صفقات "شل": الغاز المسال والهيدروجين الأخضر قاطرة تحول الطاقة في عُمان

11 يناير 2023
تدعم الاتفاقية اتجاه السلطنة نحو التوسع بإنتاج الغاز (Getty)
+ الخط -

وقّعت وزارة الطاقة والمعادن في عُمان، على 3 اتفاقيات مع شركة "شل عُمان" بمجال الغاز الطبيعي المسال والهيدروجين الأخضر، بمستهدف إنتاج إجمالي يصل إلى مليون طن متري سنوياً، وذلك في إطار التحول التدريجي نحو الطاقة الخضراء بالسلطنة.

وتضمنت الاتفاقية الأولى الموقّعة، الثلاثاء، عقوداً لبيع الغاز المسال تبدأ من عام 2025، ولمدة 10 سنوات، والثانية تسريع وتطوير مشروعات الشق العلوي للغاز، والثالثة استكشاف فرص إنتاج الغاز المسال المستدام في سلطنة عمان، حسب ما أورده الموقع الرسمي لوزارة الطاقة والمعادن العمانية، أمس الثلاثاء.

والغاز المسال المستدام ينتج من استخراج الخام باستعمال الهيدروجين الأخضر مع تفعيل التقاط وتخزين ثاني أكسيد الكربون الناجم عن العملية، ومن ثم تسييل هذا الغاز منخفض الكربون وضخّه في شبكات الغاز القائمة، بما فيها محطات الغاز الطبيعي المسال التابعة للشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال، وصولاً إلى المستخدم النهائي.

وقود انتقالي 

وتشكِّل الاتفاقية الأولى، طويلة الأمد، وفق الوزارة، "مرحلة مهمة في تاريخ الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، إذ تسهم في تمهيد الطريق نحو سعي الشركة إلى توقيع عقود جديدة بما يتناسب مع أهداف ورؤية سلطنة عمان 2024".

كما ستدعم الاتفاقية استمرار الشركة العُمانية للغاز المسال في عملها حتى عام 2030، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء العمانية عن رئيس "شل عمان" وليد هادي.

ومن شأن تحقيق مستهدفات الإنتاج تلك، دعم إجمالي إنتاج الكهرباء في السلطنة، حيث يسهم الغاز الطبيعي بنسبة 92% من مصادر الطاقة المستخدمة فيه، بحسب بيانات رسمية لوزارة الطاقة والمعادن. 

كما تدعم الاتفاقية اتجاه السلطنة نحو التوسع بإنتاج الغاز كوقود انتقالي، ضمن خطتها المرحلية للانتقال نحو الطاقة الخضراء. 

الهيدروجين الأخضر 

وفي سياق متصل، وقّعت شركة الطاقة العمانية المتكاملة "أوكيو" اتفاقية شراكة مع "شل" لإنتاج الهيدروجين الأخضر في السلطنة، بعد استحواذ الأخيرة على حصة 35% من "مشروع عُمان للطاقة الخضراء".

وبدأ العمل على المشروع في عام 2018، ومن المتوقع إنجازه على مراحل حتى يبلغ قدرته الإنتاجية الكاملة، التي تقدَّر بحوالي 1.8 مليون طنّ من الهيدروجين الأخضر. 

وتشمل الشراكة كونسورتيوم دولياً يضمّ، إلى "أوكيو" و"شل"، شركات: "إنتركونتيننتال إنرجي"، المتخصصة في تطوير الوقود الأخضر، و"إنرتك" الكويتية، المتخصصة في تطوير قطاع الطاقة النظيفة والاستثمار فيه، و"غولدن ويلسبرينغ ويلث للتجارة". 

