رغم تراجع أسعار أغلب الأسهم الأميركية، خلال تعاملات يوم الجمعة، في ما وصف بأنه جني أرباح بعد ماراثون ارتفاعات، أضاف مؤشر داو جونز الصناعي ما يقرب من 114 نقطة، في يومٍ شهد الإعلان عن نتائج أعمال بعض أكبر المؤسسات المالية الأميركية في الربع الثاني من العام، والتي جاءت في أغلبها إيجابية.
وفي تعاملات آخر أيام الأسبوع، مثلت نقاط الارتفاع ما يقرب من ثلث النقطة المئوية للمؤشر الأشهر في العالم، بينما تراجع مؤشرا ناسداك وإس أند بي 500 بنسبة 0.18% و0.10% على التوالي.
ولكن على مستوى الأسبوع، سجل مؤشر داو جونز الصناعي أفضل أسابيعه منذ شهر مارس/آذار الماضي، مرتفعاً بنسبة 2.3%، كما ارتفع مؤشر إس أند بي 500 بنسبة 2.4%، وقفز مؤشر ناسداك بنسبة 3.3%.
وقبل بدء التعاملات الرسمية الجمعة، أعلنت أربعة من أكبر المؤسسات المالية الأميركية عن تحقيق نتائج قوية خلال الربع الثاني من العام، مستفيدة من استمرار معدل الفائدة الفيدرالية على ارتفاعه، ما ساهم في ارتفاع عائدات الاستثمار لمحافظهم.
وتسببت البيانات الصادرة في ارتفاع أسعار الأسهم، وتحديداً القطاع المالي، خلال الدقائق الأولى من التعاملات، بنسب تجاوزت 2% للعديد من الأسهم.
وفي أوروبا، تراجعت الأسهم الأوروبية يوم الجمعة، إلا أنها حققت أكبر قفزة أسبوعية بالنسبة المئوية في أكثر من ثلاثة أشهر، مدفوعة بآمال انتهاء دورة رفع الفائدة الحالية، مع انحسار التضخم في الاقتصادات الكبرى.
وأنهى مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية تعاملات الجمعة، متراجعاً بنسبة 0.11%، إلا أنه كان مرتفعاً بنسبة 3% على مستوى الأسبوع.
وبعد خمسة جلسات متتالية من الارتفاع المتواصل، أنهى المؤشر الأوروبي أطول سلسلة مكاسب يحققها منذ قرابة ثلاثة أشهر.
وعلى نحو متصل، تراجعت أسعار النفط أكثر من دولار للبرميل الجمعة، مع صعود الدولار وإقبال المتعاملين في سوق النفط على جني الأرباح، بعد ارتفاع كبير لأسعار الخام، لكن الخامين القياسيين احتفظا بمكاسبهما الأسبوعية للأسبوع الثالث على التوالي.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.49 دولار، بما يعادل 1.8%، وصولاً إلى 79.87 دولاراً للبرميل، بينما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي 1.47 دولار، أو 1.9%، لتسجل 75.42 دولاراً للبرميل.
وقال جون كيلدوف من أجين كابيتال لـ"رويترز": "يبدو فقط أن البعض يجنون الأرباح مع عودة بعض المخاوف بشأن الطلب إلى الواجهة بفعل صعود الدولار".
وارتفع مؤشر الدولار بنسبة طفيفة، بعدما سجل أدنى مستوياته في 15 شهراً خلال الجلسة. ويؤدي ارتفاع الدولار لتقليل الطلب على النفط، إذ يرفع سعر الخام على المستثمرين حائزي العملات الأخرى.
وارتفعت أسعار النفط بما يقارب 2% على أساس أسبوعي، بعد توقف بعض الإمدادات من ليبيا ونيجيريا، وهو ما زاد المخاوف من أن تشهد الأسواق شحاً في المعروض الشهور المقبلة.
وأمس الخميس، أغلق عدد من حقول النفط في ليبيا، في احتجاجات قبلية محلية على اختطاف وزير سابق. وعلى نحو منفصل، أوقفت شركة شل شحنات النفط الخام النيجيري، بسبب تسرب محتمل في محطة.
وقال جون إيفانز المحلل في (بي.في.إم) لـ"رويترز" إن تعطل الإمدادات في ليبيا يوقف ما يقدر بنحو 370 ألف برميل يومياً، في حين تقدر الخسارة من توقّف شحنات النفط الخام النيجيري بنحو 225 ألف برميل يومياً.