حكومة النظام السوري ترفع أسعار الدجاج والبقوليات قبيل رمضان

13 مارس 2023
قلق لدى المواطنين وخوف من ارتفاع آخر مع قرب دخول شهر رمضان (العربي الجديد)
+ الخط -

رفعت حكومة النظام السوري، اليوم الإثنين، أسعار لحم الفروج (الدجاج) في المتاجر والمطاعم بعيد ارتفاع أسعار البقول، ما شكل قلقاً لدى المواطنين مع خوف من ارتفاع آخر مع قرب دخول شهر رمضان في ظل الضائقة الاقتصادية.

وقالت مصادر محلية في مدينة حماة وسط سورية، لـ"العربي الجديد"، إنّ وزارة التجارة وحماية المستهلك أقرّت، اليوم الإثنين، رفع سعر لحم الفروج النيء في المتاجر والمشوي في المطاعم، حيث بلغ سعر كيلو لحم الفروج بدون عظم 26 ألفاً و500 ليرة بعدما كان الأسبوع الماضي 26 ألفاً فقط.

وأضافت المصادر العاملة في سوق المدينة أيضاً، أنّ الحكومة رفعت سعر الفروج المشوي في المطاعم بمقدار ألفي ليرة حيث بلغ 28 ألفاً (نحو 4 دولارات) بعدما كان 26 ألفاً، في حين رفعت سعر كيلو الشاورما إلى 59 ألفاً بزيادة ألف ليرة.

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

وقالت المصادر التي تفضل عدم كشف هويتها لدواع أمنية، إنّ الزيادة متوقعة أكثر في الأيام المقبلة مع اقتراب دخول شهر رمضان.

ويأتي ذلك الارتفاع الجديد في الأسعار في ظل استمرار الضائقة الاقتصادية لجل المواطنين الذين يعانون من انخفاض قيمة الليرة السورية مع دخلهم المحدود، وعدم التوازن بين الأجور والأسعار في السوق.

وبحسب إعلام مصرف سورية المركزي، فقد بلغ سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة السورية اليوم 4522 ليرة للصرف، بينما لصرف الحوالات 7200 ليرة. 

وجاء رفع سعر الفروج بعيد زيادة في أسعار البقول وصلت في بعضها إلى 100% مع اقتراب شهر رمضان، وهو أمر يثير مخاوف المواطنين من ارتفاع آخر مع دخول الشهر ما يزيد من معاناتهم.

وقال أحد التجار في السوق ويدعى بسام (فضّل عدم ذكر اسمه الكامل لدواع أمنية)، لـ"العربي الجديد"، إنّ أسعار البقوليات ارتفعت في عموم الأسواق وخاصة العدس والفاصولياء، كما ارتفعت أيضاً أسعار الحبوب مثل البرغل والأرز وبعضها سجل ارتفاعاً بنسبة 100%.

وأوضح أنّ سعر كيلو البرغل كان 3000 ليرة قبل أسبوع، واليوم وصل إلى ما بين 6 و8 آلاف بحسب نوعه، وقال إنّ سعر كيلو العدس الأحمر ارتفع من 4500 إلى 10 آلاف.

وأضاف أنّ هناك ارتفاعاً أيضاً بأسعار الزيوت والسمن والسكر، ومن المتوقع أن يكون هناك ارتفاع في كل المواد مع دخول رمضان.

وقال المواطن ليث (فضّل عدم ذكر اسمه الكامل لدواع أمنية)، وهو مدرس لغة عربية في مناطق سيطرة النظام السوري، إنه يتقاضى في الشهر 130 ألفاً وهو اليوم لديه أكثر من 10 أعوام في الوظيفة، مؤكداً أنّ هذا الراتب لا يكفيه حتى لطعام أسبوع واحد، هذا ولم يقم بشراء أي شيء آخر من لباس ودواء ومواد تنظيف ودفع الفواتير الخاصة بالمنزل.

ويضيف أنه "ليس هناك فقراء اليوم في سورية بل معدومون، ولا يوجد بوادر تحسن في الأفق بل الأوضاع من سيئ إلى أسوأ، والمؤكد أيضاً أنّ الأسعار بارتفاع متواصل وليس هناك انخفاض أبداً"، لافتاً إلى أنّ "هذا حال المعلمين، وهم من المفترض أن يكونوا الأعلى مرتبة في الدخل".

ويشير إلى أنّ لديه طفلين، وفي هذه الأيام يذهب معهما إلى البراري والبساتين في محيط المدينة، من أجل جمع "الحويش" لطبخه مع البرغل.

والحويش بحسب وصفه هو مجموعة من النباتات البعلية التي تنبت في الطبيعة مثل الهندباء وهي صالحة للطبخ.

ويقول ضاحكاً: "لم يعد أمامنا سوى أكل الحشيش"، مشيراً إلى أنّ الأماكن التي يجمعون منها "الحويش" نفسها ترعى فيها الخراف والأبقار والدجاج أحياناً.

يذكر أنّ مناطق سيطرة النظام السوري تشهد منذ سنوات أزمات على مختلف جوانب الحياة الاقتصادية خلفتها الحرب التي شنها النظام على المعارضة والعقوبات الاقتصادية الأميركية والأوروبية التي تستهدف النظام.

ورغم انفتاح مناطق النظام أخيراً أمام دخول المساعدات الدولية بحجة مساعدة متضرري الزلزال، إلا أنّ الأسعار مستمرة في الارتفاع.

(سعر الصرف الرسمي للدولار 7200 ليرة سورية)

المساهمون