سجلت الليرة السورية اليوم السبت، أدنى سعر لها منذ 11 عاماً، بعد أن تعدى سعر صرف الدولار ولأول مرة، حاجز 6 آلاف ليرة وبلغ سعر صرف اليورو 6325 ليرة سورية.
كما تواصل أسعار الذهب ارتفاعها بالتوازي مع زيادة الطلب وتراجع سعر الليرة، لتسجل أرقاماً قياسية بحسب الجمعية الحرفية للصياغة وصنع المجوهرات التي أشارت خلال نشرتها اليوم، إلى وصول سعر غرام الذهب عيار 21 إلى سعر مبيع 292000 ليرة سورية، وسعر شراء 291500 ليرة سورية، بينما سجّل غرام الذهب عيار 18 سعر مبيع 250286 ليرة سورية، وسعر شراء 249786 ليرة سورية.
ويتزامن انخفاض قيمة الليرة مع أزمة وقود حادة تعيشها مناطق سيطرة النظام، ما تسبب في تعطل الكثير من المرافق والفعاليات والأنشطة، وسط توقف متوسط الأجور والرواتب عند نحو 20 دولارا شهريا.
مزيد من التهاوي
يرى الاقتصادي السوري، أسامة قاضي، أن بقاء الليرة السورية على قيد التداول ومنعها من الانهيار "هو قرار دولي لعدم سقوط النظام" لأن محددات وعوامل بقاء الليرة صالحة للتداول، "جميعها زالت" خاصة بالأسواق الخارجية ولا يوجد برأيه ما يمنح الطمأنة لأي مدخر أو متعامل بالعملة السورية.
ويضيف القاضي، لـ"العربي الجديد"، أن "الليرة مرشحة لمزيد من التهاوي، وغير مستبعد لجوء نظام بشار الأسد للتمويل بالعجز، عبر طباعة ورق نقدي جديد وطرح فئة 10 آلاف ليرة"، معتبراً أن "ما يشاع عن تمنّع روسيا إقراض نظام الأسد وما يتردد عن تضمين الأسد وقانون مكافحة الكبتاغون، ضمن قانون موازنة وزارة الدفاع الأميركية، قد أجهزا على ما تبقى من ثقة بالنظام والاقتصاد والعملة السورية".
وينقل الاقتصادي علي الشامي من دمشق، حالة شلل الاقتصاد وزيادة الرقابة على أسواق وشركات الصرافة، بمنطقتي المرجة والحريقة وسط العاصمة السورية دمشق، معتبراً أن "زيادة الطلب على الدولار من التجار ومكتنزي العملة السورية، أهم أسباب تهاوي سعر الليرة، حيث أن التجار ملزمون بتأمين ثمن مستورداتهم بالدولار والمركزي لا يمولهم".
مؤشر الذهب
ويضيف الشامي، لـ"العربي الجديد"، أن المؤشر الأصدق اليوم هو سعر غرام الذهب، لأنه الملاذ الوحيد المسموح، بواقع الملاحقة الأمنية للصرافين واعتقال وسجن المتعاملين بغير الليرة، كاشفاً أن سعر غرام الذهب من عيار 21 قيراطاً، وصل اليوم بدمشق إلى 306 آلاف ليرة سورية.
وينبه الشامي كذلك إلى أن السعر المعلن سواء من الجمعية الحرفية أو المعمول به في السوق، هو أقل من الواقعي، واصفا الوضع الاقتصادي في سورية بأنه "جاهز للانهيار، لأن حوامل الطاقة مفقودة وأسعارها بالسوق مرتفعة، ولا يعرف السوريون كيف يتدبرون أمرهم، وهم بمرحلة انتظار".
وبدأ تراجع سعر صرف الليرة السورية منذ مطلع الثورة بسورية، في مارس/ آذار 2011 وقت كان سعر صرفها مقابل الدولار نحو 45 ليرة، وبدأ العام الجاري 2022 بنحو 3570 ليرة ليصل اليوم قبل نهاية العام إلى 6 آلاف ليرة مقابل الدولار.