روسيا تستخدم ناقلات هندية وصينية وتتخطى عقوبات "السقف السعري"

25 سبتمبر 2023
الشركات الروسية تستخدم عدة حيل لتفادي العقوبات الغربية (Getty)
+ الخط -

توقعت تقارير غربية، اليوم الاثنين، أن تحقق روسيا إيرادات أعلى من صادرات النفط هذا العام، على الرغم من الحد الأقصى للسقف السعري الذي فرضته عليها مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي رداً على غزو أوكرانيا.

ويظهر تحليل بيانات الشحن التي استشهدت بها صحيفة "فينانشيال تايمز" اليوم، أن روسيا تشحن الآن ثلاثة أرباع نفطها إلى الخارج دون تأمين غربي، وهي إحدى الأدوات التي استخدمتها مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي لفرض سقف لا يتعدى 60 دولارًا للبرميل.

كما يقول التقرير إن الأسعار آخذة في الارتفاع والخام الروسي ليس استثناءً. ويتم تداول خام الأورال حالياً بسعر يقارب 79 دولارًا للبرميل، كما يتم تداول خام "أسبو"، مزيج الشرق الأقصى، بأكثر من 88 دولاراً للبرميل.

وفي ربيع هذا العام، أشارت صحيفة "فاينانشيال تايمز"، نقلاً عن بيانات شركة كبلر الأميركية، إلى أن روسيا كانت تنقل نصف صادراتها من النفط دون تأمين غربي، مما يشير إلى أن "موسكو أصبحت أكثر مهارة في تخطي عقوبات السقف السعري الذي تفرضه مجموعة السبع وأوروبا على الطاقة".

وتأتي هذه الأسعار المرتفعة للخامات الروسية وسط تأكيدات متكررة من وزارة الخزانة الأميركية بأن الحد الأقصى للسقف السعري "كان يعمل على النحو المنشود".

وكان نائب وزير الخزانة الأميركي، والي أدييمو، قد قال في يونيو/حزيران الماضي: "في ستة أشهر فقط، ساهم الحد الأقصى للسقف السعري للخامات الروسية في انخفاض كبير في الإيرادات الروسية، وساهم في إحداث منعطف رئيسي في الحرب".

وفي أغسطس/آب الماضي، قال القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية للسياسة الاقتصادية الأميركية، إريك فان نوستراند، إنه "واثق من أن السقف السعري يحقق هدفيه المزدوجين المتمثلين في تقييد الإيرادات الروسية والمساعدة في استقرار أسواق الطاقة".

ونقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" عن كلية كييف للاقتصاد تقديراتها بأن روسيا ستشهد ارتفاع عائداتها من صادرات النفط بمقدار 15 مليار دولار هذا العام، بفضل التحايل على سقف الأسعار الذي حددته مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي.

وقال منتقدو الحد الأقصى للسعر منذ البداية إن تطبيقه سيكون تحدياً للدول الغربية، في حين أن التحايل عليه سيكون سهلاً نسبياً بالنسبة للشركات الروسية.

وفي الواقع، تدخلت شركات التأمين الروسية والصينية والهندية لتحل محل شركات التأمين الغربية الكبرى في نقل النفط الروسي، وجرى بناء ما تسميه وسائل الإعلام "الأسطول المظلم" من الناقلات لشحن الخام الروسي حول العالم دون مشاركة الشركات الغربية.

لكن على الرغم من كل ذلك، كان لنظام العقوبات تأثير كبير منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث كلف روسيا ما يقدر بنحو 100 مليار دولار من صادرات النفط منذ فبراير/ شباط 2022، حسب تقارير غربية، لكن المشاكل التي تواجه صناعة النفط في روسيا تتجاوز مجرد تحديات التصدير، حيث أجبر النقص المحلي في وقود الديزل الكرملين على تقييد تصدير الوقود من البلاد.

المساهمون