صفقة بين أوكرانيا وشركات التأمين لإعادة سفن الحبوب

22 اغسطس 2023
صادرات حبوب أوكرانيا تتراجع بنحو الثلث منذ انسحاب روسيا من اتفاق الشحن الآمن (الأناضول)
+ الخط -

تضع أوكرانيا اللمسات الأخيرة على صفقة مع شركات التأمين العالمية لتغطية سفن الحبوب التي تسافر من وإلى موانئها على البحر الأسود، وهي خطوة حيوية لإنشاء ممر آمن للصادرات بعد انسحاب روسيا في يوليو/تموز الماضي من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية الذي توسطت فيه الأمم المتحدة قبل نحو عام، واستهدافها موانئ التصدير في الأسابيع الأخيرة.

وقال أولكسندر غريبان، نائب وزير الاقتصاد الأوكراني، لصحيفة فايننشال تايمز، أمس الاثنين: "يجري إعداد الصفقة في الوقت الراهن"، مشيرا إلى مناقشتها بين الوزارات المعنية، وكذلك البنوك المحلية ومجموعات التأمين العالمية، بما في ذلك "لويدز" في لندن.

وأضاف غريبان أنه يمكن تنفيذ الصفقة في وقت مبكر من سبتمبر/أيلول المقبل، ويمكن أن تشهد تغطية ما يتراوح بين 5 و30 سفينة تبحر عبر ما وصفه بـ "نقطة الخطر" في المياه الأوكرانية، لافتا إلى أنه سيجري بمقتضاها تقاسم المخاطر بين الحكومة وشركات التأمين الخاصة.

وتحت غطاء أنظمة الدفاع البرية الأوكرانية، قامت سفينة شحن مملوكة لألمانيا، الأسبوع الماضي، بأول رحلة تجارية من ميناء أوديسا منذ يوليو/تموز، عندما حذرت روسيا من أنها ستعتبر أي سفينة مدنية تغادر موانئ أوكرانيا كأهداف عسكرية.

ويعتقد المسؤولون الأوكرانيون أن صواريخهم يمكن أن توفر حماية لممر يمتد إلى 100 ميل بحري من ساحلها. ولكن بالنظر إلى المخاطر العسكرية، فإنها مجبرة على التوصل إلى اتفاق مكلف مع شركات التأمين للحفاظ على صادراتها الحيوية.

وتتلقى كييف المشورة من قبل مجموعة "مارش اند ماكلينان" العالمية المتخصصة في تقديم المشورة والحلول في مجالات المخاطر والاستراتيجيات. وقال ماركوس بيكر، الرئيس العالمي للخدمات البحرية والشحن والخدمات اللوجستية في المجموعة إن "الشراكة بين القطاعين العام والخاص من خلال عمل شركات التأمين والحكومة الأوكرانية، ستمنح ثقة أكبر لمالكي السفن للعودة إلى تسليم الحبوب الأوكرانية إلى البلدان التي هي في أمسّ الحاجة إليها حول العالم".

وتعد التغطية التأمينية أمراً حيوياً لصناعة الشحن العالمية، لكن التأمين على صادرات الحبوب الأوكرانية أصبح أكثر خطورة إلى حد كبير منذ انسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية وتهديدها السفن التجارية.

ولم تتمكن أوكرانيا سوى من تصدير 3.2 ملايين طن من الحبوب والزيوت النباتية والمواد الغذائية في الأسابيع الأربعة حتى 15 أغسطس/آب الجاري، انخفاضاً من 4.4 ملايين طن في مايو/أيار، و4.8 ملايين طن في يونيو/حزيران عندما كان اتفاق البحر الأسود ما يزال سارياً، وفق تقديرات لشركة التحليلات "أوكر أغرو كونسالت" أوردتها وكالة بلومبيرغ الأميركية، ما يظهر تراجعها بنحو الثلث. ويتوقع أن تتضخم مخزونات المحاصيل حتى العام المقبل، في ظل توقعات بوفرتها، وتعذّر وصولها للسوق إلى حد بعيد.

وبررت موسكو قرار الانسحاب من الاتفاق بعدم تنفيذ الجزء الثاني من الصفقة المتعلق بوصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية، نظراً لوقوف العقوبات الغربية حجر عثرة في طريق تطبيق الاتفاق. وتطالب روسيا بأن يسمح لها بتصدير منتجاتها الزراعية التي تخضع لعقوبات غربية فُرضت عليها منذ بدء حربها على أوكرانيا.

المساهمون