صعود الذهب والنفط وأسهم أوروبا... ماذا عن الدولار؟

29 اغسطس 2024
بورصة نيويورك خلال جلسة تداول صباحية، 23 أغسطس 2024 (أنجيلا فايس/فرانس برس)
+ الخط -

شهدت أسواق المال صعود أسعار الذهب والنفط والأسهم الأوروبية اليوم الخميس، بينما تراجع الدولار ومؤشر بورصة طوكيو. فماذا في التفاصيل؟

ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف بعد خسائر لجلستين، مع تجدد المخاوف بشأن الإمدادات الليبية، على الرغم من أن هذا قابله انخفاض أقل من المتوقع في مخزونات الخام الأميركية، مما قوّض توقعات الطلب. وبحلول الساعة 03:55 بتوقيت غرينتش، صعدت العقود الآجلة لبرميل خام برنت 0.11% لتسجل 78.74 دولاراً، في حين زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.2% إلى 74.67 دولاراً، بحسب بيانات رويترز.

وهبط الخامان بما يزيد عن 1% أمس الأربعاء، بعد أن أظهرت بيانات تراجع مخزونات الخام الأميركية 846 ألف برميل إلى 425.2 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو ما جاء أقل من توقعات المحللين في استطلاع أجرته رويترز بسحب 2.3 مليون برميل. وقال بعض المحللين إن المخاوف بشأن تعطل الإمدادات من ليبيا، العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، كان لها أثر إيجابي على السوق.

وتوقفت بعض حقول النفط في ليبيا عن الإنتاج، وسط تنافس للسيطرة على البنك المركزي. وقدرت إحدى شركات الاستشارات أن تعطل الإنتاج سيطاول ما يتراوح بين 900 ألف ومليون برميل يوميا لعدة أسابيع. وبلغ إنتاج ليبيا في يوليو/تموز نحو 1.18 مليون برميل يومياً. وقد يكون لطول فترة انقطاع الإمدادات تأثير على خطط إنتاج أوبك+ في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وهو ما قد يؤثر بدوره إيجابيا على أسواق النفط إذا لم ينخفض العرض كما هو متوقع.

وتلقت أسعار النفط الدعم أيضا من التوقعات ببدء خفض أسعار الفائدة الأميركية الشهر المقبل. وقال رئيس بنك الاحتياطي الاتحادي في أتلانتا، رافائيل بوسيك، إن الوقت ربما حان لخفض أسعار الفائدة، مع تراجع التضخم بشكل أكبر وارتفاع البطالة أكثر من المتوقع.

سعر أونصة الذهب يلامس 2514 دولاراً

هذا وارتفعت أسعار الذهب قليلا اليوم الخميس بدعم من تراجع الدولار وآمال في خفض أسعار الفائدة الأميركية، في حين تحول التركيز إلى بيانات التضخم الرئيسية في الولايات المتحدة. وبحلول الساعة 02:50 بتوقيت غرينتش، صعد سعر أونصة الذهب في المعاملات الفورية 0.5% إلى 2513.77 دولاراً. وارتفع المعدن الأصفر إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2531.6 دولاراً في 20 أغسطس/آب، وحقق مكاسب بلغت 22% حتى الآن هذا العام. كما زادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.4% إلى 2546.8 دولاراً.

وهبط الدولار 0.1% مما جعل الذهب أكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى. كما تراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية. ويعد الذهب الذي لا يدرّ عائدا أكثر جاذبية في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة. ويترقب المستثمرون بيانات طلبات إعانة البطالة في الولايات المتحدة والناتج المحلي الإجمالي المقرر صدورها في الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش. كما تصدر بيانات الإنفاق الاستهلاكي الشخصي غداً الجمعة، وقد تقدم المزيد من المؤشرات على مسار أسعار الفائدة.

ووفقا لأداة فيد ووتش التابعة لسي.إم.إي، فإن المتداولين على يقين بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيخفض أسعار الفائدة الشهر المقبل. ويعتقدون بنسبة 65.5% خفضا بواقع 25 نقطة أساس، فيما يرى 34.5% خفضا أكبر بمقدار 50 نقطة أساس. وقال رئيس بنك الاحتياطي الاتحادي في أتلانتا رافائيل بوسيك أمس الأربعاء، إنه مع انخفاض التضخم وارتفاع البطالة، ربما يكون "الوقت قد حان للتحرك" نحو خفض أسعار الفائدة، لكنه ظل حذرا.

مكاسب قوية للدولار النيوزيلندي مقابل الدولار الأميركي

وفي سوق القطع، سجل الدولار النيوزيلندي مكاسب قوية اليوم الخميس، في أعقاب استطلاع متفائل للنظرة المستقبلية للشركات، فيما أخفق الدولار الأميركي في الحفاظ على تعافيه، وسط ترقب لقراءة رئيسية للتضخم في الولايات المتحدة. وظل الإصدار المقرر الجمعة لبيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، وهو المقياس المفضل لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) للتضخم، محركا رئيسيا لأسبوع يفتقر إلى البيانات الرئيسية، مما أبقى تحركات العملات في نطاق ضيق في أغلب الأحيان.

