أعلن البنك المركزي الروسي أنه خفض إلى النصف تقريباً حصة الدولار في احتياطياته من الذهب والنقد الأجنبي خلال 6 أشهر، فيما حمّل الاتحاد الأوروبي موسكو مسؤولية مفاقمة أزمة الغذاء في العالم من خلال حربها على أوكرانيا، لا سيما من خلال قصف مخازن القمح ومنع السفن من نقل الحبوب إلى الخارج.
وأدت العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا إلى حرمان موسكو من الوصول إلى 300 مليار دولار في احتياطياتها من الذهب والنقد الأجنبي البالغة 640 مليار دولار التي كانت لديها قبل العقوبات. وبلغت قيمة احتياطيات روسيا 606.5 مليارات دولار بحلول أول أبريل/نيسان.
وقال المركزي الروسي في تقرير سنوي اليوم الاثنين، من دون أن يذكر تفاصيل، إن لديه احتياطيات "كافية" من الذهب واليوان الصيني.
على صعيد آخر، قال بوريل في مؤتمر صحافي بعد ترؤسه اجتماعًا لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، إن الروس "يتسببون بنقص (الأغذية). يقصفون مدنًا أوكرانية ويتسببون بجوع في العالم. هم يتسببون بجوع في عالمنا".
وأضاف أن الجيش الروسي "يزرع القنابل في الحقول الأوكرانية فيما السفن الحربية الروسية حاصرت عشرات السفن المحملة بالقمح". وتابع "إنهم يقصفون ويدمرون مخازن القمح ويمنعون تصدير هذا القمح".
ورأى أنه فيما تسعى موسكو لتصوير العقوبات الغربية على أنها "مسؤولة عن ندرة السلع الغذائية وارتفاع الأسعار" فإن روسيا "تتسبب بجوع في العالم بمحاصرتها الموانئ، والقمح، وبتدمير مخازن القمح في أوكرانيا". وقال "كفوا عن إلقاء اللوم على العقوبات" مضيفاً "أن الجيش الروسي هو من يتسبب بندرة المواد الغذائية".
تأتي تصريحات بوريل عقب تحذير الأمم المتحدة الأسبوع الماضي من أن أسعار المواد الغذائية وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في آذار/مارس في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، الدولة المنتجة الكبيرة للمحاصيل الزراعية.
وقالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) إن تعطل الصادرات على خلفية غزو أوكرانيا في 24 فبراير/شباط معطوفاً على العقوبات الغربية على روسيا، أثارا مخاوف من أزمة جوع عالمية.
ونتيجة للنزاع في أوكرانيا، حذرت الفاو من أن المجاعة قد تتفاقم في مناطق الساحل وغرب إفريقيا، وهي مناطق تعتمد بشكل كبير على واردات الحبوب من روسيا وأوكرانيا، لتطاول 38.3 مليون شخص بحلول يونيو/حزيران ما لم يتم اتخاذ التدابير المناسبة، بحسب فرانس برس.
"سوسيتيه جنرال" الفرنسي يغادر روسيا
وقد أعلن بنك "سوسيتيه جنرال" أنه أنهى أنشطته الروسية، ما يجعله أول بنك غربي كبير يعلن انسحابه من روسيا بعد غزوها لأوكرانيا. كما يبيع سوسيتيه جنرال حصته بالكامل في روسبانك إلى شركة مرتبطة بثري روسي، الأمر الذي كلف البنك الفرنسي نحو 3 مليارات يورو (3.3 مليارات دولار)، بحسب أسوشييتد برس.
ويعتبر روسبانك من البنوك ذات الثقل الكبير في القطاع المصرفي الروسي، وكان سوسيتيه جنرال هو المساهم الأكبر فيه. وقال البنك في بيان إنه "بعد عدة أسابيع من العمل المكثف”، وقع اتفاقية مع صندوق الاستثمار الروسي إنتروس كابيتال لبيع كل حصته في روسبانك وكذلك شركات التأمين التابعة له في روسيا.
البنك الدولي يتوقع انكماش اقتصاد أوكرانيا 45%
هذا وتوقع البنك الدولي أن يشهد اقتصاد أوكرانيا انكماشاً بنسبة تبلغ 45% هذا العام، بسبب الغزو الروسي الذي عطل نصف النشاطات التجارية هناك وخنق حركة الصادرات والواردات وألحق أضراراً هائلة بالبنية التحتية.
وفي تقرير صدر الأحد، أوضح البنك الدولي الذي يقع مقره في واشنطن، أيضاً أن العقوبات غير المسبوقة التي فرضها الحلفاء الغربيون رداً على الحرب تغرق روسيا في حالة ركود عميق، وتختزل أكثر من 10% من نموها الاقتصادي، وفقاً لأسوشييتد برس.
كما ورد في التقرير أن النشاط الاقتصادي بات مستحيلاً في "مساحات شاسعة من المناطق" الأوكرانية بسبب تدمير البنية التحتية الإنتاجية مثل الطرق والجسور والموانئ ومسارات القطارات.
وبحسب التقرير، فإن أوكرانيا تلعب دوراً رئيسياً كمورد عالمي للصادرات الزراعية مثل القمح، لكن هذا بات محل شك الآن بعد أن تعطلت الزراعة والحصاد بسبب الحرب.
يشار إلى أن الحرب أغلقت مسار الدخول للبحر الأسود، أحد المسارات الرئيسية للصادرات، بما فيها 90% من شحنات الغلال الأوكرانية.