سفن الشحن القديمة تلقى إقبالاً على الشراء

08 يناير 2024
جنود أوكرانيون يفحصون سفينة روسية قبل دخولها البحر الأسود (Getty)
+ الخط -

بلغ أسطول سفن الشحن العالمي أقدم متوسط عمر له منذ 15 عاماً تقريباً، على الرغم من الضغوط المتزايدة على مالكي السفن لطلب سفن جديدة صديقة للبيئة، والمساعدة في إزالة الكربون من التجارة العالمية، وذلك وفقاً لتقرير بصحيفة "فاينانشال تايمز" أمس الأحد.

وقال سماسرة السفن، الذين يقدمون المشورة للمالكين بشأن بناء السفن، إن الصناعة مترددة في طلب سفن جديدة تعمل بوقود صديق للبيئة، وسط حالة من عدم اليقين بشأن توافر موارد الطاقة المتجددة.

في الوقت نفسه، استفاد أصحاب سفن الشحن من الطلب المتزايد على السفن المستعملة من مشغلي "أسطول الظل" الذي ينقل النفط الروسي الخاضع للعقوبات، مما يعني أن العديد من السفن التي تنتمي إلى العهد القديم لا تزال تبحر.

وحسب التقرير، بلغ متوسط عمر أسطول سفن الشحن العالمي 13.7 عاماً في ديسمبر/ كانون الأول، وهو الأكبر منذ عام 2009، وفقاً للبيانات التي جمعتها شركة كلاركسونز لوساطة السفن وأطلعت عليها صحيفة "فاينانشال تايمز"، ولا تشمل البيانات السفن الصغيرة التي يقل حجمها الإجمالي عن 5000 طن.

وبلغ العمر المتوسط لأسطول شحن الحاويات 14.3 عاماً في أواخر العام الماضي، وهو أعلى مستوى منذ أن بدأت "كلاركسونز" في جمع البيانات في عام 1993. وبلغ متوسط عمر الناقلات، التي تحمل النفط والسوائل الأخرى، ذروة عقدين من الزمن عند 12.9 عاماً.

في هذا الصدد، قال مدير الأبحاث في شركة جيبسون لسمسرة السفن، ريتشارد ماثيوز: "لم نشهد أي عمليات تخريب تقريباً لأي ناقلة" منذ غزو أوكرانيا، الأمر الذي دفع الحكومات الغربية إلى فرض قيود على تجارة البضائع الروسية. وقد تدخل أسطول الظل من الشركات ذات الملكية الغامضة لنقل النفط الروسي، وشراء ناقلات قديمة وأرخص ثمناً، والتي غالباً ما تفكر شركات النفط الكبرى في التخلص منها بعد 15 عاماً من التشغيل.

اقتصاد دولي
التحديثات الحية

ويقول التقرير، ارتفعت القيمة السوقية لناقلة أفراماكس البالغ عمرها 15 عاماً، وهي النوع المتوسط الحجم الذي يستخدم غالباً لنقل النفط الروسي، بنسبة 129% إلى 40 مليون دولار منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، وفقاً لبيانات جيبسون.

ارتفاع أسعار سفن الشحن

وفي الوقت نفسه، ارتفع سعر السوق لبيع سفن أفراماكس القديمة بنسبة 40%، ليصل إلى 9.2 ملايين دولار. وقال ماثيوز، إن مالكي السفن "لا يتخلصون من السفن، لأن هناك الكثير من الأموال التي يمكن جنيها من بيعها". كما أدت حرب أوكرانيا إلى ارتفاع تكلفة شحن النفط بشكل غير مباشر، حيث تشتري أوروبا وارداتها النفطية من منتجين أبعد من روسيا، ويحصل أصحاب الناقلات على أجور أكبر مقابل السفر لمسافات أطول.

من جانبه، قال مدير الأبحاث في "كلاركسونز"، ستيفن جوردون، إن شركات الشحن قد تكون مترددة أيضاً في طلب سفن جديدة، بسبب عدم اليقين بشأن النظم الجديدة والوقود البديل. وقد جرى اقتراح مجموعة من البدائل للوقود الأحفوري، بما في ذلك الأمونيا والميثانول الأخضر، على الرغم من أن هذه الموارد لا تزال نادرة. ويتقادم أسطول الشحن على الرغم من الضغوط المتزايدة من الجهات التنظيمية والعملاء لإزالة الكربون.

وحددت المنظمة البحرية الدولية، التابعة للأمم المتحدة، هدفاً للشحن، الذي ينقل نحو 90% من السلع المتداولة في العالم، لتحقيق صافي انبعاثات صِفر "بحلول عام 2050 أو في وقت قريب منه". ولكنهم لم يتفقوا بعد على تدابير اقتصادية، مثل فرض ضريبة على الكربون، من شأنها أن تعمل على تضييق الفجوة السعرية الحالية بين الوقود الأحفوري وأنواع الوقود الأخضر الأكثر تكلفة.

وقال الباحث في مجال الشحن والطاقة في كلية لندن الجامعية، تريستان سميث، إن الأنظمة البيئية الضعيفة تخاطر بمكافأة الاستثمارات في السفن القديمة، وتعني أن "السفن الأكثر تلويثاً للبيئة تبقى في الأسطول لفترة أطول".
من جانبه، قال ستيفن جوردون، إن الأسطول القديم كان أيضاً نتيجة طبيعية لاقتراب السفن من نهاية دورة حياتها بعد ذروة بناء السفن الأخيرة في عام 2010. لكن من غير المرجح أن ينعكس هذا الاتجاه قريباً. وتشير تقديرات "كلاركسونز" إلى أن قدرة بناء السفن انخفضت بنسبة 35% منذ عام 2010.

المساهمون