رهان على المكامن الجوفية لتوليد الطاقة في عُمان

18 مارس 2023
تسعى عُمان لتنويع مصادر توليد الكهرباء (الأناضول)
+ الخط -

تقود شركة "أل أس بي" الأميركية للطاقة المتجددة مشاريع في سلطنة عُمان لاستغلال ميزة تنافسية في مجال الطاقة، وهي مكامن "الطاقة الجوفية"، التي يمكن استخدامها لإنتاج الطاقة من باطن الأرض واستغلالها كوقود للطهي أو التدفئة، وحتى توليد الكهرباء.

وتعمل الشركة مع وزارة الطاقة والمعادن العمانية على إعداد استراتيجية وطنية لتطوير إمكانات المصادر الجوفية في السلطنة، حسبما أورد موقعها الرسمي تزامنا مع إعلان الحكومة التوجه إلى الاستثمار فيها بهدف إنتاج "الكهرباء النظيفة"، بالإضافة إلى تنويع المصادر داخل مزيج الطاقة، ومنح الطاقة المتجددة دورًا أكبر.

والطاقة الجوفية هي تلك الطاقة الحرارية المنبعثة من قشرة الأرض، وتقدر دراسات أوردها موقع "ريسيرش غيت" العلمي أن قدرتها على إنتاج الكهرباء بالسلطنة تصل إلى 500 ميغاوات.

وهناك طريقتان رئيسيتان لاستخلاص الطاقة الجوفية، الأولى عبر "محطات" تستخدم حرارة الأرض في عمق كبير لتوليد بخار يحرك التوربينات ويولد الكهرباء، والثانية عبر "مضخات" تستغل حرارة سطح الأرض أو قربه لتسخين الماء أو توفير حرارة للمباني، حسب التعريف الوارد في الموسوعة البريطانية "بريتانيكا".

ويؤكد الخبير في الشؤون الاقتصادية الأوروبية علي العبسي أن الطاقة الحرارية المنبعثة من باطن الأرض ذات حضور معتبر في مزيج الطاقة بألمانيا والعديد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة، وغالبا ما يتم استخدامها في التدفئة.

ويشير العبسي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى اتجاه حكومي في ألمانيا للتوسع في استخدام هذا النوع من الطاقة باعتباره أحد "أكفأ وأرخص أنواع الطاقة المتجددة".

غير أن مستقبل هذا النوع من الطاقة يعتمد على عامل رئيس، بخلاف العرض والطلب، وهو التنافسية مع باقي المصادر المتجددة من حيث الكلفة والتوافر والموثوقية، وهو ما ترجّح تقديرات، أوردها موقع "كونسيرف إنرجي فيوتشر"، المتخصص في شؤون الطاقة، حدوثه على المدى المتوسط، مع زيادة السكان حول العالم وانحسار المصادر غير المتجددة للطاقة.

لكن العبسي يلفت إلى أن العائق الآني الذي يقف بوجه التوسع في استخدام الطاقة الجوفية، لا يتعلق بعملية إنتاج الطاقة بقدر ما يرتبط بكلفة تنصيب محطات الإنتاج.

ويشير العبسي إلى أن هذه الكلفة دفعت العديد من الشركات الكبرى، المتخصصة في تقنية الطاقة، إلى عدم التركيز على هذا النوع لصالح الاهتمام بتقنيات أخرى للطاقة المتجددة، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

ووفقًا لتقدير أورده موقع "ستاتيستا" الألمانية، المتخصص في دراسات السوق والمستهلكين، فإن التكلفة المتوسطة لتركيب الطاقة الجوفية في جميع أنحاء العالم بلغت عام 2020 نحو 3,700 دولار لكل كيلووات، وهي ثاني أغلى نوع من أنواع الطاقات المتجددة بعد الطاقة الشمسية المركزية.

وتتراوح تكلفة استثمارات التنقيب عن مصادر جديدة من طاقة المكامن الجوفية بين 15 و 25 مليون دولار لكل حفرية، حسبما أورد تقدير للبنك الدولي، وهي تكلفة تشكل عائقا رئيسيًا أمام زيادة نشر تقنية هذا النوع من الطاقة المتجددة.

غير أن تطورات تقنية جديدة تهدف إلى استغلال مصادر جوفية أعمق وأكثر انتشارًا في العالم تؤشر إلى إمكانية التقليل من تكلفة تنصيب محطات استخلاص الطاقة الجوفية بنسبة كبيرة، وتسمى هذه التقنية بالأنظمة الجوفية المحسنة (Enhanced Geothermal Systems) ، حسبما أورد موقع "ساينس دايركت".

ومن شأن تطور هكذا تقنيات وانتشارها أن يساهم في تحفيز شركات الطاقة المتجددة على وضع حرارة المكامن الأرضية في دائرة اعتبار أكبر خلال الفترة المقبلة، حسبما يرى العبسي.  
 

المساهمون