صندوق الثروة السعودي يندفع نحو الإقراض الخاص بالأدوات الإسلامية

09 فبراير 2021
محاولات لسد الفجوة التمويلية (Getty)
+ الخط -

أصبح صندوق الثروة في المملكة العربية السعودية الذي تبلغ قيمته 400 مليار دولار، آخر مستثمر سيادي يدخل السوق المتنامية للإقراض المباشر. إذ تم الإعلان اليوم الثلاثاء عن استثمار صندوق الاستثمارات العامة السعودي في صندوق متوافق مع الشريعة الإسلامية بقيمة 300 مليون دولار بدأته شركة الأسهم الخاصة NBK Capital Partners ومقرّها دبي، وفقاً لوكالة "بلومبيرغ" الأميركية.

وبرز الائتمان الخاص كفئة أصول شائعة في السنوات الأخيرة، حيث تضخمت لتصل إلى 850 مليار دولار في السوق التي اجتذبت اهتمام أكبر المستثمرين السياديين في العالم.

وقالت شركة NBK، ذراع الأسهم الخاصة لأكبر بنك في الكويت، إنها أكملت الإغلاق الأول لصندوق الائتمان، والذي سيعمل مع الشركات الشرق أوسطية، متوسطة الحجم، التي تكافح لتأمين تمويل جذاب.

وقبل صندوق الاستثمارات السعودي، أعلن صندوق الثروة في أبوظبي عن شراكة إقراض مباشر بقيمة 3.5 مليارات دولار مع شركة Barings، كما تعاون مع شركة Apollo Global لمشروع بقيمة 12 مليار دولار. وأنشأت مجموعة Credit Suisse منصة بمليارات الدولارات مع جهاز قطر للاستثمار.

وتقدر "غلوبال سويفت"، وهي شركة أبحاث ومزود بيانات، أنّ الائتمان الخاص كفئة أصول قد ارتفع من 2% من محفظة أكبر 10 مستثمرين مملوكين للدولة في العالم في عام 2015 إلى 3.2% في عام 2020.

وقال صندوق الثروة السيادية العالمية في تقرير سابق: "مع تقييد البنوك التقليدية للإقراض، سيكون الائتمان الخاص بمثابة مصدر مهم للتمويل في الانتعاش الاقتصادي، لا سيما للشركات المتوسطة".

وسيقود الصندوق الذي تبلغ قيمته 300 مليون دولار إسكندر أحمد، العضو المنتدب ورئيس الائتمان الخاص في NBK، وسيركز في الغالب على شركات القطاع الخاص في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والأسواق المجاورة المختارة.

ويهدف إلى إجراء 10 إلى 12 استثماراً تتراوح قيمتها بين 15 مليون دولار و50 مليون دولار طوال فترة عمله التي تبلغ ثماني سنوات بهدف "تحقيق عائد نقدي جذاب".

على عكس الجهود المماثلة في الشرق الأوسط، ستركز الشراكة مع صندوق الاستثمارات العامة على دفع الأموال إلى المنطقة.

وقال ياسر مصطفى العضو المنتدب الأول في "إن.بي.كيه كابيتال"، لوكالة "رويترز": "يمكننا أن نمسّ أجزاء من الاقتصاد لا يستطيع صندوق الاستثمارات العامة مسّها بفاعلية، لذا فنحن بالنسبة لهم في نهاية المطاف نوع من مضاعف القوة من حيث توصيل رأس المال بكفاءة".

وتشارك مؤسسات استثمارية أوروبية وأميركية في الاستثمار في الصندوق. وكان لدى "إن.بي.كيه كابيتال بارتنرز" في السابق صندوقان ائتمانيان، أحدهما صندوق بقيمة 157 مليون دولار بدأ في 2007 وأقرض ثماني شركات، والتي تخارج منها.

وأُغلق الصندوق الائتماني الثاني لـ"إن.بي.كيه كابيتال بارتنرز" في 2017 وكان بقيمة 160 مليون دولار، وهو ما جرى استثمار الغالبية العظمى منه. واستثمرت صناديق الائتمان والأسهم لـ"إن.بي.كيه كابيتال بارتنرز" في 35 شركة، منها 17 تخارجاً مربحاً على التوالي.

وقال مصطفى إنّ "إن.بي.كيه كابيتال" يتوقع بشكل عام عوائد تحوم قرب مستوى 15% من استثماراته في الصناديق، مضيفاً أنه يتوقع عوائد مماثلة من الصندوق المتوافق مع الشريعة الإسلامية. وتابع: "نتطلع إلى أي قيمة بين ثمانية بالمائة وعشرة بالمائة في هذه القسيمة النقدية".

ويبدأ أصل الدين في الاستهلاك بعد عام أو اثنين، وفي العموم، يوافق المقترض على رد نسبة مئوية معينة على التمويل عندما يحل أجل استحقاقه، عادة في غضون أربع أو خمس سنوات.

والتمويل الائتماني الخاص أعلى تكلفة من القروض المصرفية، لكن هناك مقترضين قد يكونون غير قادرين على الحصول على قروض مصرفية.

وتستثمر صناديق "إن.بي.كيه كابيتال بارتنرز" في التعليم والمواد الغذائية والمشروبات، والرعاية الصحية والخدمات اللوجيستية. وتستثمر بشكل عام في شركات تتراوح أرباحها بين أربعة ملايين دولار و100 مليون دولار، قبل الفوائد والضرائب والإهلاك واستهلاك الدين.

المساهمون