رغم أزمة الكهرباء والوقود الحادة في لبنان... وزير الطاقة السابق يسلّم خلفه مستعرضاً "الإنجازات"

13 سبتمبر 2021
احتفال التسلم والتسليم من ريمون غجر إلى وليد فياض في وزارة الطاقة والمياه (دالاتي نهرا)
+ الخط -

كالعادة، عند كل تشكيل حكومة جديدة في لبنان، يُعقد مؤتمر صحافي يسلم فيه الوزير السابق سلفه المكتب، عارضا أبرز الإنجازات التي حققتها وزارته في عهد الحكومة السابقة، لكن ما كان لافتا اليوم أن يتحدث وزير الطاقة السابق عن إنجازاته هذه المرة في عز المعاناة من انقطاع حاد للكهرباء وفقدان المحروقات من الأسواق وسط غلاء فاحش وهيمنة السوق السوداء.

اليوم، تسلم الوزير الجديد وليد فياض الوزارة من سلفه ريمون غجر، وكان المؤتمر الصحافي المشترك مناسبة أقر فيها فياض بصعوبات المرحلة قائلا: "إنني على يقين بأن المسؤولية كبيرة، لدرجة أن الكثير من الأقرباء والأصدقاء قالوا لي: شو بدك بهالشغلة، لكن هنا نقف لنقول: إنني كمواطن اعتبر أنه من واجبي أن أعمل في سبيل وطني... ونظرا لاهتمامي بالشأن العام ومراقبتي للوضع المتدحرج في البلد، كطوابير السيارات أمام المحطات، وهدير المواطنين الذين يعجزون عن دفع تسعيرة المولد وهم كثر".

وفضّل فياض عدم تناول توجهاته لحلول ممكنة للأزمات المرتبطة بحقيبة الطاقة والمياه، قال: "لن نتطرق اليوم للحديث عن الأفكار أو الخطط، لأنها ستتبلور وسنفصح عنها في موعدها بعد العمل الجدي والدؤوب سوف نعود إلى الإعلام عند توافر أول شيء ملموس"، مشيرا إلى أن "اللبنانيين ينتظرون منا أفعالا ونتائج وخططا قابلة للتنفيذ، وما أتعهد به هو الشفافية والوضوح دائما في إطلاع الرأي العام على حقيقة الواقع القائم وعلى ما ننوي القيام به".

"إنجازات" غجر

أما الوزير السابق ريمون غجر، فقال: "لا بد من وضع الوزير فياض والرأي العام بما حققناه في 181 يوما من العمل الفعلي مقابل 396 يوما في حكومة تصريف أعمال خلال كل هذه المدة الطويلة، وحاولنا تسيير المرفق العام بواسطة موافقات استثنائية ستعرض حكما على الحكومة الجديدة".

ثم عدّد ما اعتبره "إنجازات"، فقال: "في مجال الكهرباء، عانينا الكثير لتحقيق الحد الأدنى للمواطنين رغم الصعوبات الناتجة من الأزمة الاقتصادية في لبنان. فالمعامل الجديدة التي أمل اللبنانيون في بنائها كي تتأمن لهم الكهرباء لم تبصر النور، بسبب عدم استطاعتنا التعاقد مع أي مؤسسة أو شركة عالمية لبنائها".

أما بالنسبة إلى المحروقات اللازمة لتشغيل معامل "مؤسسة كهرباء لبنان" والسوق اللبنانية، قال غجر: "اعتمدنا على خطة طوارئ لتأمينها عبر طريقة Spot cargo، ما حال دون انقطاع المادة، في ظل أزمة السيولة الخانقة وعدم وجود موازنة وعدم وجود عقود مستدامة مع مؤسسات لتزويد البلاد بالفيول، وانعدام الثقة المصرفية الدولية بالأسواق المالية اللبنانية".

