تشهد أسواق بيع اللحوم في ليبيا ارتفاعًا كبيرًا في أسعار اللحوم البيضاء (الدواجن) مع تسجيل الدجاج 15 ديناراً (3.3 دولارات) للكيلوغرام، صعوداً من 7 دنانير، فيما يصل سعر كيلوغرام كبدة الدجاج إلى 25 ديناراً (حوالي 6 دولارات). ويشتكي رجال الأعمال من سلاسل التوريد المرتبطة بالاعتمادات المستندية وسط ارتفاع كلفة الشحن البحري، ما يساهم بزيادة الأسعار.
في حين يرجع تجار الزيادة إلى نقص الكميات المعروضة في السوق المحلية نظرا إلى نقص الدجاج المستورد من الخارج، ويرى آخرون أن المضاربة تقف وراء ارتفاع الأسعار. وبحسب بيانات مصرف ليبيا المركزي، فإن الاعتمادات المستندية المفتوحة للشركات لاستيراد لحوم الدجاج كانت ثابتة خلال شهري مايو/ أيار ويونيو/ حزيران عند 6.25 ملايين دولار.
ويقول رئيس اتحاد الصناعة الليبية علي نصير، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن سبب ارتفاع الأسعار يرجع إلى عزوف الكثير من المزارعين عن تربية الدواجن لعدة أسباب، "منها غلاء سعر الأعلاف وعدم وجود الأدوية البيطرية، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر، وكذا ارتفاع درجات الحرارة مع غلاء سعر الديزل في السوق الموازي، وتغير سعر الصرف في مطلع العام الحالي".
ويلفت إلى أن اللقاحات تتوفر عبر وزارة الزراعة والثروة الحيوانية بكميات قليلة وهي غير مدعمة من الدولة، مناشدا الحكومة التدخل لدعم الأعلاف واللقاحات "فالوضع يهدد بتوقف تربية الدواجن في البلاد".
ويشير إلى أن تكاليف الإنتاج ارتفعت، خصوصًا بعد صعود أسعار الشحن، إلى جانب التداعيات السلبية لجائحة كورونا التي أثرت على حركة التجارة بشكل عام.
ويقول مربي الدواجن إسماعيل المشاط، لـ"العربي الجديد"، إن السبب الرئيس لارتفاع السعر هي المضاربة في السعر، بالإضافة إلى مشكلات أخرى تتعلق بالانقطاع المستمر للتيار الكهربائي مع الارتفاع في سعر الأعلاف. ويؤكد على أن المربين تكبدوا خسائر مالية كبيرة خلال العام الماضي بسبب الإغلاق الكامل بالإضافة إلى نقص اللقاحات، حيث أن الموجود في السوق مهرب من دول مجاورة.
ويلاحظ الباحث مفتاح الورفلي، وهو مختص في الاقتصاد الزراعي والثروة الحيوانية، أن ارتفاع أسعار لحوم الدواجن يعتبر قياسيا بالمقارنة مع السنوات الخمس الماضية، ويبين أن محددات السوق هي الطلب والعرض.
وبسبب نقص الدجاج المستورد من الخارج، تتأثر مستويات الأسعار، "ولكن في السوق المحلي هناك احتكار للسلعة ومضاربات، نظرا إلى غياب الأجهزة الرقابية".