زراعة القمح في سورية تدخل دائرة الخطر: تراجع شديد في الإنتاج

01 أكتوبر 2022
تواجه الزراعة غلاء مستلزمات الإنتاج وهجرة اليد العاملة (Getty)
+ الخط -

لم يتجاوز إنتاج القمح في سورية لموسم 2022 سقف الـ 1.2 مليون طن، ما يؤكد أن التدهور في هذه الزراعة لا يزال مستمراً، ويتجه نحو الأسوأ في ظل الجفاف وعدم الاستقرار الأمني. وكانت سورية تنتج قبل عام 2011 أكثر من 4 ملايين طن من القمح يكفي حاجة البلاد، ويفيض قسم منه للتصدير.

وتتركز زراعة القمح في الشمال الشرقي الذي يضم محافظات الرقة ودير الزور والحسكة وريف حلب الشمالي الشرقي حيث سيطرة قوات "سورية الديمقراطية" والإدارة الذاتية التابعة لها على الجزء الأكبر من هذه المحافظات التي تعتبر سلّة الغذاء الرئيسية في سورية.

وأشار المزارع غانم العلي الذي يملك نحو 20 دونما في ريف الرقة الغربي يزرعها كل عام بالقمح، إلا أن الأسعار التي تضعها الإدارة الذاتية لشراء القمح "لا تدفع الفلاحين إلى زيادة المساحة المزروعة بالقمح"، لافتاً إلى أن "زراعة القمح لا تزال ضمن الأولويات لدى الكثير من الفلاحين، ولكن إذا استمر غلاء مستلزمات الإنتاج الضرورية وخاصة الأسمدة بموازاة هجرة الشباب من المنطقة، ستشهد هذه الزراعة تدهوراً شبيهاً بالانهيار الحاصل في زراعة القطن".

وتعاني منطقة شرقي الفرات منذ عقود من الجفاف بسبب عدم هطول كميات كافية من المطر الذي يعتمد عليه مزارعو القمح البعل، وخاصة على تخوم البادية التي لم تعد تنتج إلا القليل من القمح والشعير.

وأكد الرئيس المشارك في هيئة الزراعة والري في الإدارة الذاتية، محمد الدخيل في حديث مع "العربي الجديد" أن "موسم القمح 2022 في منطقة شرق الفرات كان جيدا"، مضيفاً: "هدفنا كان تحقيق الاكتفاء الذاتي، وقد قطعنا شوطاً لا بأس به في ذلك". وأوضح أن الهيئة "أعطت الأولوية للمساحات المروية، ودعمنا الفلاحين في المساحات البعلية بالبذور".

ولكن الخبير الزراعي إبراهيم مسلم، رأى في حديث مع "العربي الجديد" أن "زراعة القمح في سورية بخطر بعد سنوات من تقسيم المناطق الزراعية إلى عدة مناطق نفوذ".

ولفت إلى أن هناك العديد من العوامل التي تضع زراعة القمح في دائرة الخطر "أبرزها عزوف الفلاحين عن الزراعة، والظروف الجوية الصعبة ليس في سورية فحسب بل في العديد من دول العالم".

وتابع: "الظروف التي تعيشها سورية وخاصة منطقة شرق الفرات والتهديدات الأمنية المستمرة التي تتعرض لها كلها تدفع إلى تراجع الزراعة بشكل عام. الكثير من أبناء "شرق الفرات" يفكر في بيع أرضه لتأمين تكاليف الهجرة إلى خارج سورية".

المساهمون