جونسون يترك البريطانيين لنار الغلاء ويختفي لقضاء إجازة شهر العسل

05 اغسطس 2022
قرر جونسون قضاء إجازة شهر العسل الآن مع أنه سيدخل في إجازة طويلة الشهر المقبل (فرانس برس)
+ الخط -

يبدو أن رئيس الوزراء البريطاني المستقيل بوريس جونسون مجهول الإقامة بالنسبة للرأي العام البريطاني وبعض النخب، بعدما ذهب لقضاء إجازة شهر عسل، فيما أزمة اقتصاد المملكة المتحدة تتعمّق ويتخذ بنك إنكلترا المركزي قرارات تاريخية محاولاً احتواء التضخم.

وأقر وزير بريطاني رفيع المستوى، اليوم الجمعة، بضبابية إقامة جونسون بقوله "لا أعرف أين بوريس"، حيث قام رئيس الوزراء بالذهاب في إجازة، في أسبوع شاهد الرأي العام البريطاني بقلق بنك إنكلترا وهو يرفع سعر الفائدة بقوة لاحتواء التضخم، محذراً من اقتراب ركود لمدة عام.

ورفض "داونينغ ستريت" تحديد المكان الذي يقضي فيه جونسون إجازة شهر عسل "متأخر" مع زوجته كاري هذا الأسبوع، لكن صحيفة التايمز قالت إن الزوجين كانا في سلوفينيا، وفقاً لوكالة "فرانس برس". ومع أنه سيكون لدى جونسون الكثير من الوقت بعد 6 سبتمبر/أيلول، عندما يسلم رئاسة حزب المحافظين إما إلى ليز تروس أو ريشي سوناك، لكنه، على ما يبدو، فضّل أخذ استراحة مبكرة.

واتهم حزب العمال المعارض اثنين من أرفع وزراء الحكومة بأنهما "مفقودان"، فيما وزير الخزانة نظيم الزهاوي أيضاً في عطلة هو الآخر. وقال وزير الأعمال ومؤيد تروس، كواسي كوارتنغ، لـ"راديو تايمز": "لا أعرف مكان بوريس، لكنني على اتصال دائم به"، مشيراً إلى أنه يتبادل رسائل الواتساب مع كل من جونسون والزهاوي "طوال الوقت"، وأصر على أن الانتقادات بأن الحكومة لا تفعل شيئاً حيال الأزمة الاقتصادية "كاذبة".

وقال الزهاوي إنه ظل على اتصال بمحافظ بنك إنكلترا أندرو بيلي يوم الخميس، بعد أن رفع البنك المركزي أسعار الفائدة من 1.25% إلى 1.75%، وهو أكبر ارتفاع في 27 عاماً، فيما يحاول بنك إنكلترا كبح جماح التضخم المرتفع، الذي حذر من أنه قد يصل إلى ذروته عند 13.3%، حيث توقع أن يدخل الاقتصاد البريطاني في حالة ركود في الربع الرابع، على أن تستمر حتى أواخر عام 2023.

محافظ بنك إنكلترا المركزي باقٍ حتى انتهاء ولايته

وقال بيلي اليوم الجمعة، إنه سيقضي فترة ولايته الكاملة في المنصب مهما حدث في عهد رئيس الوزراء البريطاني المقبل. ورداً على سؤال حول مراجعة اختصاص بنك إنكلترا التي خططت لها ليز تروس، المرشحة الرئيسية لتحل محل جونسون الشهر المقبل، قال بيلي إنه منفتح على مناقشة كيفية عمل البنك مع الحكومة.

وقال لراديو "بي. بي. سي": "في الواقع، لا أفكر على ضوء ما أراه بأنه توجد رغبة كبيرة في هذا البلد للتشكيك في استقلالية البنك المركزي، لكنني سعيد جداً بالمناقشة مع الحكومة الجديدة".

"لا حلول سحرية" لأزمة الاقتصاد البريطاني

وقال الزهاوي في بيان "بالنسبة لي، كما بالنسبة لكثيرين آخرين، لا يوجد شيء اسمه عطلة من دون عمل. فأنا لم أحصل على هذا الخيار لا في القطاع الخاص ولا في الحكومة".

واشتبكت وزيرة الخارجية تروس مع سوناك، سلف الزهاوي في وزارة الخزانة، مجدداً حول كيفية معالجة الأزمة في مناظرة تلفزيونية في وقت متأخر من يوم الخميس. وقالت تروس إن "الركود ليس حتمياً"، فيما تشير استطلاعات رأي أعضاء حزب المحافظين إلى أنها في طريقها لخلافة جونسون. وهي تخطط لموازنة طارئة لخفض الضرائب فوراً لمواجهة أزمة تكلفة المعيشة، ولمراجعة تفويض البنك المركزي المستقل لمكافحة التضخم.

وقال كوارتنغ لشبكة "سكاي نيوز": "أن أقول للناس، إن مداخيلك الحقيقية تتعرض للضغط وسأرفع ضرائبك، أعتقد أن هذا مجرد إهانة تُضاف إلى الخسائر". لكن سوناك قال إن التخفيضات الضريبية الممولة بمزيد من الاقتراض ستجبر بنك إنكلترا على زيادة أسعار الفائدة بشكل أكبر، ويصر على الحاجة إلى الحفاظ على التشديد المالي وترويض ضغوط الأسعار أولاً.

وحذّر الوزير السابق في الحكومة، ليام فوكس، الذي يدعم سوناك، من "الحلول السحرية" من خلال التخفيضات الضريبية الممولة بالديون على النحو الذي اقترحته تروس.

المساهمون