حرب المياه تشتعل بين أفغانستان وإيران

29 مايو 2023
هلمند من الأنهار المهمة التي تعتمد عليها أفغانستان في الري الزراعي (Getty)
+ الخط -

فجأة اشتعلت حرب مياه بين طهران وإسلام أباد، وبحسب مصادر، لا توجد نزاعات إقليمية كبيرة بين إيران وأفغانستان، على عكس الحال بينها وبين باكستان أو باكستان والهند. لكن رغم ذلك فإن الخلاف حول حصص المياه من نهر هلمند الاستراتيجي في أفغانستان فجًر النزاع بينهما يوم السبت الماضي، في وقت يعاني فيه كلا البلدين من الجفاف بسبب تغير المناخ وعدم وجود إدارة مناسبة للمياه.

كما تسعى أفغانستان لزيادة رقعتها الزراعية في اطار خطة للحد من الواردات الخارجية وتلبية احتياجات الأسواق المحلية من الحبوب والأغذية.

وحسب تصريحات الحكومة الإيرانية فإن حكومة "طالبان" خرقت اتفاق تقاسم المياه بينهما الموقّع في العام 1973، ولم تمنحها حصتها من المياه المنصوص عليها في الاتفاق.

وأكدت الشرطة الإيرانية وقوع النزاع العسكري مع حكومة "طالبان" يوم السبت بدون تقديم تفاصيل عن الضحايا، فيما أفادت وكالة مهر الإيرانية للأنباء بمقتل عنصر من حرس الحدود الإيرانيين. وألقى كلا الجانبين بمسؤولية إطلاق النار أولاً على الطرف الآخر.

ويأتي الحادث في سياق توترات بين طهران وكابول حول توزيع مياه نهر هلمند بسبب سدّ عليه يؤثر في تدفق المياه إلى أفغانستان التي تعاني جفافا.

من جانبه كتب الناطق باسم وزارة الداخلية في حكومة "طالبان" عبد النافع تاكور السبت على "تويتر" حدوث الاشتباك العسكري الذي وقع في المنطقة الحدودية من ولاية نيمروز. وأضاف: "عرض الأمر على القادة من الجانبين، والآن أصبح الوضع تحت السيطرة.

ومنذ سنوات واصل البلدان بناء السدود وحفر الآبار على طول نهر هلمند، ما أثر على تدفق المياه وزراعة المحاصيل في إيران وأفغانستان.

وبرز الخلاف المائي بين أفغانستان وإيران حول نهر هلمند في عام 1882، وعندما فشل الطرفان في حل المشكلة اتفقا على اللجوء إلى لجنة تحكيم "جولد سميث" المكلفة بترسيم الحدود بين البلدين.

وكانت الولايات المتحدة قد لعبت دورًا في التوسط في النزاعات حول المياه بين إيران وأفغانستان في الماضي حينما كانت أفغانستان تحت سيطرتها.

وتسعى حكومة "طالبان" لزيادة الرقعة الزراعية البالغة مساحتها ثمانية ملايين هكتار من أراضي البلاد ولا تستغل منها سوى مليوني هكتار. 

ونهر هلمند أطول الأنهار في أفغانستان، وينبع من جبال هندكوش شمال شرقي أفغانستان، ويصب في بحيرة هامون في إيران، وهو من الأنهار المهمة التي تعتمد عليها أفغانستان في الري الزراعي، ويجري لمسافة أكثر من ألف كيلومتر حتى بلوغ بحيرة هامون عند الحدود بين البلدين.

وترغب "طالبان" في أن تضيف مواردها الزراعية إلى مواردها المعدنية التي تقدر بأكثر من 3 تريليونات دولارات، وعلى رأسها المعادن النادرة التي تدخل في صناعة أشباه الموصلات.

 

المساهمون