استمع إلى الملخص
- الإصلاح الضريبي يشمل توسيع حالات الإعفاءات الضريبية للعائلات التي تضم طفلين فأكثر، مما يتيح استرداد 7% من الضرائب المدفوعة إذا كان دخل الفرد لا يتجاوز 150% من الحد الأدنى للمعيشة.
- يهدف الإصلاح إلى توزيع أكثر عدالة للأعباء الضريبية وتقليص الفجوة الاجتماعية، مستندًا إلى توجيهات الرئيس بوتين لتحديث المنظومة المالية وتحقيق التنمية الإقليمية.
بدأت روسيا اعتبارا من العام الجديد 2025 تطبيق الضريبة التصاعدية على دخل الأفراد بنسب تتراوح بين 13 و22%. ويقسم الإصلاح الضريبي دافعي الضرائب إلى خمس فئات تضم أدناها من لا يزيد متوسط دخولهم الشهرية عن 200 ألف روبل (ألفي دولار تقريبا وفقا لسعر الصرف الحالي) وسيدفعون 13% من مداخيلهم. أما الفئة العليا التي ستطبق عليها ضريبة الدخل بنسبة 22%، فتضم من تزيد دخولهم المتوسطة عن 4.17 ملايين روبل (حوالي 40 ألف دولار) شهريا.
إلا أن تطبيق الضريبة التصاعدية سيقتصر على ذلك الجزء من الدخل الذي يفوق العتبة المحددة لكل فئة، مع الإبقاء على الضريبة بنسب 13 و15 و18 و20% على التوالي على أقسام الدخل دون العتبة التي تفصل بين الفئات، ما يعني أن ضريبة متدرجة بنسب متفاوتة ستتطبق على دخول نفس الفرد، وأن النسبة النهائية لن تصل إلى 22% بأي حال من الأحوال. واعتبارا من الشهر الحالي، سيبدأ أرباب العمل باقتطاع قيمة الضريبة من موظفيهم لتحويلها إلى خزينة الدولة مع تطبيق الحد الأدنى لها أولا، على أن تزداد تدريجيا في الأشهر التالية عندما يتجاوز مجموع دخول الفرد منذ بداية السنة عتبة القيمة السنوية للدخول المحددة لكل فئة من دافعي الضرائب.
وعلاوة على ذلك، يوسع الإصلاح حالات الإعفاءات الضريبية، إذ بات يمكن للعائلات التي تضم طفلين فأكثر استرداد 7% من قيمة الضرائب المدفوعة في العام التالي بالأثر الرجعي في حال كان متوسط دخل الفرد في العائلة لا يزيد عن 150% من المبلغ المحدد كالحد الأدنى للمعيشة في كل إقليم روسي، ما يعني أن النسبة النهائية لضريبة الدخل التي سيدفعها أفراد مثل هذه العائلات ستبلغ 6% فقط. وتشير تقديرات الحكومة الروسية إلى أن الضريبة التصاعدية ستنطبق على نحو مليوني فرد أو 3.2% فقط من الروس العاملين من أصحاب الدخول الكبيرة وفوق المتوسطة.
وبدأت السلطات الروسية العمل على إعداد الإصلاح الضريبي في أعقاب حديث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في رسالته إلى البرلمان الروسي في نهاية فبراير/ شباط الماضي، عن ضرورة توزيع أكثر عدالة للأعباء الضريبية بين الأفراد والشركات، مقترحا تحديث المنظومة المالية بما يوفر الموارد اللازمة للوفاء بالمهام الوطنية والبرامج الإقليمية، وتقليص حالة اللامساواة في المجتمع، والفجوة في تنمية مختلف الأقاليم.
وبعد تفكك الاتحاد السوفييتي في نهاية عام 1991، اعتمدت روسيا الضريبة التصاعدية على دخول الأفراد خلال الفترة من عام 1992 إلى عام 2001، وكانت تتراوح بين 12 و35%. ثم اعتمدت السلطات العمل بالضريبة النسبية الثابتة بنسبة 13% لمدة عقدين تقريبا. وبموازاة توسع رقعة انتشار جائحة كورونا في عام 2020، أعلن بوتين عن العودة الجزئية إلى العمل بالضريبة التصاعدية اعتبارا من عام 2021، من جهة رفع ضريبة الدخل إلى 15% في حال فاق دخل الفرد السنوي 5 ملايين روبل (نحو 50 ألف دولار)، قبل أن يتقرر توسيع فئات دافعي الضرائب اعتبارا من العام الحالي.