صعود الفوسفات يدعم إيرادات المغرب من النقد الأجنبي

03 يوليو 2022
يترقب بنك المغرب أن تصل إيرادات الفوسفات في 2022 إلى 10.3 مليارات دولار (فرانس برس)
+ الخط -

شكّل ارتفاع أسعار الفوسفات في السوق الدولية خبراً ساراً للمغاربة، حيث ينتظر أن تساهم الإيرادات الإضافية، خاصة من صادرات الأسمدة، في تحقيق موارد غير مسبوقة، ما يدعم رصيد المملكة من العملة الصعبة، ويساهم في رفد الموازنة بالأموال اللازمة للإنفاق.
وتتجه إيرادات صادرات المجمع الشريف للفوسفات ومشتقاته، نحو تجاوز 10 مليارات دولار في العام الحالي. 

ويتوقع بنك المغرب أن يتواصل ارتفاع أسعار الفوسفات ومشتقاته، وسط ترجيح البنك الدولي، في إبريل/نيسان الماضي، صعود أسعار الفوسفات الخام إلى 175 دولاراً للطن في العام الحالي و160 دولاراً في العام المقبل، بينما ستصل أسعار الأسمدة إلى 900 دولار و800 دولار للطن على التوالي. 
ويشير البنك المركزي إلى أن الفوسفات ومشتقاته سيساهم بالإضافة إلى السيارات في ارتفاع الصادرات في العام الحالي بنسبة 22 في المائة. 

ويترقب بنك المغرب أن تصل إيرادات الفوسفات في العام الحالي إلى 10.3 مليارات دولار، ما من شأنه أن يساهم في التخفيف من تفاقم عجز الميزان التجاري، بعد ترقّب بلوغ فاتورة الطاقة 12.3 مليار دولار. 
وكانت بيانات مكتب الصرف التي تناولت وضعية التجارة الخارجية، أشارت إلى أن إيرادات صادرات الفوسفات وصلت، في العام الماضي، إلى 8 مليارات دولار، حيث كانت سجلت زيادة بنسبة 57.1 في المائة مقارنة بعام 2020. 

ووفق بيانات مكتب الصرف، تضاعفت صادرات الفوسفات ومشتقاته، من 2.42 مليار دولار في نهاية مايو/أيار من العام الماضي، إلى 4.77 مليارات دولار في الفترة ذاتها من العام الحالي.

ويعزو مكتب الصرف القفزة القوية التي شهدتها هذه الصادرات، إلى مبيعات الأسمدة التي زادت بـ1.8 مليار دولار، تحت تأثير الأسعار التي تضاعفت منتقلة من 344 دولاراً للطن الواحد إلى 835 دولاراً. 

ويؤكد المهندس يونس الفاطمي لـ"العربي الجديد" أن ارتفاع أسعار الأسمدة التي تدرّ إيرادات مهمة على المجمع الشريف للفوسفات، لا يمكن أن تخفي زيادة التكاليف، خاصة تلك المرتبطة بالغاز.

غير أنه يشدد على أن تنافسية المجمع التي جعلت منه رائدا في السوق العالمية، ترجع إلى خفض التكاليف، والتي بدأت بالأنبوب الذي اعتمد في السنوات الأخيرة، من أجل ضخ الفوسفات من المنجم إلى موقع تصنيع الأسمدة. 
ويشير إلى أن ارتفاع الإيرادات مردّه إلى توقّع المغرب اتساعه في العديد من الأسواق العالمية وربطه بشراكات مع بلدان في آسيا وأميركا وأوروبا وأفريقيا، لافتاً إلى المساعي الأخيرة للبرازيل من أجل بناء مصنع للشركة المغربية فوق ترابها. 

ويعتبر أنه في العام الحالي ستساهم صادرات الفوسفات، خاصة الأسمدة، بشكل كبير في التخفيف من عجز الميزان التجاري في المغرب، كما ستوفر عملة صعبة يسعى المغرب إلى تأمين رصيد كبير منها. 
بدوره، يشير الاقتصادي عبد العالي بوطيبة لـ "العربي الجديد" إلى أن أهمية إيرادات المجمع تجلّت في الفترة الأخيرة، عندما حول إلى خزانة الدولة 820 مليون دولار.

ويؤكد على أنه إذا تحققت التوقعات للعام الحالي، فإن المجمع سيكون أكبر مساهم ضمن الشركات المملوكة للدولة في تغذية الموازنة.
 

المساهمون