رعب عالمي من عودة شبح التضخم بسبب تصاعد الأحداث في البحر الأحمر

20 ديسمبر 2023
غيوم البحر الأحمر تغطي سماء العالم (Getty)
+ الخط -

تسببت هجمات الحوثيين على السفن المتعاونة مع إسرائيل في البحر الأحمر، للتضامن مع غزة في ظل حرب دولة الاحتلال عليها، في تحويل أعداد كبيرة من السفن لاتجاهها، الأمر الذي سبب رعباً عالمياً من عودة التضخم، بسبب تأخير الشحن ورفع أسعار البضائع، على النحو الذي حدث خلال فترة انتشار وباء كوفيد 19.

ومع تحرك البوارج والأساطيل الغربية باتجاه البحر الأحمر، قررت أغلب شركات الشحن تحويل مسارها بعيداً عن البحر الحمر، وهو ما يعني أنها ستتجه للإبحار حول رأس الرجاء الصالح، بدلا من اتباع الطريق الأقصر عبر قناة السويس.

وقالت وكالة بلومبيرغ، اليوم الأربعاء، إن أكثر من مائة سفينة حاويات غيرت مسار إبحارها لتجنب هجمات جماعة الحوثي في اليمن. وحسب تقرير الوكالة الأميركية، فإن تكاليف الشحن البحري سترتفع وسيتأخر وصول البضائع إلى إسرائيل والعديد من الدول الأوروبية.

وكتب محللو "بلومبيرغ إيكونوميكس"، ومنهم جيرارد ديبيبو، في مذكرة، إن إعادة التوجيه هذه ستعني ارتفاع تكاليف الشحن وطول فترات التسليم. ويعد البحر الأحمر أحد أهم الممرات الملاحية في العالم، إذ ينقل نحو 14% من التجارة البحرية العالمية. وقال المحللون إن من بين الاقتصادات الأكثر تضررا من الاضطرابات التجارية اليونان والأردن وسريلانكا وبلغاريا.

وتحمل أكثر من 20% من الحاويات التي كانت تمر عبر قناة السويس البضائع من آسيا إلى الدول الأوروبية، ودول البحر الأبيض المتوسط، وفقًا لشركة "بروجيكت 44" للاستخبارات اللوجستية. وبالتحول للإبحار حول أفريقيا للوصول إلى أوروبا، سيضاف ما لا يقل عن سبعة إلى عشرة أيام إلى الرحلة، حسب تقديراتهم.

وقالت بلومبيرغ إيكونوميكس إنه مع ذلك، هناك أسباب للاعتقاد بأن الاضطرابات لن يكون لها سوى تأثير اقتصادي معتدل.

وفي حين أن تكلفة إرسال حاوية بطول 40 قدماً من شنغهاي إلى روتردام قفزت بنسبة 44% منذ نهاية أكتوبر/تشرين الأول قبل بدء الهجمات، وبأكثر من 26% إلى جنوة، إلا أنها تظل أقل بكثير من المستويات في عامي 2021 و2022 أثناء الوباء، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبيرغ.

وقالت بلومبيرغ إن التأثير على التضخم في أوروبا سيكون محدودًا، حيث بدت الأسواق وشركات الشحن وكأنها تتكيف مع الوضع الجديد.

واليوم الأربعاء، نقلت رويترز عن فيليب لين، كبير الاقتصاديين في البنك المركزي الأوروبي، قوله إن البنك يراقب الوضع في البحر الأحمر، لكن من غير الواضح ما إذا كانت الهجمات على السفن ستؤثر على التضخم وفي أي اتجاه.

وقال لين أمام جمهور في دبلن "من الواضح أن الاختناقات من أي نوع تمثل مشكلة كبيرة". وأضاف "لكن فيما يتعلق بالتأثير الصافي على التضخم، هناك ضغوط في كل اتجاه".

وفي حين كانت الصادرات الصينية ضعيفة طوال العام، إلا أن التوقعات تشير إلى أنها ربما تتباطأ أكثر في الشهر المقبل، حيث عادة ما تتوقف المصانع عن العمل في وقت مبكر من العام بسبب نهاية الطلب في عيد الميلاد وقبل عطلة السنة القمرية الجديدة في آسيا. ومع ذلك، إذا استمرت الاضطرابات أو تفاقمت، فقد يؤدي ذلك إلى فرض المزيد من الضغط الهبوطي على تلك التجارة.

وانخفضت الصادرات من الصين إلى أوروبا في كل شهر منذ يونيو/حزيران، في حين تباطأ نمو الصادرات من اليابان إلى أوروبا الغربية إلى 1.1% في نوفمبر/تشرين الثاني مقارنة بالعام السابق.

وأعلنت الولايات المتحدة عن تشكيل قوة عمل جديدة تهدف إلى حماية السفن التجارية المسافرة عبر البحر الأحمر. وتشمل الدول المشاركة المملكة المتحدة والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا. وتمتلك كل من اليابان والصين قواعد عسكرية في جيبوتي بالقرب من البحر الأحمر، لكنهما لم تعلنا عن مشاركتهما في الجهود البحرية.

وكتب محللو بلومبيرغ إيكونوميكس أن "أفضل ما يمكن أن يأمله العالم قد يكون سيناريو معتدل المخاطر، حيث يتم تحويل الشحن لعدة أشهر على الأقل، حتى يستقر الوضع الأمني في البحر الأحمر".

وأضافوا أن هذا قد لا يكون السيناريو الأمثل ولكنه يحدث عندما تكون هناك طرق شحن أبعد، ويكون ذلك أفضل من بعض البدائل.

المساهمون