يواجه قطاع الثروة الحيوانية في مناطق شمال شرقي سورية، أزمات وتحديات عديدة، تسببت بخسائر كبيرة للمربين، وخفّضت أعداد المواشي لديهم، بظل غياب أي جهة تدعم المربين وتحافظ على هذا الرافد الاقتصادي المهم للمنطقة.
وأثّرت عوامل منها شحّ الأمطار خلال السنوات الماضية، وارتفاع أسعار الأعلاف، والأمراض واقتصار بيع المنتجات على السوق المحلي بشكل مباشر على الثروة الحيوانية، خاصة الأغنام، ومربيها، الذين اتبعوا سياسة التخفيض في رؤوس الماشية قدر الإمكان والحفاظ على الحد الأدنى.
يؤكد عزيز أبو محمد من قرية كرباوي ريف القامشلي الجنوبي، وهو مربي ماشية يتنقل في ريف الحسكة، أن مشروع تربية الأغنام كان سابقا يتسم بالاستقرار والاستمرارية، وبالتالي ينتج ربحا، أما الآن فالعملية بمجملها خاسرة.
وأضاف أبو محمد لـ"العربي الجديد" أن "من كان يمتلك مائة رأس غنم الآن أصبح لا يملك سوى عشرة أو خمسة عشر رأسا، ومنهم من لم يستطع تأمين مرعى لها مقابل مبلغ مالي. سوف يضطر لبيع ما تبقى من قطيعه بسبب سوء الأحوال المعيشية"، مشيرا إلى أن "إيرادات بيع منتجات الماشية من الأجبان والحليب واللبن لم تعد كافية لشراء العلف اللازم للقطيع".
وقارن أبو محمد أسعار المنتجات بأسعار الأعلاف، موضحا أن "الطن الواحد من الشعير يبلغ سعره 2 مليون ليرة سورية، أما طن النخالة فيقدر بنحو مليون ومائتي ألف ليرة، وضمان مرعى طبيعي بمساحة عشرة هكتارات تتجاوز مليوني ليرة سورية. وهذه المساحة لا تكفي القطيع أكثر من أسبوعين، بينما يبلغ سعر كيلو الجبن المنتج من الأغنام 12 ألف ليرة، وهذا ما يجعل العملية خاسرة".
وقال أبو محمد إن "ما تبقى لدينا من رؤوس أغنام سوف نبيعها، بعدما فشلت تجربة بيع جزء من القطيع للإنفاق على الجزء الباقي".
وأضاف أن "جاره، وهو نازح من الداخل السوري هو وأولاده، باع كل ما لديه من رؤوس أغنام، والآن يعملون رعاة لدى بعض المقتدرين ممن يمتلكون قطعاناً كبيرة".
وقدر مدير الإنتاج الحيواني في وزارة زراعة النظام السوري أسامة حمود في تصريحات إعلامية حديثة، أن قطاع الثروة الحيوانية فقد ما بين 40 و50 بالمائة من قطيعه.
وقالت فدوى موسى التي تمتلك قطيعا من الأغنام، إن المربين خفضوا عدد رؤوس المواشي لديهم لنحو 10 بالمائة، لعدم قدرتهم على توفير الغذاء، في الوقت الذي تعاني منه المنطقة من الجفاف وارتفاع إيجارات المراعي.
وأضافت لـ"العربي الجديد" أنها كمربية أغنام قللت أيضا من عدد الرؤوس لديها للعوامل ذاتها.
وتراجعت أعداد الثروة الحيوانية في سورية، وفقاً لبيانات وزارة الزراعة التابعة للنظام السوري، من نحو 25 مليون رأس غنم سنوياً قبل عام 2011، إلى أقل من 10 ملايين رأس.
(الدولار=4000 ليرة تقريبا)