برز على صعيد الشحن البحري اليوم الثلاثاء، إعلان الشركة العملاقة الفرنسية "سي.إم.إيه سي.جي.إم" رفع رسوم النقل بين آسيا والبحر المتوسط، بينما أبقت منافستها الدنماركية "ميرسك" مرور سفنها في البحر الأحمر معلقاً.
فقد أعلنت مجموعة "سي.إم.إيه سي.جي.إم" الفرنسية للشحن إنها سترفع رسوم شحن الحاويات من آسيا إلى منطقة البحر المتوسط بما يصل إلى 100% اعتباراً من 15 يناير/ كانون الثاني مقارنة بأسعار الأول منه، وفقاً لما أوردت "رويترز".
وذكرت الشركة في مذكرة على موقعها الالكتروني اليوم، أنه "اعتبارا من 15 يناير- الذي يشير إلى تاريخ التحميل في الموانئ الأصلية - وحتى إشعار آخر، سيكون سعر الشحن بجميع أنواعه من سي.إم.إيه سي.جي.إم للحاوية التي يبلغ طولها 40 قدماً بين آسيا وغرب البحر المتوسط 6 آلاف دولار، ارتفاعاً من 3 آلاف في أول يناير".
كما زادت الشركة رسوم الشحن إلى شرق البحر المتوسط والبحر الأدرياتيكي والبحر الأسود وسورية بشكل حاد.
وأحجم متحدث باسم المجموعة عن تقديم مزيد من التفاصيل لـ"رويترز" بشأن رفع الرسوم.
وارتفعت أسهم شركات الشحن منذ الهجمات التي شنتها جماعة الحوثي اليمنية على بعض السفن في البحر الأحمر وسط توقعات بأن الطرق الأطول ستؤدي إلى ارتفاع أسعار الشحن.
بدورها، أعلنت "ميرسك" أن اسطولها لن يستأنف عبور مضيق استراتيجي في البحر الأحمر بعد تعليق هذا الأمر الأحد إثر هجوم الحوثيين على إحدى سفنها.
وقالت الشركة في بيان نقلته "فرانس برس" اليوم: "قررنا وقف جميع عمليات العبور في البحر الأحمر وخليج عدن حتى إشعار آخر"، مضيفة أن التحقيق جار.
والأحد أفادت أن سفينة الحاويات "ميرسك هانغتشو" الدنماركية أصيبت بصاروخ أثناء مرورها عبر مضيق باب المندب ثم تعرضت لهجوم من 4 سفن تابعة للمتمردين الحوثيين كانوا يحاولون الصعود على متنها.
وأشار الجيش الأميركي بعد ذلك إلى أنه أغرق 3 سفن بعد هجمات على سفينة حاويات تابعة للشركة الدنماركية "ميرسك".
وقالت ميرسك: "في الحالات التي يكون فيها الأمر أكثر منطقية بالنسبة لعملائنا سيتم إعادة توجيه السفن (عبر) رأس الرجاء الصالح" في أقصى جنوب أفريقيا.
ومع مرور 12% من التجارة العالمية عبر البحر الأحمر بحسب غرفة الشحن الدولية (ICS)، يعد هذا البحر "طريقاً بحرياً سريعاً" يربط المتوسط بالمحيط الهندي، وبالتالي أوروبا بآسيا. وتمر عبر "قناة السويس" كل عام نحو 20 ألف سفينة، وهي نقطة دخول وخروج السفن التي تمر عبر هذه المنطقة. وهي المرة الثانية التي تعلق فيها "ميرسك" الملاحة في البحر الأحمر.
وفي منتصف ديسمبر/ كانون الأول وعلى غرار عمالقة النقل البحري العالمي الآخرين، أوقفت الشركة الدنماركية مرور سفنها عبر هذا الطريق التجاري الرئيسي بعد الهجمات التي نفذها الحوثيون.
وأعلنت الشركة أنها ستستأنف نشاطها في 24 ديسمبر قبل أن تعلقه بعد أسبوع. وحذر الحوثيون من أنهم سيستهدفون السفن التي تبحر قبالة سواحل اليمن والتي لها صلات بكيان الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل عدوانه على قطاع غزة بلا هوادة.