شح الناقلات يضاعف تكاليف نقل الغاز المسال

02 اغسطس 2023
سفينة محملة بالغاز المسال تصل إلى ميناء موكران في ألمانيا (الأناضول)
+ الخط -

تقفز تكاليف شحن الغاز الطبيعي المسال إلى الضعف، وسط تفاقم شح الناقلات المتوافرة قبل فصل الشتاء، الذي يصل فيه الطلب على وقود التدفئة إلى ذروته.

وقد يضطر المتداولون إلى دفع أكثر من 200 ألف دولار يومياً لشحن الغاز في الأشهر القليلة المقبلة. ووفقاً لبيانات من شركة "سبارك كومودتيز" التي تقيم الأسعار المقدمة من وسطاء السفن، صعدت أسعار استئجار الناقلات إلى 284.75 ألف دولار يومياً لشهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، و206.75 آلاف دولار يومياً لشهر أكتوبر/ تشرين الأول، أي أكثر من ضعف المستويات الحالية.

إذا استمرت هذه المعدلات فإنها تنذر بتكرار الارتفاع الكبير في الأسعار الذي حدث خلال العام الماضي، عندما قفز الطلب في سوق الغاز الطبيعي المسال العالمية، وسط الإقبال على الاستبدال بالإمدادات الروسية بعد غزو أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022.

ويقلّ عدد الناقلات المتاحة بشكل متزايد لأن التجار يستخدمون السفن كمخازن عائمة، رهاناً منهم على صعود أسعار الغاز الطبيعي المسال عند زيادة برودة الطقس. ويمكن أن تقلّص أسعار الشحن المتقلبة هوامش أرباح متداولي الغاز الطبيعي المسال الذين يتطلعون إلى جني مكاسب من وراء ارتفاع الأسعار لإمدادات فصل الشتاء، كما قد يؤدي ارتفاع تكاليف الشحن في نهاية المطاف إلى زيادة الأسعار المطروحة للمشترين في أوروبا وآسيا، وفق وكالة بلومبيرغ الأميركية.

وصعد عدد السفن المحمَّلة بشحنات الغاز الطبيعي المسال في عرض البحر لمدة 20 يوماً على الأقل في أواخر يوليو/تموز الماضي، وفقاً لبيانات 42 سفينة تتبعها بلومبيرغ. ويشكل هذا المدى الزمني زيادة بواقع 27% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وقال الخبير في مجال شحن الغاز المسال ريتشارد برات: "نرصد بالتأكيد بعض السفن المحمَّلة بالشحنات في عرض البحر"، متوقعاً استمرار معدل التخزين العائم المرتفع "خلال أغسطس/آب الجاري وسبتمبر/أيلول المقبل، ما لم تحدث أي اضطرابات في الإمدادات".

وكانت أسعار الغاز الأوروبية قد تراجعت بنسبة 24% خلال يوليو، لتسجل أحد أكبر التراجعات الشهرية هذا العام، وسط انخفاض استهلاك القطاع الصناعي، وانتعاش مخزونات الغاز الأوروبية.

وبهذا الانخفاض تصل نسبة التراجع في أسعار العقود منذ بداية العام الجاري إلى 63%، رغم ارتفاعها في يونيو/حزيران الماضي إثر انتعاش الطلب الناجم عن زيادة درجات الحرارة خلال موسم الصيف ومخاوف استنزاف مخزونات الغاز بعد تعطل الإنتاج في النرويج بشكل مفاجئ.

المساهمون