شكوك حول "تطبيع طاقوي" مع إسرائيل عبر اتفاقية تزويد لبنان بالغاز

13 سبتمبر 2021
مخاوف من إمداد لبنان بغاز الاحتلال (Getty)
+ الخط -

دعت  حملتا "غاز العدو احتلال" في الأردن، و"مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان"، القوى المناهضة للصهيونية شعبيّاً ومجتمعيّاً ونقابيّاً وحزبيّاً، على المستوى العربيّ، إلى الضغط لمنع "التطبيع عبر الطاقة مع دولة الاحتلال الإسرائيلية" عبر الاتفاق الرباعي العربي لتزويد لبنان بالطاقة. 
وقالت الحملتان في بيان مشترك، الأحد، إن البيان الذي وقعته حكومات الأردن مصر وسورية ولبنان، قبل أيام، جاء بضوء أخضر أميركي، لتزويد لبنان بالغاز المصري والكهرباء الأردنية، عبر خط الغاز العربي، وربط الشبكة الكهربائية، سيجعل إسرائيل جزءا من هذه العملية.
واعتبر البيان أن "هذا الاتفاق تشوبه تبعات كارثية تتعلق باحتمال الإدماج العضوي للكيان الصهيوني في صلب المنطقة، وإعطائه يدا عليا ومدخلا مهيمنا، لا على الدول التي تربطها به معاهدات فحسب، بل كذلك على الدول التي لا تربطها به علاقات تطبيعيّة واتفاقات من أي نوع كان".
وأضاف البيان: "سيزوَّدُ لبنان بالغاز المصري عبر سورية، وذلك عن طريق خط الغاز العربي. وهذا الخط يمتد من العريش في مصر، ويمر بالعقبة، ثم يتجه شمالاً على طول الأراضي الأردنية، ليلتقي بأنبوب الغاز القادم من شواطئ حيفا المحتلّة في منطقة الخناصري في المفرق. وهناك، يصب الغاز الفلسطيني المسروق، والذي تستورده الحكومة الأردنية (من خلال شركة الكهرباء الوطنية التي تملكها هذه الحكومة بالكامل)، في خط الغاز العربي. وهو ما يؤدي إلى اختلاط الغاز من المَصدريْن، وإلى استحالة فصلهما بعضهما عن بعض.

وقال البيان، إن اتفاقيّةُ استيراد الغاز المسروق من الصهاينة، الموقَّعة بين الحكومة الأردنيّة وحكومة العدوّ الإسرائيليّ عام 2016. تنصّ على الآتي: "يُقرّ البائع (الطرفُ الصهيونيّ) بأنّ المشتري سوف يستورد إمداداتِ غازٍ أخرى، وينقل هذا الغاز باستخدام شبكة أنابيب الغاز في الأردن". وبالتالي يكون الغازُ الطبيعيُّ المباعُ والمسلَّم إلى المشتري بموجب هذه الاتفاقيّة مختلطًا مع بعض، ولا يُنقل بشكل منفصل عن إمدادات الغاز الأخرى داخل شبكة أنابيب الغاز في الأردن.
وهذا يعني، وفق البيان، تحويلَ خطّ الغاز العربيّ (عبر شَبْكه مع خطّ الغاز الفلسطينيّ المسروق المستورَد من الصهاينة في منطقة المفرق في الأردن) إلى جسرٍ أو ممرٍّ يتمّ من خلاله تصديرُ الغاز المستورَد من "إسرائيل" إلى لبنان وسوريّة، مخلوطًا بالغاز المصريّ أو أيّ غازٍ آخر، ومن دون إمكانيّة التمييز أو الفصل بينهما.
وأوضح البيان أن هذا الاتفاق قد يعني إدخال "إسرائيل" عضويا عبر الحيلة والتضليل، إلى الدول العربية التي يمكن أن تستفيد من خط الغاز العربي وتشبك عليه، لافتا إلى أن الكهرباء الأردنية التي ستصدر إلى لبنان، مروراً بسورية، هي في جزء وازن منها، كهرباء متولدة عن غازٍ فلسطيني مسروق مستورد من الصهاينة.
وبحسب البيان، "سيترتب على هذا الاتفاق أيضا، إمكانية اعتماد دول مثل لبنان وسورية على إمدادات غاز مختلطة، وعلى كهرباء تتولد عن غاز مسروق يتحكم به الصهاينة، ويصب ملياراتنا في جيوبهم".

 

واتفق وزراء الطاقة في دول "خط الغاز العربي"، التي تجمع كلاً من مصر والأردن وسورية ولبنان،  الأربعاء الماضي في عمان، على إمداد بيروت بالغاز المصري عبر دمشق وعمّان، على أن يتم تقديم جدول زمني وخطة عمل لتنفيذ الاتفاق. 
وقالت وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية هالة زواتي إن اجتماعات وزراء الطاقة في الأردن ومصر وسورية ولبنان، كانت لوضع خارطة طريق لإيصال الغاز المصري إلى لبنان، مما يتطلب التأكد من جاهزية البنية التحتية لخط الغاز، وخلال ثلاثة أسابيع "سنكون جاهزين لمراجعة الاتفاق".
وأضافت أن كل دولة ستتحمل أي كلفة في أراضيها لإصلاح أي عطل سواء في خط الغاز أو في إمدادات الكهرباء. ولفتت إلى أنه سيتم الحديث عن موضوع الكهرباء عندما تكون الرؤية أوضح، فالخط الناقل للكهرباء يحتاج إلى وقت وإصلاحات.

المساهمون