ورغم ذلك، حقق الدولار النيوزيلندي أداء قوياً بشكل ملحوظ في الجلسة الآسيوية وصعد إلى أعلى مستوى في ثمانية أشهر عند 0.6295 دولار، بعد أن أظهر مسح صدر اليوم الخميس أن ثقة الشركات في نيوزيلندا قفزت في أغسطس/آب إلى أعلى مستوى في عقد. وصعد في أحدث التداولات 0.73% إلى 0.6291 دولار.

وأعلن بنك الاحتياطي النيوزيلندي، في وقت سابق من هذا الشهر، أول خفض لأسعار الفائدة في أكثر من أربع سنوات وأشار إلى إمكانية إقرار المزيد من التخفيضات في المستقبل. وفي السوق بشكل عام، واجه الدولار صعوبة في الحفاظ على مكاسبه بعد ارتفاعه 0.48% في الجلسة السابقة، وهو ما عزاه محللون لأسباب من بينها الطلب في نهاية الشهر. وتراجع اليورو قليلاً إلى أعلى مستوى له في 13 شهراً، ووصل في أحدث التداولات إلى 1.1135 دولار. وارتفع الجنيه الإسترليني 0.14% إلى 1.3209 دولار من دون أن يبتعد كثيراً عن المستوى الذي سجله يوم الثلاثاء عند 1.3269 دولار، وكان أعلى مستوى له منذ مارس/آذار 2022.

وحوّم الدولار الأسترالي قرب أعلى مستوى في ثمانية أشهر مرتفعاً 0.27% إلى 0.6803 دولار. ومنذ تزايد التوقعات، انخفض الدولار بنحو 2.9% خلال الشهر الجاري ويتجه لتسجيل أكبر تراجع شهري في تسعة أشهر. وانخفض مؤشر الدولار 0.07% إلى 100.94، بعد أن هبط إلى أدنى مستوى في 13 شهرا عند 100.51 يوم الثلاثاء. ولم يشهد الين تغيرا يذكر عند 144.67 للدولار، ويتجه لتسجيل مكاسب 3.7% خلال الشهر.

صعود الأسهم الأوروبية وهبوط اليابانية

وفي سوق الأسهم، ارتفعت البورصات الأوروبية اليوم الخميس، مستفيدة من مكاسب قطاعي الخدمات الإعلامية والتكنولوجيا وخالفت انخفاضاً عالمياً، بعد فشل نتائج إنفيديا الفصلية في تحفيز المتعاملين. وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.2% بحلول الساعة 07:12 بتوقيت غرينتش. وارتفعت أسهم الخدمات الإعلامية 0.5%، بدعم مكاسب مجموعة يونيفرسال ميوزيك التي بلغت 2.3%. وصعد قطاع التكنولوجيا 0.3%، مما دعم المؤشر مع تجاهل المستثمرين الأوروبيين لتوقعات إنفيديا الفصلية التي فشلت في تحقيق التوقعات العالية للمتعاملين العالميين.

وفي المقابل، انخفض قطاع النفط والغاز 0.2%، متأثرا بانخفاض بنحو 2% لسهم إكوينور. وارتفع المؤشر الإسباني إيبكس 35 بواقع 0.1%، بعد أن أظهرت البيانات تراجع التضخم إلى 2.4% في أغسطس/آب. وعلى صعيد الشركات، ارتفع سهم بيرنو ريكار 2%، بعد أن أعلنت شركة المشروبات عن مبيعات العام بأكمله والتي كانت متوافقة إلى حد كبير مع التوقعات.

وفي طوكيو، أنهى المؤشر نيكاي الياباني تداولات اليوم الخميس، مستقراً إلى حد كبير، وتعافى من خسائره المبكرة بعدما قلصت أسهم التكنولوجيا التراجعات الناجمة عن توقعات مخيبة للآمال من شركة إنفيديا. وأغلق المؤشر نيكاي على تراجع 0.02% عند 38362.53 نقطة، بعد أن هبط بنحو 1.12% في وقت سابق من اليوم. أما المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً فصعد 0.03%.

وانخفض سهم طوكيو إلكترون، عملاقة معدات تصنيع الرقائق، 1.76% بعدما هوى بنحو 3.49% في وقت سابق. ونزل سهم نظيرتها الأصغر ديسكو 2.46% متعافياً إلى حد كبير من تراجع وصل إلى 5.33%. أما سهم شركة أدفانتست لصناعة معدات اختبار الرقائق، وهي من الموردين لإنفيديا، فتمكن من إنهاء تعاملات اليوم مرتفعا 0.3% ومحا خسائره المبكرة التي بلغت 3.6%.

وكان سهم شركة نيدك لصناعة مكونات الإلكترونيات الخاسر الأكبر على نيكي، إذ هوى 3.32% بعد أن أرجأت شركة سوبر مايكرو كمبيوتر الأميركية المصنعة للخوادم، والتي تطور معها وحدات تبريد مائية للخوادم، تقديم تقريرها السنوي. وكان أكبر الرابحين على المؤشر نيكي من حيث النقاط سهم فاست ريتايلينغ مشغلة متاجر يونيكلو الذي ارتفع 0.67%. لكن أداء السهم كان متقلبا وانخفض خلال التداولات بواقع 2.38% ليكون أكبر عامل هبوطي على المؤشر. ومن بين 225 سهما على المؤشر نيكي، انخفض 109 وارتفع 115 فيما أغلق واحد على استقرار.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون