؤشر بورصة فيلادلفيا لأسهم شركات أشباه الموصلات 6.81%، بعد تقرير ذكر أن الولايات المتحدة تدرس فرض قيود أكثر صرامة على تصدير تكنولوجيا أشباه الموصلات المتقدمة إلى الصين. ومن بين 33 مؤشرا فرعيا في بورصة طوكيو، كان مؤشر الآلات الدقيقة الأسوأ أداء وانخفض 3.58%، يليه مؤشر الآلات الذي خسر 3.48%، ومؤشر الآلات الكهربائية الذي هبط 3.4%. وتراجعت أسهم قطاع معدات النقل 3.17%.

وارتفع الين إلى 155.375 للدولار اليوم الخميس، من مستوى منخفض بلغ 161.81 للدولار في 10 يوليو/تموز، في ظل عدة جولات لما يبدو أنه تدخّل رسمي من الدولة. ويؤدي ارتفاع الين إلى خفض قيمة عائدات المصدّرين. وانخفض سهم تويوتا موتور 3.47%، وهبط سهم نيسان 2.29%، وتراجع سهم مازدا أكثر من 5%.

المساهمون