أعلنت روسيا، اليوم الأربعاء، استئناف مشاركتها فى الاتفاق المتعلّق بتصدير الحبوب الأوكرانية بعد تلقي "ضمانات خطية" من أوكرانيا حول نزع السلاح في الممر المستخدم لعبورها.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: "بفضل مشاركة المنظمة العالمية ومساهمة تركيا، تسنى الحصول على الضمانات الخطية اللازمة من جانب أوكرانيا بعدم استخدام الممر الإنساني والموانئ الأوكرانية المحددة لإخراج المنتجات الزراعية لإجراء أعمال القتال ضد روسيا. وتم تحويلها (أي الضمانات) إلى المركز التنسيقي في 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2022".
وتلقت وزارة الدفاع أيضا تأكيدات من الجانب الأوكراني، بأن "الممر الإنساني البحري لن يستخدم إلا وفقاً لأحكام "مبادرة البحر الأسود" والمركز التنسيقي المشترك".
وأضاف البيان: "تعتبر روسيا الاتحادية أن الضمانات التي تم الحصول عليها حتى الآن، كافية وتستأنف تحقيق الاتفاق".
وعلّقت روسيا مشاركتها في الاتفاق، مطلع الأسبوع، قائلة إنها لا تستطيع ضمان سلامة السفن المدنية التي تعبر البحر الأسود بسبب هجوم على أسطولها هناك.
من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنّ روسيا ستستأنف، اليوم الأربعاء، المشاركة في الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة لتصدير الحبوب عبر البحر الأسود.
وأضاف، في كلمة أمام البرلمان، أنّ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أبلغ نظيره التركي خلوصي أكار بأنّ الاتفاق سيستأنف اليوم.
وكانت مصادر من حزب "العدالة والتنمية" الحاكم قد أكدت، أمس الثلاثاء، لـ"العربي الجديد"، نجاح ما وصفته تصميم أنقرة على ثني موسكو عن قرار التعليق، وتلقي وزير الدفاع التركي أكار "وعداً من نظيره الروسي" على العودة عن قرار التعليق وبدء تصدير القمح بشرط عدم تهديد أسطول موسكو البحري وعدم استخدام الممر البحري لأغراض عسكرية.
وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الثلاثاء، إنّ روسيا لم تعلن أو تنهِ وقف المشاركة في اتفاق تصدير الحبوب "بل تم تعليق الاتفاقية" بسبب المخاطر على الأسطول الروسي بالبحر الأسود و"استخدام أوكرانيا ممر مبادرة الحبوب لخوض أعمال قتالية".
انخفاض صادرات أوكرانيا
في السياق، أظهرت بيانات لوزارة الزراعة الأوكرانية، اليوم الأربعاء، أنّ صادرات البلاد من الحبوب تراجعت على أساس سنوي منذ بداية موسم 2022/ 2023، وحتى الآن إلى ما يقرب من 13.4 مليون طن مقابل 19.7 مليوناً في الفترة المقابلة من الموسم السابق.
وانخفضت صادرات البلاد من الحبوب منذ انطلاق الغزو الروسي، في فبراير/ شباط، وأدى إغلاق موانئها على البحر الأسود إلى ارتفاع أسعار الغذاء حول العالم، وأثار مخاوف من حدوث شح في الإمدادات في أفريقيا والشرق الأوسط.
وفُتحت ثلاثة موانئ على البحر الأسود، في نهاية يوليو/ تموز، بموجب اتفاق بين موسكو وكييف بوساطة من الأمم المتحدة وتركيا.
وتظهر بيانات الوزارة الأوكرانية وفقا لوكالة "رويترز" أن الصادرات منذ بداية الموسم الحالي، الذي بدأ في يوليو/ تموز 2022، وينتهي في يونيو/ حزيران 2023، تضمنت 5.1 ملايين طن من القمح، و7.1 ملايين طن من الذرة، و1.1 مليون طن من الشعير.
وتقول الحكومة إنّ أوكرانيا يمكن أن تحصد ما بين 50 و52 مليون طن من الحبوب هذا العام، انخفاضاً من 86 مليوناً في 2021 بسبب سيطرة القوات الروسية على أجزاء من الأراضي وتراجع إنتاجية المحاصيل.