وبحسب وزير الطاقة والمعادن العماني سالم بن ناصر العوفي، إنّ هذه الشراكة تعبر عن التطور المتسارع في اهتمام عمان بالطاقة المتجددة، مؤكداً أن الوزارة تعمل باهتمام على تحقيق الاستغلال الأمثل لموارد السلطنة الطبيعية، من خلال توظيف الإمكانات والتقنيات الحديثة في مجالات الطاقة مع شركائها في القطاع، بحسب ما أوردته صحيفة الرؤية العمانية. 

سلسلة تعاقدات

وتمثل الاتفاقيات المبرمة بين وزارة الطاقة العمانية و"شل"، حلقة في سلسلة ضمن مخطط السلطنة لإنتاج ما لا يقل عن مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً بحلول العام 2030، وصولاً إلى إنتاج ما يقارب 8 ملايين طن في عام 2050.

وفي هذا الإطار، أطلقت وحدة متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040 بالوزارة مبادرة "مختبر إدارة الكربون"؛ لإيجاد استراتيجية وطنية وخطة تنفيذية للحياد الصفري، تتمثل في نظم إيكولوجية فعالة لاستدامة الموارد الطبيعية دعماً للاقتصاد الوطني، بحسب ما نقله موقع الوزارة عن رئيسة وحدة متابعة رؤية عمان 2040 فايزة الحارثي.

ويُقصد بالحياد الصفري التوازن بين الانبعاثات الصناعية وعمليات إزالة الغازات الدفيئة في فترة زمنية معينة إلى ما يعادل الصفر.

وفي ربع العام الأخير من 2022، وقعت عمان تعاقدات، تصب جميعها في اتجاه مستهدفات تحول الطاقة في السلطنة، آخرها في 27 ديسمبر/ كانون الأول، بتعاقد شركات: ميتسوي وإتوتشو وجيرا اليابانية مع الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، لتوريد الغاز الطبيعي المسال، عبر عقود تصل مدتها إلى 10 أعوام، تبدأ في 2025.

وسبق إبرام التعاقدات الثلاثة الأخيرة اختتام أعمال قمة الهيدروجين الأخضر بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض، في 7 ديسمبر/ كانون الأول، والذي ناقش اقتصاد واستراتيجية القطاع، والاستثمارات وتمويل المشاريع، وسلاسل إمداد الهيدروجين الأخضر.

كما اشتمل المعرض المصاحب للقمة على المشاريع والبرامج والتقنيات الحديثة في مجال إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر.

وفي 18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، اختتمت السلطنة مشاركتها في قمة المناخ، وقد تضمنت توقيع وزارة الطاقة والمعادن مذكرة تفاهم مع وزارة الشؤون الاقتصادية وسياسة المناخ بهولندا في مجال الطاقة الخضراء، إضافة إلى بحث اتفاق آخر مع شركة أكوانر النرويجية، يهدف إلى خفض الانبعاثات الكربونية.

وخلال القمة، ناقش وفد السلطنة توفير الطاقة المتجددة بشكل مستدام، وركز المتحدثون على الفرص والإمكانيات في مجال الهيدروجين الأخضر، وتسهيل الاستثمارات في القطاع، والتحديات العالمية في مجال الطاقة المتجددة، وكيفية تواؤم قطاع النفط والغاز مع الطاقة المتجددة.

وكانت الوزارة قد استبقت القمة بالإعلان، في 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2022، عن الهوية التجارية الجديدة لشركة هايدروم، وهي شركة مملوكة بالكامل لشركة تنمية طاقة عمان، وتستهدف مواءمة برنامج عملها مع الخطط الحكومية الخاصة بتطوير صناعة الهيدروجين الأخضر. 

يشار إلى أنّ الجهود الحثيثة لسلطنة عمان في توجه إزالة الكربون ضمن خطة تحول الطاقة، دفعت وكالة الطاقة الدولية إلى تصنيفها كـ"نموذج مهم" في منطقة الشرق الأوسط، بحسب ما نقله موقع وزارة الطاقة العمانية عن المدير الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالوكالة علي الصفار.

المساهمون