في نبأ مقلق للأسواق العالمية لناحية كفاية الإمدادات الغذائية، نقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء، اليوم الجمعة، عن رئيسة مجلس الاتحاد (المجلس الأعلى في البرلمان الروسي) فالنتينا ماتفيينكو، أن تمديد اتفاق نقل الحبوب عبر البحر الأسود وفقا للشروط الراهنة "مستحيل".
وعلى هامش منتدى اقتصادي في سان بطرسبرغ، قالت ماتفيينكو: "صبرنا نفد"، مكررة بذلك تصريحات سابقة للرئيس فلاديمير بوتين ومسؤولين روس كبار آخرين. لكنها قالت أيضا إن من المهم تجنب مفاقمة أزمة الغذاء في البلدان الأكثر فقرا. ويتيح اتفاق البحر الأسود التصدير الآمن للحبوب وغيرها من المنتجات من الموانئ الأوكرانية.
وتأتي تصريحات ماتفيينكو بعدما قال الكرملين، أمس الخميس، إنه لا يرى أي آفاق إيجابية في ما يتعلق بتجديد اتفاق تصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود، لأن بنود الاتفاق ذات الصلة بروسيا لم تتحقق بعد، لكنه أوضح أنه لم يتخذ قرارا نهائيا بعد بهذا الشأن.
وتوسطت الأمم المتحدة وتركيا في يوليو/تموز من العام الماضي في الاتفاق، الذي يسمح لأوكرانيا باستئناف تصدير الحبوب المنقولة بحرا، للمساعدة في معالجة أزمة غذاء عالمية، قالت الأمم المتحدة إنها تفاقمت بسبب أكثر الصراعات دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
ووافقت موسكو على مضض على تمديد الاتفاق، المعروف لدى الدبلوماسيين باسم مبادرة تصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود، حتى 17 يوليو، بشرط أن تتلقى أيضا مساعدة في تصدير منتجاتها من المواد الغذائية والأسمدة، لكن الكرملين قال أمس إنه لم يتيسر شيء.
المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قال للصحافيين إن "العمل متواصل لكننا، بكل صراحة، لا نرى أي آفاق إيجابية تُذكر. كل ما تم الاتفاق عليه بخصوصنا لم يتحقق"، مضيفا: "لكن دعونا لا نستبق الأحداث، الوضع واضح جدا وشفاف. هناك اتفاق والاتفاق يتعلق دائما بطرفين أو أكثر".
بوتين سيناقش مستقبل اتفاق الحبوب مع زعماء أفارقة في روسيا يوم 17 يونيو/ حزيران
وأردف أن "الجانب الروسي وفى بوضوح بالتزاماته، والآلية التي وُضعت لا تزال تعمل. لكن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر لأجل غير مسمى"، قائلا إن قرارا سيُتخذ بما يتماشى مع موعد انتهاء العمل بالاتفاق الحالي وسيُعلن في الوقت المناسب.
واتهم الرئيس فلاديمير بوتين، يوم الثلاثاء، الغرب بـ"خداع" موسكو بعدم الوفاء بوعوده بشأن المساعدة في إيصال المنتجات الزراعية الروسية إلى الأسواق العالمية.
وفرضت القوى الغربية عقوبات صارمة على روسيا في أعقاب إرسالها عشرات الآلاف من أفراد قواتها إلى أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022. وترى روسيا أن القيود التي يفرضها الغرب على المدفوعات والخدمات اللوجستية والتأمين تشكل عوائق أمام صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة التي لا تخضع لعقوبات.
وأفادت وكالة أنباء "إنترفاكس"، الأربعاء، بأن بوتين سيناقش مستقبل اتفاق الحبوب مع زعماء أفارقة في روسيا يوم 17 يونيو/ حزيران، بعدما قال، يوم الثلاثاء، إن موسكو مستعدة لتقديم الحبوب مجانا إلى دول العالم الأشد فقرا.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
