روسيا تصدر الغاز عبر أوكرانيا... والعين على الممر الشمالي

24 يونيو 2024
محطة طاقة روسية، 30 نوفمبر 2021 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- استقرار ترانزيت الغاز الروسي عبر أوكرانيا بمعدل 42.4 مليون متر مكعب يوميًا، رغم توقف استقبال الغاز عبر محطة "سوخرانوفكا" وتفجير "السيل الشمالي".
- تراجع ترانزيت الغاز عبر أوكرانيا بنسبة 28.5% في 2023، مع توجه روسيا لاستخدام الممر البحري الشمالي كبديل استراتيجي لقناة السويس لنقل الغاز إلى آسيا.
- تجاوزت واردات أوروبا من الغاز الروسي الإمدادات الأمريكية في مايو 2023، مما يعكس استمرارية دور روسيا كمورد رئيسي للغاز لأوروبا رغم العقوبات والتحديات الجيوسياسية.

على الرغم من استمرار الحرب المفتوحة بين روسيا وأوكرانيا منذ أكثر من عامين، واقتراب موعد انتهاء سريان عقد ترانزيت (عبور) الغاز الروسي عبر الأراضي الأوكرانية في نهاية العام الحالي، إلا أن الكميات التي يطلب عملاق الغاز الروسي "غازبروم" ضخها عبر منظومة نقل الغاز الأوكرانية تشهد استقراراً لافتاً.

وتظهر أرقام شركة "غازبروم" المحتكرة تصدير الغاز عبر الأنابيب من روسيا أن الكميات المطلوب ترانزيتها ظلت على مدى آخر أسبوعين مستقرة، وبلغت نحو 42.4 مليون متر مكعب يومياً. وقالت شركة إنتاج الغاز الروسية إنها نقلت 42.2 مليون متر مكعب من الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا أمس الأحد، مقارنة مع 42.4 مليون متر مكعب يوم السبت.

وكانت أوكرانيا قد توقفت في مايو/أيار الماضي عن استقبال غاز الترانزيت عبر محطة "سوخرانوفكا" بحجة نشوب ظروف قهرية، مقترحة تحويل كميات الترانزيت كلها إلى محطة "سودجا".

وفي سبتمبر/أيلول 2022، توقف ضخ الغاز الروسي إلى أوروبا بشكل كامل عبر خط الأنابيب الرئيسي "السيل الشمالي" الممتد عبر قاع بحر البلطيق بعد واقعة تفجيره، ما اضطر موسكو لمواصلة اعتمادها على أوكرانيا بصفتها بلد الترانزيت.

وفي عام 2022 أيضاً، توقف ترانزيت الغاز الروسي عبر بولندا إلى ألمانيا بواسطة خط أنابيب "يامال - أوروبا" الذي كانت تمر به 15% من صادرات "غازبروم" إلى أوروبا وتركيا، وذلك بعد فرض العقوبات الروسية الجوابية بحق الشركة المالكة الشق البولندي من خط الأنابيب.

تراجع ترانزيت الغاز من روسيا

وتشير بيانات الشركة المشغلة منظومة نقل الغاز الأوكرانية إلى أن ترانزيت الغاز الروسي عبر أوكرانيا تراجع بنسبة 28.5% من 20.5 مليار متر مكعب في عام 2022 إلى 14.65 ملياراً في عام 2023. ودشنت "نوفاتيك"، ثاني أكبر شركة غاز روسية، موسم الملاحة الصيفية عبر الممر البحري الشمالي، الذي من المنتظر أن ينافس قناة السويس بكونه شرياناً تجارياً عالمياً لنقل الشحن من أوروبا إلى آسيا، في حال استمرت ظاهرة الاحتباس الحراري بوتيرتها الحالية.

وتظهر بيانات لمنظومة "غورادار" المعنية برصد حركة السفن، أوردتها صحيفة "آر بي كا" الروسية الأحد، أن "نوفاتيك" أرسلت أول دفعة من الغاز الطبيعي المسال عبر المسار الأركتيكي منذ بداية العام. وبذلك تُنقل أول شحنة صيفية من الغاز المسال بواسطة ناقلة Arc7 Eduard Toll من الفئة الجليدية والتابعة لمشروع "يامال - الغاز الطبيعي المسال"، إذ تشير بيانات المنظومة إلى أن ناقلة الغاز غادرت ميناء سابيتا الشمالي الروسي أول من أمس السبت.

وكانت الأسواق تترقب بدء الملاحة الصيفية عبر الممر البحري الشمالي حتى يفسح أمام "نوفاتيك" الطريق لبدء الإمدادات من مشروع "أركتيك - الغاز الطبيعي المسال 2" الواقع بالقرب من مشروع "يامال" والخاضع لعقوبات أميركية. ويعد الممر البحري الشمالي الذي يربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ عبر منطقة القطب الشمالي حلقة وصل بين روسيا وبلدان جنوب شرق آسيا واليابان والصين وغيرها من الدول، وهو بالتالي من الشرايين البحرية الشمالية التي تزداد أهمية مع استمرار الاحتباس الحراري وذوبان الثلوج.

ومع ذلك، تواجه روسيا تحدي بناء مئات من الناقلات من الفئة الجليدية لنقل النفط والغاز من الحقول المزمع استثمارها في منطقة القطب الشمالي إلى الأسواق الخارجية في السنوات والعقود المقبلة. وتجاوزت واردات أوروبا من الغاز الطبيعي من روسيا الإمدادات المقدمة للقارة العجوز من الولايات المتحدة في شهر مايو/ أيار وللمرة الأولى منذ ما يقرب من عامين، على الرغم من الجهود التي بذلتها المنطقة لإبعاد موسكو عن تزويد أوروبا بالغاز بعد الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، وفقاً لما نقلته صحيفة فاينانشال تايمز الأسبوع الماضي.

في أعقاب الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، خفضت موسكو تزويد أوروبا بالغاز عبر خطوط الأنابيب، وكثفت المنطقة وارداتها من الغاز الطبيعي المسال، الذي يُشحن على متن سفن متخصصة، مع دخول الولايات المتحدة مزوداً رئيسياً لشحنات الغاز إلى القارة الأوروبية.

وتفوقت الولايات المتحدة على روسيا مورداً للغاز إلى أوروبا اعتباراً من سبتمبر/أيلول 2022، وأصبحت منذ عام 2023 توفّر نحو خمس إمدادات المنطقة. ولكن الشهر الماضي، شكلت شحنات الغاز والغاز الطبيعي المسال عبر الأنابيب الروسية 15% من إجمالي الإمدادات إلى الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وسويسرا وصربيا والبوسنة والهرسك ومقدونيا الشمالية.

المساهمون