- على الرغم من قوة سوق العمل مؤخرًا، فإن التوظيف في إبريل جاء أقل من التوقعات، مع تراجع فرص العمل وارتفاع المطالبات المستمرة لإعانة البطالة إلى 1.78 مليون، ما يعكس توقعات بتباطؤ سوق العمل.
- الأسواق ردت بشكل خافت على زيادة مطالبات البطالة، ومع ذلك، يراقب مسؤولو بنك الاحتياط الفيدرالي أرقام الوظائف عن كثب، مع توقعات بخفض أسعار الفائدة في سبتمبر/أيلول كجزء من جهود السيطرة على التضخم.
سجلت الطلبات الأولية لإعانات البطالة بأميركا أعلى مستوى لها منذ أواخر أغسطس/آب 2023، فيما اعتبر إشارة محتملة إلى أن سوق العمل القوي يتغير، على النحو الذي تمناه رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي جيروم باول، لتيسير السبل للقضاء على أقوى موجة تضخمية تشهدها البلاد في أكثر من أربعة عقود.
وقالت وزارة العمل يوم الخميس إن إجمالي مطالبات البطالة بلغ 231 ألفًا معدلة موسميًا للأسبوع المنتهي في 4 مايو/أيار، بزيادة 22 ألفًا عن الفترة السابقة، وهو ما كان أعلى من تقديرات "داو جونز" البالغة 214 ألفًا. وكان هذا أعلى رقم للمطالبات منذ 26 أغسطس 2023.
وتأتي الزيادة في مطالبات إعانة البطالة في أعقاب سلسلة من تقارير الوظائف التي مالت للقوة، على الرغم من أن التوظيف في إبريل كان أقل من التوقعات، كما تراجعت فرص العمل، وسط توقعات بتباطؤ سوق العمل خلال العام الحالي.
وإلى جانب تأكيده الارتفاع في عمليات تسريح العمال، أظهر التقرير أن المطالبات المستمرة، التي تأخرت أسبوعًا، ارتفعت إلى 1.78 مليون، بزيادة 17 ألفاً عن الأسبوع السابق. وارتفع المتوسط المتحرك للمطالبات لمدة أربعة أسابيع، والذي يساعد على تخفيف التقلبات الأسبوعية في الأرقام، إلى 215 ألفاً، بزيادة 4750 عن الأسبوع السابق.
وكتب كريستوفر روبكي، كبير الاقتصاديين في موقع FWDBONDS المتخصص في الأبحاث المالية في مذكرة: "تعد مطالبات إعانة البطالة الأسبوعية واحدة من المؤشرات الأكثر توقيتًا التي تشير إلى أن الاقتصاد بدأ يشهد تدهورًا خطيرًا، ويبدو حجم عمليات تسريح العمالة المعلن عنه هذا الأسبوع مثيرًا للقلق. بالتأكيد أسبوع واحد لا يشكل اتجاهًا، لكن لم يعد بإمكاننا التأكد من أن البحار الهادئة تنتظر الاقتصاد الأميركي إذا كانت مطالبات البطالة الأسبوعية اليوم تشير إلى أي شيء".
وارتفعت الوظائف غير الزراعية بمقدار 175 ألف وظيفة في إبريل، أي أقل من تقديرات وول ستريت البالغة 240 ألفًا، ومثلت أقل زيادة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. ومع ذلك، بلغ معدل البطالة 3.9%، مواصلًا سلسلة الثبات منذ فبراير/شباط 2022 تحت مستوى 4%.
كان رد فعل الأسواق خافتاً على إصدار مطالبات البطالة، حيث اكتفت العقود الآجلة لسوق الأسهم بالانتقال من المنطقة السلبية إلى أوائل المنطقة الإيجابية، وهو ما تم عكسه في الدقائق الأولى من جلسة التعاملات الرسمية.
وباستثناء التعديلات الموسمية، تجاوز إجمالي المطالبات 209 آلاف طلب، بزيادة 10.4% عن الأسبوع السابق. وشهدت نيويورك وحدها زيادة بأكثر من 10 آلاف طلب، وهو ما مثل أكثر من نصف إجمالي الزيادة.
وقال روبرت فريك، الخبير الاقتصادي في اتحاد الإقراض Navy Federal Credit لشبكة سي إن بي سي الاقتصادية: "رغم أن هذا الارتفاع المفاجئ قد يكون مجرد عثرة، يجب أن نتوقع المزيد من التقلبات والاتجاه نحو مطالبات أعلى مع عودة سوق العمل إلى طبيعته".
ويراقب مسؤولو بنك الاحتياط الفيدرالي أرقام الوظائف عن كثب حيث يواصلون جهودهم لإعادة التضخم إلى مستهدفه عند 2%. وفي أعقاب اجتماعهم الأسبوع الماضي، أشار صناع السياسة إلى أن "مكاسب الوظائف ظلت قوية"، وكان ذلك قبل صدور تقرير التوظيف لشهر إبريل.
وتتوقع الأسواق أن يبدأ البنك المركزي الأميركي دورة جديدة لخفض أسعار الفائدة، ستكون الأولى منذ عام الجائحة، في اجتماع سبتمبر/أيلول.