زيارة السوداني إلى ألمانيا: توجه لإنقاذ قطاع الكهرباء في العراق وسط تشكيك محلي

14 يناير 2023
السوداني والمستشار الألماني أولاف شولتز خلال مؤتمر صحافي أمس (عبد الحميد هوشباش/الأناضول)
+ الخط -

أنهى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مساء الجمعة، زيارته إلى ألمانيا والتي استمرت يوماً واحداً، وبينما أبدت الحكومة العراقية تفاؤلاً بتطوير قطاع الكهرباء من خلال العقد الذي أبرمه السوداني مع شركة سيمنس الألمانية، قلل مراقبون من أهمية ذلك مؤكدين أنّ القيود الإيرانية والأميركية تحول دون تطور القطاع.

ورافق السوداني، في زيارته التي بدأها الخميس، وفد حكومي رفيع المستوى، وقد اختتم الزيارة ليعود إلى بغداد في ساعة متأخرة من ليل أمس الجمعة، وفقاً لما نقله مكتبه الإعلامي.

وأجرى السوداني والوفد العراقي، خلال الزيارة، لقاءات مع عدد من المسؤولين الألمان. ووقع وزير الكهرباء العراقي زياد علي فاضل مذكرة تفاهم مشتركة مع شركة سيمنس الألمانية، والتي مثلها الرئيس التنفيذي للشركة كرستيان بروخ، وتنطوي المذكرة على خريطة عمل لتطوير منظومة الكهرباء في العراق.

ولفت إلى عمل شركة سيمنز على وضع خطة متكاملة لمنظومة الكهرباء العراقية بشكل عام، تتضمن حلولاً للمشاكل، كما تقوم الشركة بإنشاء محطات توليد جديدة، والاستفادة من الغاز المصاحب في دعم وزيادة إنتاج الطاقة الكهربائية، فضلاً عن تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة، وهي الطاقة الشمسية وحركة الرياح، وإنشاء محطات تحويل في عموم مناطق العراق، إلى جانب تطوير وتأهيل كوادر وزارة الكهرباء ونقل الخبرات.

المتحدث باسم وزارة الكهرباء العراقية، أحمد العبادي، أكد أنّ المذكرة ستضيف 6 آلاف ميغاواط للمنظومة الوطنية، مبيّناً، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أنّ "أهمية المذكرة الموقعة تكمن في كونها وقّعت مع أهم الشركات العالمية الرصينة في مجال الطاقة، وأنّ العمل بالمذكرة سيحلّ مشاكل النقل والتوزيع في المنظومة، وسيسهم في إنشاء محطات تحويلية وخطوط ناقلة".

وأضاف أنّ "إضافة 6 آلاف ميغاواط وحل مشاكل النقل والتوزيع سيعالجان جزءاً كبيراً واستراتيجياً من مشاكل الاختناقات في الشبكة الوطنية، ما سينعكس إيجاباً ويسمح بزيادة ساعات التجهيز بعد إكمالها".

ولفت إلى أنّ "مذكرة التفاهم بحثت كذلك جزئيات استثمار الغاز المصاحب والطبيعي لتوفير مردودات الغاز الوطني، وهذه ستوفر مبالغ كبيرة من النفقات التشغيلية التي تصرف على استيراد الغاز والوقود من دول الجوار".

النائب السابق، حيدر الملا، أثنى على خطوة السوداني، وقال في تغريدة له، أمس الجمعة، إنّ "مشاكل الطاقة والخدمات بشكل عام ملف ضاغط على الشعب العراقي، وإنّ رئيس الوزراء أدرك ذلك مبكراً، حراكه لاستقطاب بلد مثل ألمانيا لوضع مسار جديد للطاقة في بلادنا سينعكس إيجاباً على الجميع، وهو خطوة بالاتجاه الصحيح".

أما الباحث بالشأن العراقي، أمير الدعمي، فقد قلّل من أهمية المذكرة التي تم توقيعها مع "سيمنس"، وقال في تغريدة له، أمس الجمعة، إنّ "كل رؤساء الحكومات العراقية زاروا ألمانيا، وحاولوا التعاقد مع شركاتها وخصوصاً مع سيمنس لحل معضلة الكهرباء، وكل الزيارات قيدت في سجل التاريخ حبراً على ورق، لأن قيود إيران وأميركا لا تزال تقيد اقتصاد العراق، خصوصاً الكهرباء"، مبيّناً أنّ "إيران لن تسمح بهدر المليارات التي تحلب بها العراق ولا أميركا".

ويواجه العراق أزمات كبيرة بتوفير الطاقة الكهربائية، بسبب عدم التزام الجانب الإيراني بتصدير كميات الغاز المتعاقد عليها مع العراق، لتشغيل محطاته الكهربائية، إذ جرى قطعه (الغاز) وتقليل كمياته المصدرة إلى العراق ولعدة مرات في الصيف الماضي، ما أحرج الحكومة العراقية في توفير الطاقة، وتسبب بموجة تظاهرات وغضب شعبي في عدد من المحافظات.

المساهمون