وصلت إلى ميناء بورتسودان، أمس الأحد، سفينة روسية تحمل 20 ألف طن من القمح للحكومة السودانية.
وتعد الشحنة إيفاءً بوعود سابقة من الحكومة الروسية بمنحة قمح للحكومة الانتقالية في السودان، وكان في استقبالها قنصل الجمهورية الروسية في الخرطوم جيورجي أمبارتسوميان، ووالي البحر الأحمر فتح الله الحاج، ومفوض العون الإنساني نجم الدين موسى.
وقال الناطق الرسمي باسم تجمع أصحاب المخابز السودانية، عصام الدين عكاشة، لـ"العربي الجديد" إن هذه الشحنة من القمح تكفي احتياج المخابز ليومين فقط، لافتا إلى توقف شركات المطاحن عن توزيع الطحين للمخابز بسبب ارتفاع أسعار القمح عالميا إلى 344 يورو للطن.
وتوقع حدوث أزمة خانقه في الطحين ما سيقفز بسعر الجوال إلى 22 ألف جنيه (الدولار = 446 جنيها سودانيا) في حال استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وهما من أكبر الدول المنتجة والمصدرة للقمح عالميا. وقال عكاشة إن وصول شحنة القمح الروسي في هذا التوقيت والذي تشتد فيه الحرب بين روسيا وأوكرانيا يؤكد نجاح زيارة نائب المجلس السيادي محمد حمدان دقلو الأخيرة إلى روسيا في الوصول إلى تفاهمات مع الجانب الروسي تقود لفوائد اقتصادية قادمة.
من جانبه، قال المحلل إبراهيم أونور لـ"العربي الجديد" إن منحة القمح رغم قلتها، إلا أنها ترسل إشارات حسن نوايا من الحكومة الروسية للسلطات السودانية، مستبعدا أن تكون نتاجا لاتفاق سياسي بين نائب الرئيس حميدتي والحكومة الروسية. وقال أونور إن هذه الشحنة تسهم جزئيا في حل أزمة طحين الخبز في البلاد.
وتشهد أسعار الخبز في السودان زيادات مطردة عقب تحريره مؤخرا، حيث قفزت أسعاره من 30 إلى 40 -50 جنيها للقطعة لأسباب عزاها أصحاب المخابز إلى الحرب بين روسيا وأوكرانيا والتي تؤثر على انسياب الطحين للدول العربية والأفريقية.
في المقابل، قال أستاذ الاقتصاد بجامعة الخرطوم، عبد الرحمن الدومة، لـ"العربي الجديد" إن هذه المنحة لا تساوي شيئاً مقارنة بالمنحة الأميركية البالغة 400 ألف طن من القمح، ومقارنة بما تم نهبه من الذهب السوداني من قبل روسيا والذي يصل إلى 22 طناً.
قال المحلل إبراهيم أونور لـ"العربي الجديد" إن منحة القمح رغم قلتها، إلا أنها ترسل إشارات حسن نوايا من الحكومة الروسية للسلطات السودانية
وقال إن ما أرسلته روسيا من القمح يعادل قيمة نصف كيلو ذهب فقط، ولا يحل مشكلة نقص الطحين التي يعاني منها السودان. ووصفها بأنها ذر للرماد في العيون ومن يستلمها مشكوك في ذمته.
من جانبها، أكدت مصادر سودانية، رفضت ذكر اسمها، لـ"العربي الجديد" أن كمية القمح الروسي أقل من الكمية المعلنة، وجاءت في إطار مساعدات إنسانية وعدت بها روسيا الحكومة السودانية في وقت سابق.
ويفاقم ارتفاع أسعار القمح والخبز من أزمات السودانيين المعيشية، إذ أوضحت دراسة سابقة أجراها المجلس الأعلى للأجور أن ما يتقاضاه العاملون في الدولة لا يغطي 20 في المائة من تكاليف المعيشة. وحسب بيانات رسمية، سجل معدل التضخم في السودان انخفاضاً خلال شهر سبتمبر/أيلول الماضي، إلى 365.82 بالمائة، مقارنة بـ 387.56 بالمائة في شهر أغسطس/ آب الماضي.