سبّب غزو أوكرانيا نزوحاً جماعياً للشركات من روسيا، ما عكس ثلاثة عقود من الاستثمار من قبل الشركات الغربية وغيرها من الشركات الأجنبية هناك، في أعقاب انهيار الاتحاد السوفييتي.
قائمة أولئك الذين قطعوا العلاقات أو يراجعون عملياتهم تتزايد كل ساعة مع تشديد الحكومات في جميع أنحاء العالم، العقوبات على روسيا، وإغلاق المجال الجوي أمام طائراتها، وعزل بعض البنوك الروسية عن نظام "سويفت".
مع انخفاض الروبل، وحظر الولايات المتحدة التعاملات مع البنك المركزي الروسي، أصبح العمل في روسيا مشكلة عميقة. خلصت بعض الشركات إلى أنّ المخاطر، سواء المتعلقّة بالسمعة أو المالية، أكبر من أن تستمر في السوق.
"العربي الجديد" جمع لوائح الشركات الكبرى التي أعلنت خروجها من السوق الروسية أو مراجعة عملياتها، من خلال الأخبار الواردة في الوكالات الدولية، وعلى مواقع الشركات، وفي تقارير "سي أن أن" و"بلومبيرغ".
من السيارات إلى الطائرات
أعلنت شركة "فولكس فاغن" الألمانية وقفاً مؤقتاً لتسليم السيارات لروسيا، فيما أكدت شركة "فورد" الأميركية، الثلاثاء، تعليق عملياتها في روسيا. تمتلك "فورد" حصة 50% في شركة "فورد - سوليرس"، وهو مشروع مشترك يوظف 4000 شخص على الأقل، وتجري مشاركته مع شركة "سوليرس" الروسية.
وكانت "فورد" قد قالت، في وقت سابق الثلاثاء، إنها "قلقة للغاية بشأن الوضع في أوكرانيا"، لكنها لم تصل إلى حد وقف العمليات في المدن الروسية الثلاث حيث توجد مصانع للشركة: سانت بطرسبرغ وإيلابوغا ونابريغني تشيلني.
وقالت شركة "جنرال موتورز" الأميركية متعددة الجنسيات، يوم الجمعة، إنها أوقفت جميع الصادرات إلى روسيا "حتى إشعار آخر".
ليس لدى "جنرال موتورز" وجود كبير هناك: فهي تبيع فقط حوالى 3000 مركبة سنوياً من خلال 16 موقعاً للتجار، وفقاً لمتحدث رسمي.
كذا، قالت شركة "دايملر تراك" الألمانية، أحد أكبر مصنّعي المركبات التجارية في العالم، إنها ستوقف أنشطتها التجارية في روسيا حتى إشعار آخر.
والشركة أوقفت جميع أشكال التعاون مع شريك المشروع المحلي المشترك، أي شركة صناعة السيارات الروسية "كاماز".
كذلك أعلنت كل من "فولفو كار آي بي" السويدية و"فولفو آي بي" توقف المبيعات والإنتاج في روسيا.
وقالت شركة "هارلي ديفيدسون" الأميركية إنها علّقت أعمالها في روسيا، التي شكلت مع بقية أوروبا والشرق الأوسط 31% من مبيعات الدراجات النارية العام الماضي.
وأوقفت شركة "جاكوار لاند روفر أوتوموتيف"، المملوكة لشركة "تاتا موتورز" الهندية المحدودة، تسليم سياراتها الفاخرة لروسيا.
انضمت أكبر شركات صناعة السيارات اليابانية إلى موجة الانسحابات، حيث قالت شركة "تويوتا" إنها ستوقف الإنتاج في مصنعها في سانت بطرسبرغ اعتباراً من 4 مارس/ آذار، وستوقف شحنات السيارات إلى روسيا.
وستوقف شركة "هوندا موتور" تصدير السيارات والدراجات النارية إلى موسكو كذلك. وذكرت صحيفة "نيكي" أنّ شركة "مازدا موتور" ستعلّق أيضاً شحنات قطع الغيار إلى مصنع في روسيا.
الطيران والشحن
أوقفت شركة "ميرسك" حجوزات الشحن مع روسيا. وقالت الشركة التي يقع مقرّها في الدنمارك، في بيان: "نظراً لأنّ استقرار عملياتنا وسلامتها يتأثران بالفعل بشكل مباشر وغير مباشر بالعقوبات، ستُعلَّق حجوزات ميرسك الجديدة من روسيا وإليها مؤقتاً، باستثناء المواد الغذائية والإمدادات الطبية والإنسانية".
اتبعت "إيرباص" شركة "بوينغ"، وقالت الشركة المصنعة للطائرة في بيان إنها "علقت خدمات الدعم لشركات الطيران الروسية وكذلك توريد قطع غيار للبلاد"
كذا فعلت شركة "إم إس سي" السويسرية، معلنة تعليق عملها الذي سيشمل "جميع مناطق الوصول، بما في ذلك البلطيق والبحر الأسود والشرق الأقصى إلى روسيا".
وفي مجال الطيران، قالت "بوينغ" الأميركية متعددة الجنسيات، يوم الثلاثاء إنها ستعلق دعمها لشركات الطيران الروسية. وأكد متحدث باسم الشركة أنها أوقفت مؤقتاً إمدادات "قطع الغيار والصيانة وخدمات الدعم الفني لشركات الطيران الروسية"، و"علّقت أيضاً العمليات الرئيسية في موسكو، وأغلقت مكتبنا مؤقتاً في كييف".
اتبعت شركة "إيرباص" الأوروبية، ومقرها في تولوز بفرنسا، شركة "بوينغ" بخطوة مماثلة، يوم الأربعاء. وقالت الشركة المصنعة للطائرات، في بيان، إنها "علّقت خدمات الدعم لشركات الطيران الروسية وكذلك توريد قطع غيار للبلاد".
