جني الأرباح يحبط الأسهم الأميركية عشية خطاب رئيس البنك الفيدرالي

23 اغسطس 2024
بورصة نيويورك تنتظر خطاب الجمعة من جيروم باول، 20 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -

تسببت موجة جني أرباح في تراجع مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية يوم الخميس، بعد ارتفاعات قوية تحققت في أغلب أيام الأسابيع الثلاثة الأخيرة، ليفقد مؤشر داو جونز الصناعي 177 نقطة، بينما يتطلع المستثمرون لخطاب جيروم باول، رئيس البنك الفيدرالي، المقرر له العاشرة صباح الجمعة، بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة.

وفي تعاملات يوم الخميس، مثلت نقاط التراجع نسبة 0.43% من قيمة مؤشر داو جونز الصناعي عند بداية اليوم، كما تراجع مؤشر إس أند بي 500، الأكثر تعبيراً عن قطاعات الاقتصاد الأميركي، بنسبة 0.89%، بينما كانت الخسارة في مؤشر ناسداك، المتخم بشركات التكنولوجيا، بنسبة 1.67%.

وتعرضت الأسهم الأميركية لضغوط هبوطية، بالتزامن مع ارتفاع عائد السندات، الذي ارتفع بنحو عشر نقاط أساس في سندات العشر سنوات، ليسجل 3.875%. وقال جورج بول، رئيس مجلس إدارة ساندرز موريس، لشبكة سي أن بي سي الاقتصادية: "كانت السوق مستقرة مثل الفطيرة طوال الصباح تقريبًا، ولكن التعاملات كانت ضعيفة عشية خطاب باول". وأشار إلى أن سوق الأسهم تتطلع أيضاً ببعض الخوف إلى الثامن عشر من سبتمبر/أيلول، وهو اليوم الذي سيتم فيه الإعلان عن قرار بنك الاحتياط الفيدرالي الخاص بسعر الفائدة.

وتحول انتباه مستثمري الأسهم الأميركية يوم الخميس إلى خطاب باول المنتظر في ندوة البنك المركزي التي تعقد في جاكسون هول بولاية وايومنغ يوم الجمعة، على أمل الحصول على بعض المعلومات التي يمكن أن تحدد مسار سعر الفائدة في الاقتصاد الأكبر في العالم، خلال الفترة القادمة. ويتفق المتداولون بالإجماع على توقع انخفاض تكاليف الاقتراض الشهر المقبل، وفقًا لأداة مراقبة البنك الفيدرالي التابعة لبورصة شيكاغو التجارية، لكنهم منقسمون حول ما إذا كان التخفيض سيكون ربع أو نصف نقطة مئوية.

ويأتي ذلك في أعقاب نشر محضر اجتماع بنك الاحتياط الفيدرالي في يوليو/تموز يوم الأربعاء، والذي أظهر ميلا واضحاً لأغلب مسؤولي اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، التي تحدد أسعار الفائدة في البنك الفيدرالي، لخفض سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية من النطاق الحالي في اجتماع سبتمبر/أيلول، إذا استمرت البيانات في التدفق كما هو متوقع. وهذا الخفض، حال حدوثه، سيكون الأول منذ عام الجائحة. وأدت تراجعات يوم الخميس إلى دفع مؤشري داو جونز وناسداك إلى الاستقرار بالقرب من النقطة التي كانا عندها في بداية الأسبوع، بينما كان مؤشر إس أند بي 500 أعلى بنسبة 0.3%.

وفي أوروبا، ارتفع المؤشر الرئيسي للأسهم الخميس، وقادت أسهم الرعاية الصحية ومبيعات التجزئة الصعود، فيما رحب المستثمرون بتزايد احتمالات خفض البنوك المركزية الرئيسية أسعار الفائدة. وأنهى مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية تعاملات اليوم مرتفعاً بنسبة 0.4%، محققا مكاسب لثاني يوم على التوالي، ليغلق عند أعلى مستوى هذا الشهر.

وفي الأثناء، أوقفت أسعار النفط مسيرة هبوط استمرت أربعة أيام، لترتفع يوم الخميس بأكثر من 1% عند التسوية، على خلفية توقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية الشهر المقبل. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.17 دولار، أو 1.54%، إلى 77.22 دولارا للبرميل، كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.08 دولار، أي 1%، إلى 73.01 دولارا للبرميل، وفقاً لبيانات رويترز.

وتؤدي أسعار الفائدة المرتفعة إلى زيادة تكلفة الاقتراض، وهو ما قد يبطئ النشاط الاقتصادي ويخفض بالتالي الطلب على النفط. وانخفض الدولار في الآونة الأخيرة لمخاوف إزاء ضعف الاقتصاد، مما يدعم أسعار النفط حيث يصبح الخام المقوم بالعملة الأميركية أقل كلفة للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى. وقالت وزارة العمل الأميركية الخميس إن عدد طلبات إعانة البطالة ارتفع الأسبوع الماضي، لكنه بدا مستقرا قرب مستوى يتسق مع التباطؤ التدريجي لسوق العمل، الأمر الذي يمهد الطريق لخفض أسعار الفائدة.

كما دعم أسعار النفط تقرير حكومي أميركي تم نشره الأربعاء وأظهر أن مخزونات الخام والبنزين ونواتج التقطير انخفضت أكثر من المتوقع الأسبوع الماضي، في إشارة إلى انتعاش الطلب.

المساهمون