- الوضع الأمني المتوتر والتصعيد المحتمل، إلى جانب الجمود في المفاوضات بين إسرائيل وحماس والمقاطعة التركية، يسهم في ضعف سعر صرف الشيكل مع توقعات بتدخل البنك المركزي الإسرائيلي.
- قوة الدولار الأمريكي تعتبر عاملًا رئيسيًا يؤثر على سعر صرف الشيكل، مع توقعات بتقلبات مستمرة في سوق الصرف الأجنبي في إسرائيل بسبب الفجوات في النمو وأسعار الفائدة بين الولايات المتحدة وأوروبا.
يتوقع محللون اهتزاز سعر صرف الشيكل خلال الفترة المقبلة، بسبب تحرك الجيش الإسرائيلي لاجتياح رفح جنوبي قطاع غزة. ومنذ عملية السابع من أكتوبر، واجه سعر صرف الشيكل مجموعة من الاهتزازات المكلفة لاحتياطات البنك المركزي الإسرائيلي من العملات الصعبة. وهناك توقعات أن يضطر البنك المركزي الإسرائيلي للتدخل في سوق الصرف في حال تعثر الهجوم على رفح.
وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي الهجوم على رفح على الحدود بين قطاع غزة ومصر، وشرع في الإخلاء القسري لمخيمات النازحين في جنوب قطاع غزة. وفي أسواق الصرف في تل أبيب، بدأ الشيكل يضعف مقابل سلة من العملات الرئيسية. وبلغ سعر صرف الشيكل مقابل الدولار في نهاية تعاملات يوم الاثنين 3.7444 شواكل، مقارنة بسعره التمثيلي الذي تم تحديده بواسطة البنك المركزي الإسرائيلي البالغ 3.723 شواكل. ومقابل اليورو، تراجعت قيمة الشيكل بشكل أكثر حدة، من السعر التمثيلي أمس الاثنين، البالغ 3.9941 شواكل مقابل اليورو إلى السعر الحالي البالغ 4.0315 شواكل مقابل اليورو. وتراجع الشيكل أمام اليورو صباح اليوم الثلاثاء، ولكنه كسب قليلاً أمام الدولار، ليطرح محللو الصرف سؤال: "هل سينزلق الشيكل أكثر مع بدء اجتياح رفح؟".
وفي السياق، قال محللون لصحيفة غلوبس العبرية إن الفهم السائد في الأسواق بأن الوضع الأمني يتجه نحو التصعيد بعد موجة من التقارير حول جمود في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس حول اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة، وبعد مقتل أربعة جنود إسرائيليين أول من أمس، في معبر كرم أبو سالم، الذي تمر عبره المساعدات الإنسانية، بقذائف من رفح.
وحول مستقبل الشيكل، أكد الرئيس التنفيذي لشركة بريكو لإدارة المخاطر والتمويل والاستثمار، يوسي فريمان، لصحيفة غلوبس، أن "الوضع الأمني أدى بسرعة إلى ارتفاع سعر صرف الشيكل مقابل الدولار مرة أخرى، ولكن بالنظر إلى المعروض من النقد الأجنبي من المصدرين الذين يحتاجون إلى دفع الأجور والضرائب، فإن احتمال انخفاض سعر صرف الشيكل في المدى الفوري لا يزال محدوداً". لكن فريمان شدد على أن تصعيد القتال سيؤثر على سعر صرف الشيكل، وأن الدولار قد يرتفع مرة أخرى فوق 3.8 شواكل/ دولار.
ويوافق جوناثان كاتس، كبير الاقتصاديين في شركة ليدر كابيتال ماركتس، على أن سعر صرف الشيكل مقابل الدولار يمكن أن يتجاوز 3.8 شواكل/ دولار، لكنه يقول إن قيمة الشيكل لن تنخفض بشكل حاد. وتابع: "لا أرى احتمالاً كبيراً لانخفاض قيمة الشيكل بعد رفض وقف إطلاق النار والدخول إلى رفح. وهذا ليس مفاجئاً، وإسرائيل تستعد لهذه العملية. كل هذا يتوقف على شدة القتال". ويرى كاتس أن الجبهة الشمالية مع لبنان هي التهديد الأكبر للشيكل، حيث إن اشتعالها قد يؤدي إلى صراع إقليمي.
من جانبه، أوضح كبير اقتصاديي الأسواق في بنك مزراحي تفاهوت، رنين مناحيم، أنه يمكن تفسير ضعف سعر صرف الشيكل بعوامل أوسع، مبرزا أن "انخفاض قيمة الشيكل مرتبط جزئيًا بالتقارير المتعلقة بالمقاطعة التركية وتأثيراتها على الاقتصاد". وأضاف أن "الحوثيين في اليمن أعلنوا أيضا أنهم سيكثفون هجماتهم".
تأثير الدولار على سعر صرف الشيكل
وبعيدًا عن السياق الإسرائيلي، يقول كاتس إن العديد من المحللين يرون أن الدولار الأميركي يزداد قوة على مستوى العالم، و"عادة ما تعني قوة الدولار ضعف العملات الأخرى، خاصة المرتبطة بالاقتصاد الأميركي مثل الشيكل".
وأوضح كاتس أن "المنطق هنا واضح للغاية: هناك فجوة في النمو بين الولايات المتحدة وأوروبا، وكذلك فجوات في أسعار الفائدة، وإن تراجع احتمال خفض بنك الاحتياط الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة يتزايد مقابل احتمال متزايد لخفض أسعار الفائدة من قبل البنك الأوروبي، وأن ذلك يعزز سعر صرف الدولار، وهذا يعني أن سعر صرف الدولار سيرتفع مقابل الشيكل".
في المقابل، يرى مناحيم أن العوامل العالمية المؤثرة على سعر صرف الشيكل قد انحسرت. فـ"ضعف الدولار على مستوى العالم في الأيام القليلة الماضية بعد أرقام التوظيف الفاترة في الولايات المتحدة، والتصريح المهدئ لرئيس الاحتياط الفيدرالي، جيروم باول، بأن أسعار الفائدة الأميركية لن ترتفع، يعوض بعض ضعف الشيكل مقابل الدولار".
ويرجح مناحيم أن "تستمر التقلبات في سوق الصرف الأجنبي في إسرائيل، بل وستزداد". وشدد: "إذا استمر التصعيد العسكري، فسيجد الشيكل صعوبة في الثبات، وسيفكر بنك إسرائيل في بيع الدولارات من احتياطاته، وفقًا لسياسته المنشورة".