وأشار إلى قرار مجلس الوزراء القاضي بتعيين أعضاء مجلس إدارة لـ"مؤسسة كهرباء لبنان" وفق ما سمّاه "الكفاءة العلمية والمهنية"، مع الإشارة إلى أنه "تم التباحث بالمعايير وآليات اختيار المرشحين مع البنك الدولي المواكب للإصلاحات الهيكلية في قطاع الكهرباء".

أزمة المحروقات

وعن العلاقة مع بغداد ومحاولتها مساعدة لبنان لتخفيف أزمة المحروقات، قال غجر: "أبرمنا اتفاقا مع الدولة العراقية لاستقدام مليون طن من الفيول الثقيل، مقابل سلع وخدمات، واستبداله عبر تقنية Swap بفيول لزوم مؤسسة كهرباء لبنان"، مضيفا: "أنجزنا المناقصة الأولى وشاركت فيها شركات دولية ذات صدقية، وفازت بالأولى منها الشركة الوطنية للنفط في الإمارات، وستصل الشحنة الأولى في غضون أيام إلى لبنان لتغذية معامل الكهرباء التي ستؤمن 4 ساعات إضافية للتيار الكهربائي، على أن تليها الشحنة الثانية الأسبوع المقبل، وستليها مناقصات شهرية لمدة سنة".

كما قال: "أعدنا إحياء اتفاقية خط الغاز العربي بين مصر، الأردن، سورية ولبنان، من أجل استجرار الغاز المصري لزوم معمل دير عمار، والعمل على تأمين جزء من احتياجات لبنان عبر استجرار كهرباء الأردن إلى لبنان عبر سورية. وكان من المتوقع أن يُعقد اجتماع وزاري ثلاثي بين وزراء الطاقة في لبنان والأردن وسورية هذا الأسبوع إلا أنه تأجل بسبب تشكيل حكومة جديدة".

المياه

وفي ملف المياه، قال غجر: "حصل تعديل لقانون المياه وأقره مجلس النواب في العام 2020، وهو بحاجة إلى استصدار المراسيم التطبيقية لوضعه موضع التنفيذ".

وفي القطاع عينه، قال: "أُعدّت الاستراتيجية الوطنية المحدثة لقطاع المياه والصرف الصحي، وهي بحاجة إلى رفعها إلى مجلس الوزراء لإقرار التعديلات الجديدة على خطة 2012. وفي ظل الأوضاع الضاغطة الحالية، وضعنا خطة طوارئ مرحلية مع منظمات الأمم المتحدة والجهات الدولية المانحة من أجل استمرارية تأمين المياه للمواطنين، في ظل الأزمة الخانقة التي تمر بها مؤسسات المياه الأربع".

التنقيب عن النفط

أما في موضوع التنقيب عن النفط، فقال: "أطلقنا أعمال الحفر في البئر التجريبية الأولى في البلوك رقم 4 برعاية رئيس الجمهورية ميشال عون وحضور رئيس مجلس الوزراء حسان دياب، وساهم هذا الأمر في تأمين كمّ هائل من المعلومات سوف تساعد في أعمال الحفر واختيار مواقع الآبار المقبلة".

هذا "إضافة إلى البدء بأشغال ترميم خزانات منشآت النفط في طرابلس وفق العقد الموقع بينها وبين شركة روزنفت، وسيقوم فريق عمل تقني بالسفر إلى جمهورية روسيا الاتحادية للتدريب على كيفية العمل في لبنان مع الفريق الروسي".

وأخيرا، قال الوزير السابق: "عملنا مع وزارة المالية لتأمين المستحقات لمتعهدي التشغيل والصيانة لعدد من القطاعات الحيوية الأساسية وبعض المشاريع الكبرى ضمن الإمكانيات المتاحة، للإبقاء على بعض المشاريع كمعامل توليد الكهرباء من خلال التعاون الوثيق مع مصرف لبنان بواسطة تأمين الاحتياجات الضرورية من العملات الأجنبية".

المساهمون