أعلنت مجموعة "غازبروم" الروسية العملاقة الثلاثاء، خفض شحناتها من الغاز إلى ألمانيا عبر خط أنابيب "نورد ستريم" بأكثر من 40 في المئة يومياً، نظراً لعدم تسلّمها المعدات الضرورية من شركة "سيمنز" الألمانية.
وقالت المجموعة الروسية في بيان نشرته على "تيليغرام": "لا يمكن ضمان شحنات الغاز بواسطة خط أنابيب نورد ستريم إلا بما تصل كميته إلى 100 مليون متر مكعّب من الغاز يوميا بدلا من 167 مليون متر مكعّب يوميا كما كان مخططا".
ومن بين الأسباب، عدم توافر ضواغط من شركة سيمنز إذ "لا يمكن في الوقت الحالي استخدام سوى ثلاث وحدات لضغط الغاز" في محطة الضغط "بورتوفايا" بالقرب من فيبورغ (شمال غرب روسيا)، حيث يجري تزويد خط "نورد ستريم".
وفي اتصال مع وكالة "فرانس برس"، لم تشأ سيمنز "الإدلاء بتعليق في الوقت الراهن" حول هذه المسألة، لكنها أوضحت أنها "تقوم باستيضاح الوضع، وما إذا كان هذا يعني شركتنا وبأي طريقة".
ورغم تراجع هذا التسليم، أكدت الحكومة الألمانية الثلاثاء، أن "أمن الإمدادات لا يزال مضمونا" للبلاد بحسب ناطق باسم وزارة الاقتصاد.
— Gazprom (@GazpromEN) June 14, 2022
ورغم الاجتياح العسكري في أوكرانيا، لا تزال البلاد تستورد حوالى 35% من الغاز من روسيا، رغم أن هذه النسبة كانت 55% قبل شباط/فبراير.
ويزود خط الأنابيب ألمانيا بالغاز الروسي عبر بحر البلطيق، من خلال قسمين يبلغ طول كل منهما 1224 كلم، وهو قيد الخدمة منذ عام 2012 بعدما كلف حوالى 7,4 مليار يورو من الاستثمارات.
ويعد المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر أحد عرابي هذا المشروع، خط الأنابيب الوحيد الذي يربط مباشرة ألمانيا بروسيا من دون المرور عبر دولة أخرى.
وبحسب معطيات شركة استغلال الأنبوب، فإنه تم تصدير 59,2 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي من روسيا نحو أوروبا عبر نوردستريم في 2021.
ويثير خط أنابيب الغاز الثاني لهذا النظام "نورد ستريم 2" الذي ولد ميتًا، الجدل في أوروبا. وقد تم الانتهاء من بنائه، ولكنه كان ينتظر موافقة الهيئة الناظمة الألمانية للبدء في تشغيله، قبل أن يؤدي الهجوم الروسي على أوكرانيا إلى وقفه.
مواجهة الابتزاز الروسي
في السياق، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الثلاثاء أن الاتحاد الأوروبي يريد "تعزيز" تعاونه في مجال الطاقة مع إسرائيل ردا على "ابتزاز" روسيا التي قطعت إمدادات الغاز عن دول أوروبية "انتقاما" لدعمها أوكرانيا.
جاءت تصريحاتها في الوقت الذي أكد فيه رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي الذي يزور إسرائيل أيضًا، على العمل المشترك مع إسرائيل لكي تستغني بلاده عن الغاز الروسي.
وقالت في خطاب ألقته في جامعة بن غوريون في النقب ، إن "الكرملين استخدم اعتمادنا على الوقود الأحفوري الروسي لابتزازنا". وأضافت أنه "منذ بداية الحرب (في أوكرانيا) قطعت روسيا عمدا إمداداتها من الغاز إلى بولندا وبلغاريا وفنلندا والشركات الهولندية والشركات الدنماركية ردًا على دعمنا أوكرانيا".
وتابعت أن "سلوك الكرملين لا يؤدي إلا إلى تقوية عزمنا على التخلص من اعتمادنا على الوقود الأحفوري الروسي. على سبيل المثال، نستكشف الآن طرقًا لتكثيف تعاوننا في مجال الطاقة مع إسرائيل". وأشارت إلى أن "أطول وأعمق كابل طاقة تحت الماء في العالم يربط بين إسرائيل وقبرص واليونان... والثاني هو خط أنابيب غاز وهيدروجين نظيف في شرق البحر الأبيض المتوسط".
وتتراجع صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا بشكل مستمر منذ بدء العقوبات ضد موسكو بسبب تدخلها العسكري في أوكرانيا، كما أوقفت شركة غازبروم تسليم الغاز للعديد من العملاء الأوروبيين الذين رفضوا الدفع بالروبل.
وطالبت موسكو العملاء من "الدول غير الصديقة"- وبينها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بدفع ثمن الغاز بالروبل تحت طائلة حرمانهم من الإمدادات، ردّاً على العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير، وذلك رغم العقود المبرمة والتي تنص على التسديد باليورو أو بالدولار، بينما رفض عدد من العملاء الأوروبيين التسديد بالعملة الروسية.
(فرانس برس، العربي الجديد)