أصدر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اليوم الجمعة، بياناً كشف فيه أنه قام خلال شهر يوليو/تموز 2021 ببيع 293 مليون دولار وموافقات سابقة بـ415 مليون دولار، أي ما مجموعه 708 ملايين دولار لاستيراد البنزين والمازوت، إضافة إلى 120 مليون دولار لاستيراد الفيول إلى كهرباء لبنان، أي ما مجموعه 828 مليون دولار لاستيراد المحروقات.
وقال سلامة في بيان حمل عنوان "مصارحة اللبنانيين" إنه "رغم كل ذلك، والدعم الذي يقدمه مصرف لبنان وإصراره على محاولة حماية الأمن الاجتماعي للبنانيين وتأمين الحدّ الأدنى من احتياجاتهم وحراجة الوضع المالي، لا يزال اللبنانيون يعانون من الشح في مادة المازوت، إلى حدِّ فقدانها بالسعر الرسمي المدعوم ونشوء سوق سوداء يتم من خلال ابتزاز اللبنانيين في أبسط حقوقهم منها الكهرباء عبر المولدات".
وأضاف "هذه الأمور ترتب نتائج خطرة على المستشفيات وعلى الأمن الاستشفائي والغذائي للبنانيين، بسبب إصرار التجار إما على التهريب أو التخزين للبيع في السوق السوداء، وذلك بفعل عدم اتخاذ إجراءات صارمة مع المعنيين لوقف معاناة المواطنين".
وأكد سلامة أن "الحلّ لا يكون بمحاولة تحميل مسؤولية هذه الأزمات الحياتية إلى مصرف لبنان الذي قام ويقوم بواجباته ولم يتأخر عن تأمين التمويل، بل الحل هو بأن يتحمّل المعنيون مسؤولياتهم لتأمين إيصال هذا الدعم إلى المواطنين مباشرة عوض أن يذهبَ إلى السوق السوداء".
ويرزح اللبنانيون تحت ثقل أخطر أزمة اقتصادية ومعيشية، ويعانون من شحّ في المواد الأولية الأساسية وانقطاع للمحروقات، خصوصاً البنزين والمازوت الذي رغم الدعم هو مفقود في السوق المحلي الشرعي، ويباع بأسعارٍ خيالية نتيجة عمليات التهريب عبر المعابر الحدودية والتخزين والبيع في السوق السوداء، لتحقيق أرباح طائلة على حساب المواطنين المحرومين من كل السلع المدعومة.
في السياق، أفاد ممثلو موزعي المحروقات في لبنان فادي أبو شقرا لـ"العربي الجديد" عن "وصول باخرة محمّلة بالمازوت إلى لبنان يجري الآن فحصها، وإتمام الإجراءات اللازمة قبيل تفريغها وتوزيعها على السوق وتسليم المادة سيكون يوم الأحد وبشكل أساسي إلى الأفران وشركات ضخّ المياه والآبار الإرتوازية والقطاعات الحيوية".
وأكد أبو شقرا أن "بواخر أخرى ستصل إلى لبنان الأسبوع المقبل أيضاً"، في حين اكتفى بالرد على بيان مصرف لبنان وأرقامه بشأن استيراد المحروقات، بأنّ "الطلب على المازوت والبنزين مرتفع جداً".
وبحث وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني اليوم الجمعة، مع مدير الدائرة الاقتصادية الإقليمية في السفارة الفرنسية فرنسوا دو ريكوفلي، ومدير المبيعات في شركة "سميث" المصنعة لأجهزة السكانر جاك بيرناردي، موضوع هبة السكانر المقدمة من الدولة الفرنسية التي استلمتها إدارة الجمارك اللبنانية منذ أسبوع، وبدء تدريب الفريق الفرنسي للموظفين على استعمال وتشغيل الجهاز لمدة 3 أسابيع.
وأكد وزير المال أن "مكافحة التهريب تبدأ من خلال نشر أجهزة السكانر التي تساهم في إحباط عمليات التهريب والتلاعب في بيانات البضائع في جميع المرافئ البحرية والمعابر البرية ومطار رفيق الحريري الدولي".