استمع إلى الملخص
- **تأثير ضعف الثقة في الحكومة على سوق الأسهم:** تراجع أسعار الأسهم بنسبة 11% منذ مايو/ أيار، مع استمرار ضعف الثقة في الحكومة وقدرتها على تحفيز الاستهلاك.
- **تباين أداء الشركات وتأثيره على المستثمرين:** انخفضت أسهم "تينسنت" و"بايدو"، بينما اتجه المستثمرون نحو "تشاومي" و"جي دي دوت كوم"، رغم تراجع سهم الأخيرة بعد بيع "وولمارت" حصتها.
توالَى إعلان الشركات الاستهلاكية الكبرى في الصين نتائج أعمالها في الربع الثاني من العام، والتي أظهرت تراجعاً في إيراداتها، الأمر الذي أضعف آمال تعافي سوق الأسهم في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وبدلاً من انتعاشه، يتجه مؤشر "إم إس سي آي" الصيني للسلع الاستهلاكية الأساسية نحو تسجيل أكبر انخفاض في المبيعات خلال العامين الماضيين على الأقل. وكانت شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل مجموعة "علي بابا" و"كوايشو تكنولوجي"، من بين أبرز الشركات في الصين التي أثارت خيبة الأمل، في حين قامت شركات التجزئة، بما في ذلك "لي نينغ"، بتخفيض توقعاتها بشأن نمو الإيرادات خلال الفترة المقبلة.
وتعكس نتائج الأعمال الأخيرة في الصين توقعاً باستمرار انخفاض أسعار الأسهم في الصين، وذلك بعد تراجعها بنسبة 11% منذ مايو/ أيار، مع استمرار ضعف الثقة في الحكومة وقدرتها على تحفيز الاستهلاك في الصين. ويتطلع المستثمرون الآن إلى نتائج شركات رئيسية مثل شركة السيارات "بي واي دي" وشركة السفر عبر الإنترنت "تريب دوت كوم"، وفقاً لما ذكرته "بلومبيرغ"، اليوم السبت.
وأشارت جوهي آن، كبيرة مسؤولي الاستثمار في شركة ميراي أسيت غلوبال إنفستمنتس في هونغ كونغ، إلى أنّ "موسم إعلان الأرباح الأخير أكد مجدداً ضعف الطلب المحلي ضعفاً كبيراً". وأضافت أن أرباح بعض تجار التجزئة عبر الإنترنت كانت جيدة، ولكنها أشارت إلى أن ذلك كان في أغلب الأحوال نتيجة لتخفيض التكاليف أكثر من زيادة الإيرادات.
وقالت "بلومبيرغ" إنه كان من المفترض أن يعكس أداء الأسهم الصينية انتعاشاً اقتصادياً في الربع الثاني، مع توقع المستثمرين تحسن الأرباح. ومع ذلك، أدت خيبة الأمل المتزايدة إلى تركيز السوق على تراجع الإيرادات وتوقعاتها بدلاً من نمو الأرباح، مما يعكس قلقاً متزايداً بشأن ضعف الطلب الاستهلاكي.
وانخفض سهم "تينسنت" بنسبة 1.4%، بعد أن أعلنت الشركة نموّاً قوياً في الأرباح، ولكنها حذرت من أن ضعف الاستهلاك يؤثر سلباً على قطاعي التكنولوجيا المالية والخدمات السحابية. كما تراجعت أسهم "بايدو" بنسبة تصل إلى 7% في هونغ كونغ بعد أن سجلت إيرادات أضعف من المتوقع رغم نمو الأرباح.
وفي المقابل، اتجه المستثمرون نحو الشركات التي حققت أداءً قوياً مثل "تشاومي" و"جي دي دوت كوم"، حيث ارتفعت أسهمهما بأكثر من 8% عقب إعلان نتائج الأعمال. ومع ذلك، تراجع سهم "جي دي دوت كوم" عن بعض مكاسبه السابقة بعد أن باعت "وولمارت" حصتها في الشركة، منهية بذلك شراكة استمرت 8 سنوات.
وقال رئيس استراتيجية الاستثمار في شركة "كي جي آي آسيا" كيني وين، لـ"بلومبيرغ": "ما شهدناه خلال الأسبوعين الماضيين هو أنه إذا لم يكن هناك زيادة كبيرة في الإيرادات أو توقعات متفائلة للمبيعات، فإن المستثمرين يميلون إلى بيع الأسهم بعد إعلان النتائج، متجاهلين نمو الأرباح". وأكد أن المستثمرين يفضلون البقاء على الهامش وسط ضعف الزخم الحالي، حتى تُظهر بعض البيانات الاقتصادية إشارات على التعافي.
وأظهرت بيانات "بلومبيرغ" أن المحللين خفضوا توقعاتهم للإيرادات لشركتي "علي بابا" و"تينسنت" للربع الثالث. ومع تقارير الأرباح الجديدة المنتظر صدورها الأسبوع المقبل من شركات مثل "بي واي دي" و"تريب دوت كوم"، ستواجه الشركتان اختباراً آخر من المستثمرين.
لكن التشاؤم لا يسيطر على الجميع، فقد قالت جيان شي كورتيزي، مديرة المحافظ في شركة "غام إنفستمنت مانجنمنت" في مذكرة: "لاحظنا أن شركات الإنترنت مثل "تينسنت"، و"علي بابا" تسعى لزيادة استثماراتها، مما قد يعزز نمو الإيرادات في الفصول المقبلة". وأضافت: "تعمل الشركات أيضاً على زيادة توزيعات الأرباح وإعادة شراء الأسهم لتعزيز عوائد المساهمين. ونعتقد أنّ التقييمات المنخفضة الحالية تعكس ضعف الاستهلاك فقط".