- الطلب المتزايد على الذهب كأصل ملاذ آمن يتلقى دعمًا من التوترات الجيوسياسية، اضطرابات الشحن العالمي، والمشاكل الاقتصادية في الصين، بالإضافة إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة.
- استهلاك الذهب في الصين يشهد نموًا بأكثر من 8% في 2023، مع زيادة الطلب على المجوهرات والسبائك والعملات، مما يعكس الاهتمام المتزايد بالذهب كاستثمار ووسيلة للحفاظ على القيمة.
توقع بنك "جيه بي مورغان" الاستثماري الأميركي وصول سعر الذهب إلى 2500 دولار للأوقية (الأونصىة)، خلال هذا العام، بعدما سجل مستويات قياسية في وقت سابق من شهر مارس/ آذار الجاري، ليحل المعدن النفيس في المركز الأول في قائمة السلع الأساسية لدى البنك.
قالت ناتاشا كانيفا، الرئيسة العالمية لأبحاث السلع في البنك، خلال مقابلة مع تلفزيون بلومبيرغ نشرت اليوم الخميس: "نعتقد أن سعر 2500 دولار سعر محتمل"، بعدما وصلت أسعار السبائك إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق وهو 2195.15 دولارا، يوم الجمعة الماضي، نظراً "لأن السوق تميل إلى الإفراط في رد الفعل".
وأضافت كانيفا أنه لكي يتم الوصول إلى هذا السعر المستهدف "نحتاج إلى بيانات تؤكد الاعتدال المستمر في التضخم وأرقام الوظائف، بالإضافة إلى تأكيدات على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يخفض الفائدة بالفعل".
من المتوقع على نطاق واسع أن يؤدي تحول بنك الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأميركي)، الذي طال انتظاره، نحو سياسة نقدية أكثر مرونة إلى تعزيز جاذبية الذهب مقارنة بالأصول ذات العائد مثل السندات.
وقال صناع السياسة النقدية إنهم بحاجة لرؤية المزيد من الأدلة على أن التضخم يتجه نحو هدفه البالغ 2% قبل خفض تكاليف الاقتراض.
كان رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول قد قال خلال شهادته أمام الكونغرس في وقت سابق من مارس/ آذار إنه سيكون من المناسب على الأرجح البدء في خفض تكاليف الاقتراض "في وقت ما هذا العام"، لكنه أوضح أنهم (البنك المركزي) ليسوا مستعدين بعد.
وأضاف أنه لا ينتظر وصول التضخم إلى هدف البنك المركزي لبدء سياسة التيسير النقدي.
وفي السياق، قال أكاش دوشي، المحلل لدى "سيتي غروب"، لوكالة بلومبيرغ: "أكد باول أن التخفيضات ستحدث في وقت لاحق من هذا العام.. مخاطر التشديد النقدي تنخفض".
وقبل أسبوع رفع "سيتي غروب" توقعاته لسعر الذهب للأشهر الثلاثة المقبلة إلى 2200 دولار للأوقية، ورفع التوقعات إلى 2300 دولار للأشهر الستة إلى الـ12 المقبلة، وأشار إلى مخاطر الركود في الربع الثاني، والتي يمكن أن تدفع لتفضيل الذهب، "خاصة في ضوء الارتفاعات الأخيرة في أسواق الأسهم والائتمان".
وبخلاف أسعار الفائدة، ساهمت عوامل أخرى في قوة الذهب. وكانت الصناديق الكلية، التي لم تكن نشطة في السوق حتى وقت قريب، بمثابة قوة شراء جديدة.
كما أن دور السبائك كأصل ملاذ تلقى دعماً أيضاً جراء التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط واضطرابات الشحن العالمي، والمشاكل الاقتصادية المستمرة في الصين، والانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نهاية العام الجاري.
وكانت جمعية الذهب الصينية قد ذكرت في تقرير لها بنهاية يناير/ كانون الثاني الماضي، أن مشتريات ثاني أكبر اقتصاد في العالم للذهب زادت بأكثر من 8% في 2023، مدفوعة بزيادة الطلب على المجوهرات والسبائك والعملات، في حين ارتفع الإنتاج بنسبة طفيفة خلال الفترة نفسها.
وأظهرت بيانات الجمعية نمو استهلاك المعدن الأصفر في الصين إلى 1.09 ألف طن تقريباً على أساس سنوي في 2023، وزاد استهلاك المجوهرات الذهبية بنسبة 7.97% إلى 708.48 أطنان خلال الفترة نفسها.