شركات الطاقة
صرّحت شركة "بريتيش بتروليوم" البريطانية، يوم الأحد، بأنّها تخطط للتخلّي عن حصتها البالغة 19.75% في أكبر شركة نفط روسية، "روسنفت"، وهي خطوة قد تؤدي إلى شطب 25 مليار دولار. وتعتبر هذه الشركة من أكبر الشركات الأجنبية المستثمرة في موسكو.
وأعلنت شركة "إيكينور" النرويجية للنفط والغاز، يوم الاثنين، أنها ستبدأ أيضاً في الخروج من مشاريعها المشتركة في روسيا. وقالت الشركة إنّ لديها استثمارات طويلة الأجل بقيمة 1.2 مليار دولار في روسيا بنهاية عام 2021. وتعمل في روسيا منذ أكثر من 30 عاماً، ولديها اتفاقية تعاون مع "روسنفت".
تعهدت "إكسون موبيل" الأميركية متعددة الجنسيات، يوم الثلاثاء، بترك آخر مشروع باقٍ للنفط والغاز في روسيا وعدم الاستثمار في التطويرات الجديدة في البلاد.
يُعَدّ مشروع "سخالين 1" "أحد أكبر الاستثمارات الدولية المباشرة في روسيا"، وفقاً لموقع المشروع على الإنترنت. تمتلك شركة تابعة لـ"إكسون موبيل" حصة 30%، بينما تمتلك "روسنفت" أيضاً حصة. من خلال الانسحاب من هذا المشروع، ستنهي الشركة أكثر من ربع قرن من الوجود التجاري المستمر في روسيا.
تخرج "شل" البريطانية والهولندية الأصل والمتعددة الجنسيات أيضاً من روسيا، وتتخلى عن مشاريعها المشتركة مع "غازبروم"الروسية، بما في ذلك مشاركتها في خط أنابيب الغاز الطبيعي "نورد ستريم 2" المحتضر، وكذا منشأة الغاز الطبيعي المسال "سخالين 2".
وقالت شركة النفط إنها ستتخلى عن حصتها في مشروع لتطوير الحقول في غرب سيبيريا ومشروع استكشاف في شبه جزيرة جيدان في شمال غرب سيبيريا. وتمتلك "شل" 50% من شركة "سلايم بتروليوم" الروسية، التي حققت العام الماضي 700 مليون دولار من الأرباح المعدلة.
كذلك أدانت شركة "توتال إنيريجي"، يوم الثلاثاء، تصرفات روسيا، وقالت إنها لن تقدّم رأس المال بعد الآن لمشاريع جديدة في البلاد. قامت شركة النفط الفرنسية العملاقة بأعمال تجارية في روسيا لمدة 25 عاماً، وساعدت أخيراً في إطلاق مشروع كبير للغاز الطبيعي المسال على ساحل سيبيريا.
شركات منوّعة
وأعلنت شركة "إيكيا" السويدية العملاقة للأثاث، الخميس، أنها ستعلّق أنشطتها في روسيا وبيلاروسيا، ما يؤثر بما يقرب من 15 ألف موظف و17 متجراً وثلاثة مواقع إنتاج، رداً على الحرب في أوكرانيا. ويتعلق التعليق أساساً بروسيا، حيث توجد المجموعة السويدية منذ عام 2000، وهي واحدة من أكبر أصحاب العمل الغربيين هناك.
وقال رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستوره، الأحد، إنّ صندوق الثروة السيادي النرويجي الذي تبلغ قيمته 1.3 تريليون دولار سيبيع حصصاً في 47 شركة روسية، بالإضافة إلى سندات حكومية روسية. وأكد أنه سيجمد أصولاً روسية تبلغ قيمتها نحو 2.8 مليار دولار، وسيتوصل إلى خطة للخروج من السوق بحلول 15 مارس/ آذار.
وأعلنت شركة "ماستر كارد" الأميركية، يوم الاثنين، أنها "حجبت العديد من المؤسسات المالية" من شبكتها نتيجة العقوبات المناهضة لروسيا، وستواصل "العمل مع المنظمين في الأيام المقبلة". وقالت "فيزا" متعددة الجنسيات ومقرها في سان فرانسيسكو الأميركية أيضاً، يوم الثلاثاء، إنها تتخذ خطوات للامتثال للإجراءات في أثناء تطورها.
وتُجري شركات القانون والمحاسبة الكبرى أيضاً عمليات التقييم. وقالت شركة "بيكر ماكنزي" للمحاماة إنها ستقطع العلاقات مع العديد من العملاء الروس من أجل الامتثال للعقوبات. ومن بين عملاء الشركة التي تتخذ من شيكاغو مقراً لها، وزارة المالية الروسية، و"في تي بي"، ثاني أكبر بنك في روسيا.
وقالت "لينكليترز" للمحاماة في لندن، في بيان، إنها "تراجع كل أعمال الشركة المتعلقة بروسيا". وأعلنت شركة "كيه بي إم جي" الهولندية متعددة الجنسيات، أنها ستقطع العلاقات مع بعض العملاء الخاضعين لموجة العقوبات الأخيرة ضد روسيا، وفقاً لما نشره رئيسها البريطاني جوناثان هولت.
وأعلنت شركة "آبل" الأميركية، يوم الثلاثاء، توقف بيع منتجاتها في روسيا. وقالت الشركة، في بيان، إنها "قلقة للغاية" من الغزو الروسي. وتحركت أيضاً لتقييد الوصول إلى الخدمات الرقمية، مثل "آبل باي"، داخل روسيا، وقيدت توافر تطبيقات وسائل الإعلام الحكومية الروسية خارج البلاد.