سيناء الحزينة في يوم النصر

06 أكتوبر 2015
الاضطرابات مستمرة في سيناء (أرشيف/Getty)
+ الخط -


تحلّ اليوم، 6 أكتوبر/ تشرين الأول، ذكرى عزيزة على قلوب المصريين جميعاً، وهي ذكرى انتصار الجيش المصري على قوات الاحتلال الإسرائيلي في شهر أكتوبر عام 1973، ومع كل احتفال يتجدّد السؤال عما الت إليه الأوضاع في سيناء في هذه الذكرى الوطنية، وماذا عن أحوال سكانها المعيشية والاقتصادية؟ ماذا عن ثرواتها؟ ماذا عن مشروعات تنميتها وتعميرها لتظل حائط صد منيع وقوي أمام أي اعتداء محتمل من قبل إسرائيل؟

الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها صادمة، فسيناء اليوم باتت مجروحة حزينة ولا أقول مهزومة، للأسف أصبحت هذه البقعة الغالية على كل مصري غارقة في الدماء وعمليات القتل والثأر، وبدلاً من أن نرى هذا الجزء، الذي يمثّل 6% من مساحة مصر، عامراً بالمشروعات الكبرى والتنقيب عن الثروات المعدنية ومليئاً بفرص العمل، نجده مليئاً بالخراب والدمار والإرهاب والحصار بعد 42 عاماً من انتصار أكتوبر، إرهاب يزداد قوة يوماً بعد يوم رغم الحديث المستمر عن دحره، نجد أهالي يعانون الحصار والضغوط الحياتية والمعيشية ونقص الخدمات أو ربما عدم وجودها في بعض المناطق.

الحكومات المتعاقبة على حكم مصر أهملت سيناء، ولا أعرف هل تم ذلك بقصد أو بغير قصد، فهذه الحكومات زعمت أنها رصدت مليارات الجنيهات لإعادة إعمار سيناء وتنميتها، إلا أن مشروعاً واحداً لم يرَ النور طوال 63 عاماً مضت، سمعنا قصائد شعر وقرأنا مئات المانشيتات في الصحف عن المشروع القومي لتعمير وتنمية سيناء‏، وحفظنا بنود استراتيجية تنمية سيناء التي أعلن عنها أنور السادات في شهر إبريل/ نيسان 1974 بعد انتصار أكتوبر، ثم صفقنا كثيراً لقرار مجلس الشعب في العام 1995 بتخصيص 70 مليار جنيه من موازنة الدولة لدعم وتعمير سيناء.

كل ذلك وغيره من المشروعات الوهمية ذهب أدراج الرياح، حتى مشروع "ترعة السلام" الذي كان مصدر أمل لأهالي سيناء والحالمين بمشروع زراعة هذه المساحة من أرض مصر، تحوّل لسراب بعد أن قطعت الدولة المياه عنه، وكذا الحال بالنسبة لمشروع خطة سكة الحديد الإسماعيليّة رفح.

اقرأ أيضاً: أكذوبة التنمية في سيناء

وعقب ثورة 25 يناير، استبشر الجميع وتوقعوا نظرة جديدة من الحكومة لسيناء، ساعتها أطلق د.كمال الجنزوري خطة شاملة لتنمية سيناء قيل وقتها إنها تستهدف جذب 8 ملايين شخص للإقامة والعمل في سيناء، وإنشاء محافظة ثالثة بوسط سيناء التي تتمتع بثروات معدنية وطبيعية كبيرة، ساعتها صفقنا كثيرا للقرار، الا أنه لحق بالمشروعات السابقة حينما تم وضعه داخل ادراج الحكومة.

وفي شهر يونيو/ حزيران من العام 2013، اعتمدت حكومة د. محمد مرسي خطة لتنمية سيناء وأعلن رئيس الوزراء في ذلك الوقت هشام قنديل تخصيص 4.4 مليارات جنيه كاستثمارات يتم ضخها في مشروعات داخل سيناء، الا أن ما حدث يوم 3 يوليو 2013 لم يمهلنا التأكد ما إذا كانت هذه الخطة ستخرج للعلن أم ستنضم لأخواتها.

وفي شهر فبراير/ شباط الماضي، أعلن السيسي عن تخصيص 10 مليارات جنيه لمشروع تنمية سيناء، واستصلاح واستزراع 620 ألف فدان، ورغم مرور أكثر من 8 شهور على هذا الاعلان، الا أنه لم يحدث تطورا ملموسا للمشروع القديم المتجدد.

مليارات الجنيهات تم الاعلان عن تخصيصها لتعمير سيناء، ومشروعات وهمية تم اطلاقها لتنمية هذه البقعة الغالية من أرض مصر، ذهبت كلها أدراج الرياح، وبقيت سيناء العزة والكرامة فقيرة حزينة منكسرة فقيرة لصالح الكيان الصهيوني الرابط علي حدود مصر الشرقية.


اقرأ أيضاً: فنادق القاهرة خاوية في ذكرى ثورة 25 يناير

المساهمون