روسيا تؤكد جاهزية موانئ ماريوبول وبيرديانسك لشحن الحبوب وتزيد صادراتها النفطية لآسيا

07 يونيو 2022
ملايين الأطنان من الحبوب عالقة في أوكرانيا بسبب الحرب (Getty)
+ الخط -

قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو اليوم الثلاثاء، إن ميناءي بيرديانسك وماريوبول الأوكرانيين، اللذين استولت عليهما القوات الروسية، جرى تطهيرهما من الألغام ليكونا جاهزين لاستئناف شحن الحبوب، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر لوكالة "رويترز" اتجاه موسكو لزيادة صادراتها النفطية لمشترين في آسيا لمواجهة العقوبات الأوروبية.

وأضاف شويجو في تصريحات بثها التلفزيون "تم الانتهاء من إزالة الألغام من ميناء ماريوبول. إنه يعمل بشكل طبيعي، وقد استقبل أولى سفن الشحن الخاصة به".

ووصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى تركيا مساء الثلاثاء لمناقشة إنشاء ممرات بحرية تسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
ومن المقرر أن يلتقي لافروف الأربعاء وزير الخارجية التركي مولود شاووش أوغلو.

اتهامات لروسيا بسرقة الحبوب الأوكرانية

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الاثنين، إن 20 إلى 25 مليون طن من الحبوب عالقة حالياً في أوكرانيا بسبب الحرب، وقد تزداد كميتها ثلاث مرات بحلول الخريف على ما أكد.
وأضاف "نحن بحاجة إلى ممرات بحرية ونناقش ذلك مع تركيا والمملكة المتحدة" وكذلك مع الأمم المتحدة.

وتعطلت الصادرات الزراعية من جنوب أوكرانيا منذ أن غزت روسيا الجمهورية السوفيتية السابقة في أواخر فبراير شباط، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الحبوب.

وتتهم أوكرانيا روسيا بسرقة إمدادات الحبوب الحيوية، وهي مزاعم وصفها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأنها "ذات مصداقية".

غير أن موسكو تقول إن العقوبات الغربية هي التي أفضت إلى هذا الوضع الذي يهدد بإحداث أزمة غذاء عالمية.

واعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس أيضا، أن التقارير التي تفيد بأن روسيا "تسرق" الحبوب الأوكرانية "موثوقة"، معتبرا أن هدفها من ذلك "بيعها للربح منها".
وأضاف بلينكن أن أزمة قطاع الحبوب "متعمدة"، متهماً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بممارسة "الابتزاز" في سبيل رفع العقوبات الدولية.
وأكد الوزير الأميركي أن موسكو بدأت أيضًا تحتفظ بصادراتها الغذائية بعدما فرضت "حصارًا بحريًا في البحر الأسود يمنع نقل المحاصيل الأوكرانية" حول العالم.

وتعمل الأمم المتحدة على وضع خطط مع كييف وموسكو بشأن كيفية استئناف تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية، مع احتمال أن تكون تركيا مستعدة لتوفير مرافقين بحريين لضمان مرور آمن خارج البحر الأسود.

ممر بري مع القرم

وقال شويجو أيضا اليوم الثلاثاء، إن القوات المسلحة الروسية أوجدت "الشروط اللازمة للاستئناف الكامل لحركة السكك الحديدية بين روسيا ودونباس وأوكرانيا وشبه جزيرة القرم"، وبدأت في تسليم البضائع إلى المدن الأوكرانية ماريوبول وبيرديانسك وخيرسون على امتداد 1200 كيلومتر من خطوط السكك الحديدية التي أُعيد فتحها.

وكان إنشاء ما يسمى "بالممر البري" بين روسيا وشبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو في 2014، جزءاً رئيسياً من استراتيجية روسيا منذ بدء هجومها.

زيادة الصادرات النفطية لآسيا

من جهة أخرى، قالت ثلاثة مصادر مطلعة لـ"رويترز" إن روسيا تزيد صادراتها النفطية من ميناء كوزمينو الرئيسي بشرق البلاد بنحو 20 بالمئة بهدف تلبية الطلب المتزايد من مشترين آسيويين وتعويض أثر عقوبات الاتحاد الأوروبي.
وقالت موسكو إنها تأمل في إعادة توجيه صادرات الطاقة من الغرب إلى آسيا، لكن القيام بذلك عبر رحلات الناقلات الطويلة من موانئ بحرية أوروبية مكلف ومعقد، فيما يتعلق بأمور منها الشحن، بسبب العقوبات الغربية جراء الصراع في أوكرانيا. 
وقالت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن شركة ترانسنفت التي تحتكر خطوط أنابيب النفط الروسية زادت بالفعل كمية النفط الخام التي يتم ضخها إلى كوزمينو ثم عبر خط أنابيب نفط شرق سيبيريا-المحيط الهادئ، وهو المسار الرئيسي لصادرات النفط الروسية إلى آسيا، بمقدار 70 ألف برميل يوميا باستخدام إضافات كيميائية لتسريع تدفق النفط.
وقالت المصادر إن موسكو تعتزم كذلك إرسال 80 ألف برميل يوميا إضافية من المزيج الذي يتم ضخه عبر خط أنابيب شرق سيبيريا عن طريق السكك الحديدية من ميجيت، وهو طريق كان يُستخدم في السابق لإرسال الإمدادات إلى كوزمينو والمصافي المحلية عندما كان خط الأنابيب في طور البناء.
وأضافت المصادر أن الإمدادات الإضافية ستسمح لميناء كوزمينو بزيادة الكمية الإجمالية إلى حوالي 900 ألف برميل يومياً للتحميل خلال الأشهر المقبلة من حوالي 750 ألف برميل يوميا حتى الآن هذا العام. وفي عام 2021، كان يتم ضخ حوالي 720 ألف برميل يوميا للتحميل في كوزمينو.

وقال اثنان من المصادر إن صادرات النفط عبر كوزمينو من المقرر أن تصل إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق عند حوالي 880 ألف برميل يوميا في يوليو/ تموز.
وأعلن الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي حظرا على النفط الروسي، قائلا إنه سيوقف 90 بالمئة من واردات النفط والمنتجات من روسيا بحلول نهاية العام الحالي.
وتشتري شركات في الصين، التي انتقدت مرارا العقوبات الغربية على موسكو، وفي الهند كميات أكبر من النفط الروسي منذ شهور وسط انخفاض في الأسعار.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون