حرب إسرائيلية على سلة غزّة الغذائية: شروط تعجيزية لتكبيل المزارع وعرقلة التصدير
وقف المزارع الفلسطيني محمود الأسطل تحت أشعة الشمس الحارقة إلى جانب كميات من محصول الطماطم (البندورة) التي عرقل الاحتلال الإسرائيلي تصديرها عبر معبر كرم أبو سالم المنفذ التجاري الوحيد والواقع أقصى جنوبي قطاع غزة، بوضعه اشتراطات تعجيزية.
وشارك الأسطل إلى جانب عشرات المزارعين الفلسطينيين ومسوقي المنتجات الزراعية في وقفة احتجاجية أقيمت، اليوم الإثنين، أمام مقر الأمم المتحدة بمدينة غزة رفضاً للقيود الإسرائيلية المفروضة على تصدير المحاصيل إلى أسواق الضفة المحتلة.
ورفع المشاركون في الوقفة لافتات وشعارات تحذر من تضرر السلة الغذائية للمواطنين في غزة وأخرى تدعو لحراك أممي ودولي يخفف من القيود الإسرائيلية ويضع حداً للحصار الإسرائيلي الذي يتواصل منذ عام 2006، والعمل على إنقاذ القطاع الزراعي.
ووضع المزارعون مجموعة من المحاصيل الزراعية كانت معدة للتصدير أمام بوابة الأمم المتحدة وقد تلفت كميات كبيرة منها، لبقائها من دون تصدير خلال الفترة الماضية، وصعوبة تصريفها في الأسواق المحلية، نظراً لاكتفاء السوق المحلي.
ويقول الأسطل لـ "العربي الجديد" إن إجمالي الخسائر المالية التي تكبدها منذ بداية القيود الإسرائيلية قبل قرابة الشهرين تجاوزت 200 ألف دولار أميركي خسائر مالية مباشرة، نظراً للاشتراطات والقيود التي وضعت على تصدير محصولي الطماطم والبطاطا.
ويوضح المزارع الفلسطيني أن الاشتراطات الإسرائيلية بإزالة الجزء الأخضر "القمعة" عن الثمرة مجرد ذريعة إسرائيلية تستهدف عرقلة عملية التصدير إلى أسواق الضفة الغربية المحتلة، عدا عن أن إزالة غطاء الثمرة سيؤدي إلى سرعة تلفها وتعريض التجار والمزارعين للخسائر.
ويطالب الأسطل الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الأخرى بالضغط على الاحتلال لفتح المعابر وحرية الحركة أمام تصدير منتجات القطاع الزراعية، بعيداً عن وضع شروط تعجيزية تستهدف تعريض التجار والمزارعين للخسائر ومعاقبتهم بشكل جماعي.
إلى ذلك، يؤكد المزارع ناهض الأسطل في كلمة له خلال الوقفة الاحتجاجية أن معاناة المزارعين تزداد وتيرتها بعد مرور 50 يوماً على القيود الإسرائيلية المفروضة على عمل معبر كرم أبو سالم التجاري، والاشتراطات التي وضعت مؤخراً على تصدير المنتجات للخارج.
ويقول الأسطل إن محصول الطماطم (البندورة) يعتبر أهم محصول تسويقي بالنسبة للمزارعين يتربع على عرش المحاصيل التسويقية، والذي بدون وجوده ضمن قائمة الخضروات المعدة للتصدير فإنه يصعب عليهم تسويق باقي أصناف الخضروات ما يكبدهم خسائر مالية كبيرة.
ويحذر الأسطل من توقف العملية الزراعية برمتها نتيجة عزوف المزارعين عن الزراعة في ظل تدني الأسعار المحلية ومنع الاحتلال السماح لمنتجاتهم من التسويق بالضفة المحتلة والأسواق العربية، فضلاً عن منع إدخال مستلزمات الإنتاج وهو ما سينعكس ضرراً على السلة الغذائية للقطاع.
وفي أعقاب العدوان الإسرائيلي الأخير أبقى الاحتلال على قيوده المفروضة على القطاع مع تقديم تسهيلات محدودة جداً، كان من ضمنها القيود المفروضة على تصدير المنتجات الزراعية، عدا عن توسيع محدود لمساحة الصيد لم يتجاوز 9 أميال بخلاف ما كان يجري في السابق.
في موازاة ذلك، يقول الناطق باسم وزارة الزراعة في غزة أدهم البسيوني إن إجمالي الخسائر المالية التي تكبدها المزارعون منذ وقف التصدير تجاوز 20 مليون دولار أميركي وهو ما من شأنه أن ينعكس سلباً على القطاع الزراعي.
ويحذر البسيوني في حديثه لـ "العربي الجديد" من تداعيات استمرار القيود الإسرائيلية على تصدير المحاصيل الزراعية ووضع اشتراطات "تعجيزية"، كونها ستساهم في الإضرار بالسلة الغذائية للقطاع ككل، وستؤدي لتعطل عدد كبير من المزارعين عن العمل في المواسم المقبلة.