ركود حاد في أسواق السودان رغم انخفاض الأسعار

06 مايو 2023
ركود في الأسواق بسبب ضعف السيولة وأزمات التوريد (فرانس برس)
+ الخط -

اشتدت الأزمة الاقتصادية في السودان وأحكمت حلقاتها على معيشة المواطنين، وفي ظل ضعف السيولة وأزمات التوريد وتوزيع السلع، أطبق الركود على عدد كبير من الأسواق والمتاجر، وسط انتشار العصابات الإجرامية التي ما زالت تمارس سرقاتها لما تبقى من متاجر وبنوك ومؤسسات، مستفيدة من غياب الأمن وانتشار الفوضى.

واشتكى معظم التجار في أسواق الخضار واللحوم والسلع الغذائية في مدينة أم درمان من الركود التام رغم انخفاض الأسعار، وقال التاجر سيف الدين محمود لـ "العربي الجديد" إن القوة الشرائية للمواطنين هبطت بشكل سريع، مع ارتفاع البطالة وعدم صرف الرواتب.

وأضاف "نحن نعمل من أجل تأمين مصاريف المتاجر فقط، ورغم ذلك لا يوجد من يشتري". أما التاجر محمد بابكر، فقد قال إنه لا توجد حركة مواطنين في السوق، مشيراً إلى زيادة تعرفة المواصلات بسبب انعدام الوقود الذي وقف حاجزا أمام المواطن للوصول إلى الأسواق.

ولفتت أسماء الزين التي تبيع القهوة والشاي إلى أنها رفضت الخروج من الخرطوم واللجوء إلى خارجها لأنها تعول أسرة كبيرة ولا تمتلك أجرة السفر إلى الولايات الأخرى، إذ ارتفعت كلفة النقل أضعافاً مضاعفة. وقالت إنه رغم المخاطر واستمرار المناوشات "لكنني أعمل في السوق الشعبي يومياً، ولكن ليس هنالك حركة شراء من الزبائن الذين فضلوا اللجوء إلى الولايات الأخرى هرباً من الحرب".

وأكدت أنه لا سبيل سوى الاستمرار في العمل "ظروفنا صعبة إن بقينا في المنازل وإن خرجنا فلن نسلم من الحرب"، وأضافت أن الأمر الوحيد الذي يهمها أنها لا تريد أن ترى أطفالها يواجهون الجوع.

وفى جولة في سوق "الملجة" الشعبي الذي اشتهر ببيع الخضر والفاكهة، لاحظت "العربي الجديد" توافر كافة أصناف الخضروات واللحوم والفاكهة بكميات كبيرة، في ظل شكوى التجار من الركود، حيث يقول كثيرون إنهم يواجهون خسارة مؤكدة بسبب غياب المشترين.

وانخفضت أسعار اللحوم إلى 3 آلاف جنيه من 4.5 آلاف (نحو 7.5 دولارات أميركية)، فيما تراجع سعر صفيحة الطماطم إلى ألفي جنيه وسط انخفاض كبير في أسعار البصل والخضروات الأخرى مع ثبات في أسعار الزيوت وارتفاع سعر الدقيق.

أما في سوق بيع الأقمشة والألبسة الجاهزة والأحذية فقد لاحظت "العربي الجديد" إغلاق معظم المحال التجارية، حيث أكد التجار أن معظم المحال إما تعرضت للسرقة أو الحريق، ما أدى إلى لجوء معظمهم لنقل بضائعهم إلى مناطق أخرى.

وقال مورد الأجهزة الكهربائية أحمد إسحاق لـ "العربي الجديد" إن السوق أصبح غير آمن وإنه بدأ في نقل بضاعته إلى مدينة ربك في ولاية النيل الأبيض، وهي مسقط رأسه.

وشرح منذر يوسف، وهو تاجر أقمشة، "الآن ليس لدينا سعر محدد وكل من يطلب بضاعة يجدها بالسعر المناسب".

وأضاف "لا نملك الكاش لتصريف أمورنا، حتى التطبيقات البنكية توقفت وسُرقت البنوك وأخرى أحرقت وأصبحنا مفلسين. نعلم أن هنالك مخاطر في فتح المحال، ولكننا أيضاً نخاطر من أجل توفير لقمة العيش".

وما زالت عمليات السرقة والنهب للأسواق والبنوك مستمرة، على رأسها فروع بنك الخرطوم وبنك السلام، ما يرفع من حجم التحديات أمام التجار.

المساهمون