أقبل المستثمرون على صندوق مُتداول في البورصة يتتبع الأسهم المصرية للحاق بموجة صعود في الأسهم، مع لجوء المستثمرين المحليين القلقين من ارتفاع التضخم واحتمال انخفاض قيمة العملة إلى الاستثمار في الأسهم.
ويتتبع صندوق (فان إيك إيجيبت إندكس إي.إف.تي) المؤشر (إم.في.آي.إس إيجبت إندكس) وقفز نحو 19% الأسبوع الماضي في أفضل أداء أسبوعي له منذ يونيو/حزيران 2012.
وقال حسنين مالك، رئيس أبحاث الأسهم لدى تيليمر، إن "سوق الأسهم المصرية ترتفع بدرجة أكبر بسبب بحث المستثمرين المحليين عن وسيلة للتحوط في مواجهة التضخم المرتفع، وليس بسبب عودة المستثمرين الأجانب الذين ما زالوا قلقين إزاء خفض قيمة العملة".
وشهد الصندوق الذي يبلغ صافي أصوله 22 مليون دولار تدفقات صافية بلغت 1.3 مليون دولار يوم الخميس، وهو أفضل أداء له منذ ما يقرب من سبعة أشهر، وفقا لـ"رويترز".
وبلغ معدل التضخم في مصر أعلى مستوى قياسي له للمرة الرابعة على التوالي في سبتمبر/أيلول بارتفاعه فوق 40%، ما فاقم أزمة تكلفة المعيشة.
وأدى النمو السريع للمعروض النقدي على مدى العامين الماضيين إلى ارتفاع حاد في الأسعار، وخسر الجنيه المصري ما يقرب من نصف قيمته مقابل الدولار منذ مارس/آذار 2022.
كل ذلك يشير إلى الحاجة إلى خفض آخر لقيمة العملة، لكن محللين لا يرجحون أن تخفض مصر قيمة عملتها قبل الانتخابات الرئاسية في ديسمبر/كانون الأول المقبل خشية التسبب في اضطرابات.
ومع ذلك، انخفض مؤشر صندوق (فان إيك إيجببت) 3% في التعاملات المبكرة اليوم الاثنين، إذ تحول تركيز المستثمرين إلى الصراع الدائر بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في غزة على الحدود مع مصر.
وأنهت مؤشرات البورصة المصرية تعاملات اليوم الاثنين على ارتفاعات جماعية، مدفوعة بعمليات شراء واسعة من قبل العرب والأجانب، فيما مالت تعاملات المستثمرين المصريين نحو البيع.
وخلال تعاملات اليوم، ووسط تداولات بلغت نحو 5 مليارات جنيه، ارتفع رأس المال السوقي لأسهم الشركات المدرجة بالبورصة المصرية بنسبة 1.46%، لتربح الأسهم المدرجة نحو 23 مليار جنيه، ولتسجل قمة تاريخية جديدة بالقرب من مستوى 1.6 تريليون جنيه.
وربط محللون ومتعاملون في السوق بين موجة المكاسب الضخمة التي سجلتها البورصة المصرية خلال تعاملات الأسبوع الماضي وعدد من التحركات، أبرزها حرص الحكومة المصرية على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، وتسريع وتيرة تنفيذ برنامج الطروحات، إضافة إلى استمرار إدارة البورصة المصرية في تطوير آليات القيد والتداول. وقالوا إن الصعود القياسي للبورصة يعد أحد مؤشرات تعافي الاقتصاد خلال الفترة المقبلة.
(رويترز، العربي الجديد)