كشف مصدر سوري وصف نفسه بالمطلع، لـ"العربي الجديد"، أن حل الخلافات بين رأس النظام السوري بشار الأسد وابن خاله رجل الأعمال رامي مخلوف، كان خارج أهداف زيارة المسؤولَين الروسيين إلى دمشق، يوري بورسيف نائب رئيس الوزراء الروسي، وسيرغي لافروف وزير الخارجية، اللذين طرحا تثبيت حكم نظام الأسد وفك الحصار مقابل اتفاقات جديدة وتثبيت مليكات واستثمارات روسية، "ما أبقى مشاكل الأسد ومخلوف ومساعي أسماء الأخرس جمرا تحت الرماد، خمد قليلاً خلال وبعد وفاة والد رامي مخلوف ليعود للاشتعال اليوم".
ولفت المصدر السوري، الذي رفض كشف هويته، إلى أن استقطاب "بشار وأسماء لإيهاب مخلوف، الأخ الأصغر لرامي، كان سبباً آخر للتصعيد"، ومن غير المستبعد أن تتسع دائرة الصراع لتصل إلى ما بين الأخوة الأشقاء.
وهذه الأسباب وغيرها من شعور رامي مخلوف بالاستهداف، دفعته مساء أمس لوصف نظام بشار الأسد بالمحتال، وأن ممتلكاته التي صودرت كانت عبر" أكبر عملية نصب في الشرق الأوسط".
وجدد مخلوف، بعد هدوء لنحو شهر، صراعه مع نظام الأسد عبر منشور على صفحته على "فيسبوك"، معتبراً أن ما يتعرض له كان "بغطاء أمني لصالح أثرياء الحرب، الذين لم يكتفوا بتفقير البلاد بل التفتوا إلى نهب المؤسسات الإنسانية ومشاريعها من خلال بيع أصولها وتركها بلا مشاريع ولا دخل، لتفقير الفقير ومنعه من إيجاد منفذ للاستمرار".
وخرجت خلافات الأسد ومخلوف إلى العلن في نيسان/إبريل الماضي، إثر اتهام الهيئة الناظمة للاتصالات (مؤسسة حكومية) شركتي الاتصالات "سيريتل وMTN" التي يملك مخلوف معظم أسهمهما، بعدم دفع المبالغ المستحقة لخزينة الدولة والبالغة 233.8 مليار ليرة سورية.
وتابع نظام بشار الأسد، بحسب مراقبين، بتحريض و"أوامر" من أسماء الأخرس زوجة رئيس النظام السوري، بـ"التضييق" على مخلوف عبر الحجز على أمواله وأموال زوجته وأولاده، قبل أن تمنعه من مغادرة سورية وتفرض حراسة قضائية على شركاته، وفي مقدمتها "سيرتيل وشام القابضة" فضلاً عن جمعية "البستان" التي اتخذها مخلوف واجهة للعمل الإنساني.
وتوعد مخلوف، خلال منشوره أمس، نظام الأسد بقوله" الظلم الحاصل سيكون حسابه مختلفا بكثير ما بين قبل وبعد هذا الحدث، فتذكروا هذه الكلمات جيداً"، كاشفاً أنه وجّه للحكومة كتبا عدة للبت في الأمر، لكنها بقيت من دون جواب، ما دفعه لإرسال كتاب إلى رئيس مجلس القضاء الأعلى لمعالجة الموضوع وإعادة الحقوق لهؤلاء الفقراء الذين لم تتبق لهم إلا هذه المؤسسة ومشاريعها لرعايتهم، واعداً بنشر مضمون خطاب القضاء الأعلى "لكي نضمن وصوله إلى وجهته، لأنه وبعد تسليمه لم يشعرنا أحد رسميا بتسلمه".
وأضاف رامي مخلوف "أسسنا كل هذه الشركات على مدى 30 عاما، وتحتوي على مشاريع كبيرة وكثيرة، نقلنا ملكيتها إلى مؤسسة راماك للمشاريع التنموية والإنسانية التي هي بمثابة وقف، بعد أن حرمنا أنفسنا وعائلتنا وأولادنا من ملكية هذه الشركات وأرباحها لخدمة هؤلاء الفقراء والمحتاجين ".
وختم منشوره "لم نفعل كل ذلك ليأتي هؤلاء المجرمون المرتزقة الخائنون لبلدهم وشعبهم وقيادتهم، أثرياء الحرب، ليحرموا بسرقتهم وجشعهم وتسلطهم شريحة كبيرة من المجتمع السوري من هذه المشاريع وعائداتها".
ويرى مراقبون أن الفترة المقبلة ستشهد تعاوناً بين "إيهاب مخلوف وأسماء الأسد" كترضية لأولاد الخال، بعد ما ظهر من "تحويل إمبراطورية مخلوف المالية إلى إيهاب" بعد وفاة خال الأسد محمد مخلوف في 11 أيلول/ سبتمبر، وتعهيد استثمار المناطق الحرة لإيهاب إلى جانب مستثمر كويتي.
يذكر أن إيهاب"1973" هو أحد أبناء محمد مخلوف، شقيق أنيسة زوجة حافظ الأسد، والشقيق الأصغر لرامي مخلوف، وحافظ مخلوف، وإياد مخلوف، وابن خال بشار الأسد، وهو حاصل على بكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة دمشق.