ضبابية الاقتصاد العالمي... ما كل هذا التشاؤم؟

22 نوفمبر 2019
ترامب يهدد الصين برسوم جديدة على صادراتها (Getty)
+ الخط -


مرة أخرى، يتعقد المشهد الاقتصادي العالمي أكثر وأكثر، وباتت مسألة إعادة ترتيب المشهد من جديد معقدة، وما شهدته الساعات الأخيرة من تطورات تؤكد أن القادم سيكون أصعب على الجميع، دول متقدمة ونامية على حد سواء، وأن الاقتصاد العالمي ذاهب إلى نفق الركود ومخاطر التعثر المالي وربما التعرض لأزمة حادة قد تفوق الأزمة المالية العالمية التي اندلعت في أغسطس 2008.

على مستوى ملف حرب التجارة فقد حدثت انتكاسة للمفاوضات الأميركية الصينية التي تهدف إلى وضع نهاية للحرب التجارية الشرسة التي تهدد أكبر اقتصادين في العالم، وباتت طلقات الحرب تصل إلى الجميع، اقتصادات في الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو، بلدان شرق آسيا.

وباتت الأسواق العالمية متشائمة، وعلى الرغم من أن مصادر من داخل منظمة أوبك ألمحت إلى أن المنظمة وحلفاءها تعتزم تمديد خفض إنتاج النفط في اجتماع يعقد بفيينا الشهر القادم حتى منتصف العام 2020، وهو خبر من المفروض أن يدعم أسعار النفط.

إلا أن الأسعار تراجعت بسبب تعقيدات النزاع التجاري، وصعوبة إبرام اتفاق بين واشنطن وبكين خلال العام الجاري يضع حداً لهذا النزاع الشرس، ودخول احتجاجات هونغ كونغ على الخط بعد أن أقر مجلس النواب الأميركي تشريعين يستهدفان دعم المحتجين في الجزيرة وإرسال تحذير إلى الصين بشأن حقوق الإنسان.

ولا يزال الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسكب النار على الجميع ويوزع وعيده على شركائه التجاريين وفي المقدمة الصين، بل ويهدد ترامب بكين يوم الثلاثاء الماضي قائلا: "إذا لم نتوصل إلى اتفاق مع الصين، فسأقوم برفع الرسوم الجمركية"، ولا تزال بكين في المقابل تضغط على ترامب للحصول على تنازلات كبيرة منه في مجال الرسوم مستغلة الأزمات التي يمر بها ومنها التهديد بعزله.

وعلى مستوى توقعات المؤسسات الدولية فإنها تبدو متشائمة، فقد جدد صندوق النقد الدولي أمس الخميس، تحذيره من أثر الحرب التجارية القائمة، على نسب النمو المتوقعة للاقتصاد العالمي خلال العام المقبل 2020. بل وكشفت كريستالينا جورجيفا، مديرة الصندوق عن أن نحو 90% من الاقتصادات العالمية تسجل تباطؤا خلال العام الجاري 2019، مقارنة مع العام 2018، و75% قبل عامين.

ولا تختلف مؤشرات الصندوق الصادرة أمس كثيرا عن مؤشراته الشهر الماضي، حيث خفض توقعاته لمعدل النمو إلى 3% في 2019، وهو أدنى مستوى منذ 2008-2009، على أن يصعد إلى 3.4 بالمئة في 2020.

حتى الأسواق الناشئة التي كانت تعد متنفسا للمستثمرين في حال زيادة المخاطر العالمية فإن التقرير الصادر أمس عن مؤسسة "موديز" العالمية للتصنيف الائتماني يؤكد أن هذه الأسواق لم تعد كذلك، وأن النظرة المستقبلية للأسواق الناشئة غير مواتية في العام القادم 2020، بسبب ارتفاع مخاطر التجارة والسياسة.

بل وأكدت موديز أن نمو الأسواق الناشئة تباطأ بشكل كبير في 2019، وتحولت النظرة المستقبلية لها إلى سلبية في 2020، بسبب عدم اليقين حول التجارة والسياسة.

ما بين تهور ترامب، ومكر الصين، ومخاطر البريكست، وتراجع أسعار النفط، وجولات متواصلة من مفاوضات حرب التجارة لا نهاية لها، وزيادة المخاطر الجيوسياسية، يعيش العالم على برميل بارود ينتظر الاشتعال في أي لحظة.

المساهمون