كشفت وسائل إعلام جزائرية، اليوم الخميس، عن خطة صينية لاستثمار 36 مليار دولار في عدة قطاعات جزائرية.
وفي هذا السياق، نقل "تلفزيون النهار" المحلي عن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أن هذه الاستثمارات الصينية ستشمل بالأساس قطاعات الصناعة والتكنولوجيا الحديثة واقتصاد المعرفة والنقل والزراعة.
وأضاف تبون، خلال اجتماعه في إقليم شنتشن مع ممثلين للجالية الجزائرية في الصين، إن "المشروعات والاتفاقات المبرمة مع الجانب الصيني ضخمة ومتبادلة النفع للبلدين".
وفي حين أكد تبون أن الجزائر تسعى لرفع العلاقات الاقتصادية مع بكين إلى مستوى "العلاقات السياسية التاريخية الجيدة"، اعتبر أن زيارته فتحت "كافة آفاق الاستثمار" بين البلدين.
والثلاثاء الماضي، ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، نقلاً عن بيان مشترك، أن الصين والجزائر اتفقتا على تعزيز التعاون في مجالات السياسة والأمن والدفاع الوطني. ووقع البلدان 19 اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم في عديد المجالات.
وبحسب البيان، رحبت الصين بمساعي انضمام الجزائر إلى مجموعة "بريكس"، وقالت إنها تدعم جهود الجزائر لتحقيق هذا الهدف، بحسب "رويترز".
ودعا الرئيس الصيني شي جين بينغ، الثلاثاء، إلى تعزيز العلاقات مع الجزائر، وذلك خلال لقاء عقده في بكين مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، فيما تسعى بكين لتنويع مصادر إمداداتها بالطاقة، وفقاً لوكالة "فرانس برس".
وكان تبون قد بدأ يوم الاثنين زيارة دولة تستغرق 5 أيام للصين، الأولى له منذ توليه الرئاسة في نهاية 2019.
وقال الرئيس الصيني لنظيره الجزائري خلال لقائهما في قصر الشعب في بكين إن "الصين مستعدة للعمل مع الجزائر لتعزيز التواصل الاستراتيجي وتعميق التبادل والتعاون وضمان تطور مستمر وطويل الأمد للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والجزائر".
وتسعى الجزائر، أكبر مصدر للغاز الطبيعي في أفريقيا، للانضمام إلى مجموعة بريكس التي تضم روسيا والصين، وتقدم نفسها كثقل موازن للقوى الاقتصادية الغربية المهيمنة.
وشكر تبون الرئيس الصيني على دعم بكين لمسعى الجزائر للانضمام إلى بريكس التي تضم إلى جانب روسيا والصين، الهند وجنوب أفريقيا والبرازيل، وكذلك منظمة شنغهاي للتعاون. وقال الرئيس الجزائري: "الصين أبرز صديق لنا".
ثم جاء في بيان مشترك نُشر في وقت لاحق الثلاثاء أن "الصين ترحب بنيّة الجزائر الايجابية للانضمام الى بريكس، وتدعم جهود الجزائر لتحقيق هذا الهدف".
وقامت الصين باستثمارات لافتة في الجزائر في قطاع الطاقة، بينها عقد بين مجموعة النفط والكيميائيات الصينية سينوبيك وشركة سوناطراك الجزائرية.
وزار مسؤولون من سوناطراك الصين في مايو/أيار لبحث التعاون في مجال الطاقة وتوقيع عقد تسليم الغاز مع شركائهم الصينيين، بحسب "وكالة الأنباء الجزائرية" (واج).
الانتماء إلى مجموعة "بريكس" هو هدف مهم لتبون في مجال السياسة الخارجية. وفي عام 2022، أكد الرئيس الجزائري أن بلاده استوفت "جزءاً كبيراً" من المعايير الاقتصادية للانضمام إلى المجموعة.
وتُعَدّ مجموعة "بريكس" من أهم التجمعات الاقتصادية على مستوى العالم، وتضم في عضويتها كلاً من البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب أفريقيا.
وشارك تبون في قمة بريكس الافتراضية في أواخر يونيو/حزيران، حين دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قادة المجموعة إلى التعاون في مواجهة "الأعمال الأنانية" من قبل الغرب.
وكان الرئيس الجزائري البالغ 77 عاماً قد قام بزيارة في حزيران/يونيو لروسيا، وُقِّعَت خلالها اتفاقات لتعميق "الشراكة الاستراتيجية" بين البلدين.
وأبقت الجزائر، وهي قوة في تصدير الغاز، علاقات جيدة مع جيرانها الأوروبيين وروسيا في الوقت نفسه، رغم غزو القوات الروسية أوكرانيا.