استمع إلى الملخص
- الاتفاقية تشمل ثلاث مراحل: استخدام بطاقات "شتاب" الإيرانية في روسيا، استخدام بطاقات "مير" الروسية في إيران، ومعالجة بطاقات "شتاب" في المتاجر الروسية.
- نظام "مير" الروسي أُنشئ كرد فعل على العقوبات الدولية، ويهدف إلى إنشاء نظام مدفوعات مستقل، مما يعزز التعاون المالي بين البلدين.
أعلن محافظ البنك المركزي الإيراني محمد رضا فرزين عن توقيع أول اتفاقية مالية ثنائية للتجارة بين إيران وروسيا للربط بين نظام الدفع الروسي مير"Mir" والإيراني شتاب "SHETAB"، وذلك في خطوة نحو مواجهة العقوبات المالية المفروضة على البلدين والتي استبعدتهم من نظام الدفع الدولي المعروف باسم سويفت. وأشار فرزين، في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" اليوم الأحد، إلى "الانتهاء من جميع الإجراءات المشتركة التي اتُّفق عليها في الماضي، وبالتالي دخلت جميع الإجراءات المتفق عليها مسبقا مرحلة التشغيل".
وأضاف فرزين، وفقا للوكالة نفسها، أن "الاتفاق جاء على هامش الاجتماع الثنائي لمحافظي البنكين المركزيين في إيران وروسيا على هامش المؤتمر المالي الروسي في سانت بطرسبورغ، الذي عقد يوم الخميس الماضي". وقال إنه جرى خلال الاجتماع "التوقيع على وثيقة تعاون جديدة بشأن الإجراءات المشتركة المستقبلية من قبل محافظي البنكين المركزيين في البلدين". وأكد أن "الاتفاقية تهدف الى توفير السيولة من العملات الوطنية للمعاملات التجارية"، موضحا أنه "ستُفتتح البنية التحتية للمعاملات المتفق عليها بالريال الخارجي بالعملة الإيرانية في مركز صرف العملات والذهب في إيران في المستقبل القريب، مبيّنا أنه سوف تُرسَل التعليمات اللازمة الى الشبكة المصرفية والتجار".
وبيّن فرزين: "ومع الاتفاقية المالية، ستكون عمليات التبادل على أساس العملات المحلية، الريال الايراني والروبل الروسي، من دون الحاجة الى استخدام عملة أخرى، وستكون بداية قفزة في التبادلات التجارية للبلاد وستغطي العديد من المخاطر الناجمة عن تحويل العملات، وهذا سيغطي التبادلات مع العملات الأخرى. ولذلك، فإن هذا مهم جدا لرجال الأعمال الإيرانيين والمستثمرين الروس". وأوضح محافظ البنك المركزي أنه "وُضعت اللمسات الأخيرة على متطلبات ربط شبكة نظام الدفع مير الروسية بشبكة شتاب الإيرانية، حيث دخل هذا المشروع المرحلة التشغيلية، وستكون المرحلة الأولى منه متاحة للمواطنين الإيرانيين نهاية الشهر المقبل". وتابع بأنه في هذه المرحلة، "ستكون البطاقات المصرفية لشبكة "شتاب" الإيرانية قابلة للاستخدام في جميع أجهزة الصراف الآلي في روسيا على شكل بطاقة ذكية مع الخدمات المصرفية، وسيتمكن المواطنون الإيرانيون من استلام عملة الروبل من أجهزة الصراف الآلي الروسية باستخدام بطاقاتهم المصرفية". وأضاف فرزين أن "المرحلة الثانية من هذا الاتصال ستكون لصالح المواطنين الروس في إيران، وفي المرحلة الثالثة، ستُعالَج بطاقات شتاب الإيرانية في المتاجر الروسية".
توسع نظام الدفع الروسي "مير"
ووفقا لوكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي، فقد برزت الحاجة إلى توحيد أنظمة الدفع في البلدين في عام 2018، عندما فُصلت طهران عن نظام التحويل الدولي "سويفت". وفي مايو/أيار 2022، اتفقت موسكو وطهران على التحول إلى التسويات المتبادلة بالعملتين الوطنيتين. وفي نهاية يناير/كانون الثاني 2023، وقع ممثلو البنكين المركزيين في البلدين اتفاقية حول العمل على تبسيط العمليات المالية والمصرفية. وأخيرا قال فرزين إن نظام الرسائل المالية التابع للبنك المركزي الروسي قد اندمج مع نظام شتاب التابع للبنك المركزي الإيراني. وحذرت وزارة الخزانة الأميركية البنوك خارج الولايات المتحدة من أنّ التعامل مع "مير" "قد يخاطر بدعم جهود روسيا للتهرب من العقوبات الأميركية". ويحدّ تعليق "مير" من قدرة المواطنين الروس في الخارج على إجراء معاملات غير نقدية بعدما جعلت العقوبات الغربية بطاقات "فيزا" و"ماستركارد" الروسية الصادرة عنهم غير صالحة للاستخدام.
و"مير" هو نظام دفع روسي لتحويل الأموال إلكترونياً أنشأه البنك المركزي الروسي في ديسمبر/كانون الأول 2015، بموجب قانون جرى تبنيه لاحقاً في 1 مايو/أيار 2017 ينص على أنّ جميع مدفوعات الرعاية الاجتماعية والمعاشات التقاعدية يجب أن تُعالَج من خلال نظام "مير". وكان تطوير "مير" وتطبيقه مدفوعاً بالعقوبات الدولية على روسيا في عام 2014 في ظل حظر "ماستركارت" و"فيزا" في روسيا إثر ضم شبه جزيرة القرم. وعمل البنك المركزي الروسي والبنك الدولي على صياغة فكرة "مير" لإنشاء نظام مدفوعات مستقل داخل الاتحاد الروسي. وقُبلت بطاقات "مير" في البداية من قبل الشركات التي تتخذ من روسيا مقراً لها، لكنها أصبحت تدريجياً شائعة بين الشركات الأجنبية التي لها عمليات في روسيا.